مقعد البطولة النسائية محجوز: لا للنجمات السوريات!

سلافا معمار
موسم آخر من الدراما المشتركة تتصدر مقاعد البطولة النسائية فقط ممثلات لبنانيات إلى جانب عدد من النجوم السوريين مثل تيم حسن، قصي خولي، باسل خياط، مكسيم خليل. فهل تخشى شركات الإنتاج من قدرات نجمات سوريا في الدراما، أم أن التسويق الدعائي الذي يروّج لنظيراتهن اللبنانيات واقع لا يمكن تخطيه؟

جدلية طرحت نفسها لسنوات ووصلت لدرجة عالية من الاضطهاد بحق الممثلة السورية بعد أن أصرت شركة الصباح على إقحام اسم ستيفاني صليبا كبطلة للمسلسل السوري “دقيقة صمت” كشرط لتوزيع المسلسل. قابل ذلك صمت من فريق العمل الذي رضخ لفكرة تعديل البطولة النسائية كي تصبح جنسية البطلة لبنانية بدل السورية، وهنا تم نسف صحة الحديث القائل أن ظروف التصوير في لبنان وطبيعة القصص المشتركة تفترض تعدد الجنسيات وحجز مقعد البطولة النسائية لصالح الممثلات اللبنانيات كون شركات الإنتاج أو التوزيع لبنانية.

بالمقابل عانت عدّة نجمات السوريات في السنوات الماضية من أثر هذا التوجه، ما دفع بكثير منهن للحضور في الدراما الشامية أو التاريخية كحل بديل عن غياب الأدوار الاجتماعية في المسلسلات المشتركة، فبتنا نشاهد حضوراً كبيراً لسلافة معمار وكاريس بشار وشكران مرتجى وكندا حنا في هذه النوعية من الأعمال. وإن قبلت بعضهن بعرض مشترك كانت من أشد النادمين لاحقا، بسبب تهميش أسمائهن في شارات الأعمال وتحجيم حضورهن على بوستر المسلسل.

اقرأ أيضاً: محاولة لإعادة «الزمن الجميل» عبر برنامج تلفزيوني

منطق آخر تذرع فيه بعض المنتجين بضرورة تكافؤ ميزان العمل عبر تركيب ثنائية تجمع ممثل سوري قوي مع وجه لبناني جميل قادم من عالم الأزياء أو الغناء، ولكن المنطق نفى نفسه حين باتت عقود الأعمال توقّع أولاً مع الممثلة اللبنانية قبل أن يقع الاختيار على الممثل السوري المقابل لها في الأداء.

حالة افتراض منافية للواقع السوري في لبنان جسدتها هذه الأعمال أيضاً، فأظهرت في بعضها السوري بوضع المتملك وصاحب النفوذ على الأراضي اللبنانية، فضلاً عن إظهاره بموقع الزعيم كما في “الهيبة” وزعيم المافيا كما في “تانغو” والتاجر الذي لا تنفد أمواله كما في “طريق”.

اقرأ أيضاً: ديو المشاهير: برنامج «النشاز» المترنح من كل الجهات

لكن ماذا عن ردات فعل النجمات السوريات؟ يظهر ذلك من خلال سؤالهن عبر وسائل الإعلام عن الموافقة على بطولة عمل مشترك، فيأتي الجواب أن ظروف العمل غير المناسبة هي التي تحد ذلك. في حين يعتبر ذلك في نظر النقاد تنازلاً من قبل النجمات السوريات في حال وافقن على هكذا عرض، فهنّ لن يضمنَّ بالمقابل أن ينلن صدارة المسلسل وما تعرض له بعضهن من اقتطاع من المشاهد دليل واضح على تحجيم حضور الممثلة السورية في العمل المشترك.

مع عودة الإنتاج السوري إلى الزخم هذا الموسم، ينتعش الأمل باستقطاب شركات محلية لنجمات سوريات في البطولة قد يغيّر موازين الكفة، وربما ينهي مهمة الدراما المشتركة التي لعبت ظروف النزاع السوري دوراً في استمراريتها.

السابق
استغراب «قانوني» لاستقالات وزراء باسيل المسبقة: حبر على ورق!
التالي
قوى الامن: توقيف شخصين تحرشا بفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة