التفاهم غير مفهوم

لا ندري كم كانت العواطف الكلامية جياشة منذ أيام بين ممثلي البرتقالي والأصفر في كنيسة مار مخايل لتأكيد التفاهم الذي سموه بالتاريخي بين الحزبين..

ولا نفهم كم فهم المجتمع اللبناني من حقيقة هذا التفاهم بعد مرور أكثر من اثنتي عشرة سنة على إبرامه .. فما قاله المتفاهمون بالأمس في ذكرى التفاهم غير مفهوم.. فكيف يتجاهل البرتقالي كل ما قدمه اللبنانيون من تضحيات ومن دعم مالي ومعنوي لنجاح مقاومة الاحتلال والإرهاب عبر عقود من الزمن ويختصر كل ذلك بدوره مع التيار الأصفر ليقولها بكل ثقة: “لولاه لما تم النصر على إسرائيل والتكفير”!

اقرأ أيضاً: لن تتمكنوا من الوفاء يا كتلة الوفاء

ونحن لا نفهم كلامه هذا لأنه تجاهل كل قوى المقاومة منذ سنة ال 48 وحتى يومك كما دأب التيار الأصفر على فعل ذلك في كل مراحل نشوؤه وتطوره.. وقد تجاهل البرتقالي في فلتات اللسان بالأمس كل إنجازات الشعب اللبناني الذي احتضن المقاومة بكل طوائفه وفئاته.. ولولا هذا الاحتضان لما تحقق أي نصر يذكر.. علماً أن الدعم الذي لقيته المقاومة من غير الحزبيين في لبنان في كل مراحل نشوؤها وتطورها هو أكثر بكثير مما لقيته من دعم الحزبيين والأحزاب وعلى كل الصُعُد.. والقائمة تطول لو أردنا أن نتناول ذلك بالتفصيل على بساط البحث.. فهل اختصر البرتقالي كل جهد الآخرين في حزبه؟!
ومما يُضحك الثكلى تعبير ممثل الأصفر حين وصف أمين المقاومة حكاية عن لسان البرتقالي وصفه بالقديس وذلك في غزلٍ سياسي جديد على أدبيات المحاورات السياسية! وهل يرضى القديس شربل ومار مارون هذا التوصيف بالميزان العقائدي؟! أم هو التكاذب السياسي المصلحي المرحلي الذي يطمح له رئيس البرتقالي في مرحلة ما بعد العونية الرئاسية؟!
لكل ذلك نقول: “إن التفاهم غير مفهوم”..

السابق
تعليق جديد لشقير على تغريدة «وجوده في مكتبه»
التالي
مغالطات نصرالله!