هل يصطدم ترامب بمجلس الشيوخ بسبب سوريا؟

مجلس الشيوخ

ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية تبعات قرار مجلس الشيوخ الأمريكي بمناقشة تعديل قانوني يعارض سحب القوات الأمريكية من سوريا.

وجاء تصويت مجلس الشيوخ الخميس 31 كانون الثاني بواقع 68 صوتاً مقابل 23 لصالح تعديل غير ملزم يحذر من “انسحاب متسرع” من سوريا ويحذر من استمرار خطر تنظيم الدولة الإسلامية هناك.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 19 كانون أول 2018 عزمه سحب جنود بلاده من الشمال السوري.

كتبت صحيفة صوت الأمة المصرية تحت عنوان “مأزق جديد لترامب”: “يبدو أن الرئيس ترامب على أعتاب صدام جديد مع مجلس الشيوخ والذى تحدى الرئيس الأمريكي مجدداً”.

اقرأ أيضاً: واشنطن في انتظار المواجهة الروسية – الإيرانية

وقالت صحيفة القدس العربي اللندنية: “مشروع القرار، الذي يسمى باسم مثير وهو ‘قانون الانسحاب المسؤول من سوريا’، لم يحظ حتى الآن بمكانة قانون، لكنه يشير بصورة واضحة إلى الاتجاه الذي يسعى إليه وحسب مشروع القانون، يمكن للبنتاغون أن يستخدم ميزانيته لغرض الانسحاب فقط بعد أن يجيب عن 15 سؤالاً …كل من هذه الأسئلة عبوة ناسفة قد تحطم الانسحاب وليس تمويله فقط”.

وفي الصحيفة ذاتها، رأت هبة محمد أن القرار كشف عن وجود “تيارين متضاربين داخل دائرة صنع القرار الأمريكي، ولعل هذه التجاذبات شكلت معوقات ليست بالقليلة أمام ترامب لتنفيذ قرار الانسحاب من سوريا، خاصة مع تأكيد المجلس على وجود تهديدات من مجموعات ‘إرهابية’ على واشنطن انطلاقاً من الأراضي السورية، وأن الانسحاب المتسرع سيعرض الإنجازات الأمريكية إلى المخاطر، وكذلك أمنها القومي”.

في سياق متصل، قالت صحيفة العرب اللندنية إن ترامب تلقى “صفعة من مجلس الشيوخ” على خلفية قراره الانسحاب من سوريا. وأضافت الصحيفة: “وإن لم يكن لهذا التعديل تأثير حقيقي على السياسة، لكنه يعبّر عن المعارضة الواسعة حتى داخل حزب ترامب نفسه لسحب القوات الأمريكية المتسرّع من سوريا”.

وأشار وضاح عيسى في صحيفة تشرين السورية إلى أن القرار من شأنه ” فرملة خطط الرئيس دونالد ترامب” للانسحاب من سوريا وأفغانستان.

وأضاف الكاتب: “نتائج التصويت وإن بدت تحدياً لخطط الرئيس ترامب بالانسحاب، إلا أنها لا تمنح قوة القانون ولا يمكنها منع ترامب من المضي قدماً في خططه، وإن أظهرت في الوقت نفسه الهوة الكبيرة بين المشرعين الأمريكيين وسياسات الرئيس المتبعة، وحجم الخلافات داخل الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بقراراته بخصوص المنطقة”.

وفي صحيفة العربي الجديد اللندنية، تبنى فكتور شلهوب رأياً مشابهاً إذ رأى أن أهمية القرار هي أنه “صادر عن الحليف الأساسي للرئيس دونالد ترامب في الكونغرس السناتور ميتش ماكونيل رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ. فهو الذي بادر ودفع بهذا المشروع إلى التصويت كعلامة هي الأولى من نوعها على اصطدام الجمهوريين مع الرئيس حول سياساته الخارجية”.

وأضاف الكاتب: “أهمية ما طُرح في مجلس النواب أنه صادر عن تحالف جمهوري – ديمقراطي، في وقت ندر فيه التلاقي بينهما. وفي المجلسين، يحوز هذا التوجه على تأييد وازن من الحزبين يكفل تمرير هذه المشاريع. بلوغ التناقض والتنابذ هذه الحدة والعلنية، كشف عن شرخ كبير في عملية صياغة القرار الذي تشارك هذه الأجهزة فيها… خلل تتراكم عوامله بصورة مكتومة منذ فترة. الآن خرجت مظاهره إلى السطح …”

السابق
نداء إلى المجلس الدستوري
التالي
المحكمة الخاصّة لرجال الدين