40 عاماً على الثورة الإسلامية في إيران: نجاحات وخسائر

الامام الخميني
بعد مضي أربعين عاما على انتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني، لا بد من جردة حساب لاظهر الارباح والخسائر، بغض النظر عن رأي مؤيدي ومعارضي نظام ولاية الفقيه الحالي في ايران.

كانت ثورة ايران عند انتصارها على نظام الشاه عام ١٩٧٩ ثورة كل المسلمين والمستضعفين في العالم، ولم تكن ثورة شيعية فحسب، أما اليوم وبعد أربعين عاماً من انتصار الثورة فإن من عاش مات، ومن مات فات، فقد أصبح شعار الوحدة الاسلامية ذكرى يترحم عليها المترحمون على ذكرى الإمام الخميني، بعد ان اقتصر الشعار باتجاه الدعوة الى الوحدة الشيعية.

أما شعارا الموت لاسرائيل والموت للشيطان الأكبر الاميركي، فلم تسجل الأربعون عاما المنصرمة أية مواجهة ايرانيه اسرائيلية مباشرة وكذلك لم تنشب حرب بين الجمهورية الاسلامية واميركا كما كان يتوقع كثيرون، غير ان الحروب بالوكالة التي شاركت فيها  ايران عن طريق تسليح جماعات حليفة في اليمن وسوريا ولبنان، والعراق مع اختلاف الخصوم والأعداء، كانت هي سمة صراع الثورة الاسلامية ضد “المستكبرين”، وذلك دون ان ننسى حرب الخليج الأولى التي فرضها صدام حسين على ايران، واسفرت عن سقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى في البلدين وخلّفت خرابا ماديا هائلا وندوبا معنوية لا تمحى.

اقرأ أيضاً: في إيران: ثورة مستضعفين جديدة ضدّ حكام السّلطة الإسلامية

بالنسبة للحريات وحقوق الانسان، فإن خسائر بالجملة تكبدها ويتكبدها الشعب الإيراني على هذا الصعيد، بسبب سيادة حكم ولاية الفقيه الذي يعلو فوق كل القوانين، فالديموقراطية حدودها “السيد القائد” خامنئي، فلا تنفذ ارادة الشعب ولن تتحقق طموحاته باتجاه التغيير، طالما ان الرئيس الجديد المنتخب مكبّل بقيد الولاية.

من الناحية الاقتصادية، فان الشعب كله يدفع ثمن تعثّر الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة التي جمدته، وبالتالي فانه مع تراجع العملة والتهديدات الاميركية بتصعيد العقوبات، فإن الايرانيين يستعدون لشدّ الاحزمة أكثر فأكثر، مع خوف شديد من انهيار اقتصادي عام، ينهي الفصل الاخير من حكم نظام الجمهورية الاسلامية المدعوم من الحرس الثوري.

اقرأ أيضاً: رئيس إيراني سابق: الخميني خائن

غير انه ومن بين جملة هذه الخسائر تبرز مكاسب اقليمية كبيرة حققتها ايران ما بعد الثورة، وهي توسع نفوذها الاقليمي في المنطقة العربية، مما اكسب النظام شرعية دولية، خصوصا مع تعامل الاوروبيين والاميركيين مع مشروع ايران الاقليمي الذين وجدوا انفسهم انهم يلتقون معه في بعض المصالح  وفي مكافحة الارهاب، وذلك بسبب الفراغ في المنطقة، وعدم وجود مشروع عربي يمكن أن يدرأ الاخطار ويحقق الرخاء المرجو والسلام للشعوب.

خشية من فتنة كبرى، ومن حرب كبرى، تصاحب ذكرى أربعين عاما على انتصار الثورة الاسلامية في ايران، ولكن ماذا عن الشعب الإيراني العظيم؟ كلمة السرّ تبقى عنده، وهو أدرى بشعاب بلاد فارس العصية على الشرق والغرب، كما اراد الامام الخميني، فالتغيير لا يكون الا عبر الشعوب، عندما تنضج الثمرة، فلا تقطف قبل أوانها كي لا يذوق طعمها المرّ الاجيال القادمة.

 

 

السابق
كتاب: «في صُحْبَةِ العربيّة/ منافذ إلى لغة وأساليب» لـ«أحمد بيضون»
التالي
إسمع يا دولة الرئيس (52): في الوفاء لداود داود