الليث حجو: كيف يصنع مسافة أمانه الخاصة؟!

الليث حجو
دخل الليث حجو خان الحرير كمساعد مخرج قبل عقدين من الزمن، ولم يرتق إلى مخرج منفذ لاول مرة، الا مع المسلسل الكوميدي السوري "بقعة ضوء".

استمر بقعة ضوء وتابع الليث الإخراج بعيداً عن السلسلة الكوميدية الأشهر، وبينما فقدت السلسلة بريقها بعد استنزاف النصوص وعدم القدرة على صناعة كوميديا لاذعة في الأجزاء الأخيرة، كان حجو بالمقابل يطوّر تجربته الإخراجية من النصوص الكوميدية إلى الاجتماعية والبدوية ليغدو ابن المسرحي الراحل عمر حجو علامة فارقة في الجيل الجديد من المخرجين السوريين الذين لم يطوروا النص فحسب بل ساهموا في صناعة نجوم عبر أعمالهم مع كسب ثقة كتّاب سوريين كبار.

اقرأ أيضاً: مقعد البطولة النسائية محجوز: لا للنجمات السوريات!

هذا الموسم يغامر الليث بإخراج عملين لموسم واحد ولو اختلفت بيئات الإنتاج، حيث قاده الاستقطاب الخليجي إلى تصوير مسلسل “سوق الدماء” في السعودية وهو العمل الخليجي الأول بالكامل لليث، في حين أطلق من دمشق قبل أيام في مؤتمر صحفي مسلسله السوري الجديد “مسافة أمان” والذي ارتأى تبديل اسمه من “أرض محروقة” لبعث الأمل في نفوس المشاهدين كما صرح لوسائل الإعلام. وكانت آخر أعمال الليث في دمشق هو “الندم” للكاتب حسن سامي يوسف، وقد لاقى العمل نجاحاً منقطع النظير في الشارع السوري متأثرين بشخصية “عروة” التي استقاها الكاتب من ملامح حياته ككاتب روائي، فما كان من الليث إلا أن طوّر رؤية إخراجية مقاربة للنص تمثلت بالتقاطع بين الزمنين القديم والحالي عبر تغير ألوان الصورة وجو العزلة والبرود المنعكس على طبيعة الحياة في قلب العاصمة دمشق خلال الحرب.

في العام التالي للندم، وضعت العصي في عجلات الدوافع لدى الليث عبر التسويف في إنتاج مسلسل “فوضى” من قبل شركة “سما الفن” المملوكة لرجل الأعمال السوري المتنفذ من النظام محمد حمشو. حالة من التعنت بالقرار الفردي أخرج الليث من دائرة العمل، فاستدار معاتباً وقرر العمل خارج سوريا، لتعود شركة “إيمار الشام” المستحدثة من قبل رجل الأعمال السوري سامر الفوز وتقنع الليث بتنفيذ مسلسل “الواق واق” في تونس، وعلى الشواطىء التونسية الخلابة دارت كاميرات حجو مقدمة نصا جديدا للكاتب ممدوح حمادة بعدما قدّم معاً ثلاثية شهيرة في نطاق الكوميديا السورية “ضيعة ضايعة، الخربة، الحقائب”، إلا أنّ المسلسل لم يلقَ النجاح المتوقع منه مع تعثر في التسويق للقنوات العربية رغم ضخامة تكلفة الإنتاج العالية.

اقرأ أيضاً: كوميديا سورية عنوانها «ببساطة»

أما في “مسافة أمان” تبدو اللعبة الإخراجية متوازنة أكثر بيد الليث بعد قدرته على جمع كلاً من النجوم سلافة معمار وكاريس بشار وقيس الشيخ نجيب في مسلسل واحد مع إمكانية إقناع نجم من الصف الأول في البطولة بعد اعتذار النجم عابد فهد عن العمل قبل ساعات من إطلاق المؤتمر الصحافي للمسلسل.

النص يعيد بالمقابل الكاتبة إيمان السعيد بعد انقطاع لسنوات ويرصد تغير الخيارات أمام المواطن السوري في رسم مسافة أمان محدودة تنجّي الفرد من الاحتراق بنيران الحرب المحيطة به من كل جانب، فكيف يخطط الليث لبناء مسلسله الجديد خاصة بعد انتقادات وجهّت لعمليه الأخيرين في تفوق النص على الرؤية الإخراجية ونضوب مخيلة حجو في القدرة على الإتيان بجديد على صعيد الكوادر وزوايا التصوير؟!

السابق
مغالطات نصرالله!
التالي
«حقك تعرف» معرفةً غير ناقصة…!