جنبلاط غاضب وخائب… والقرعاوي لـ«جنوبية»: عون من اختار «الغريب» وليس الحريري

محمد القرعاوي
أطلّت الحكومة العتيدة، وأطلت معها المناكفات السياسية، التي عادة ما تكون بين الخصوم، إلا أن هذه المرة ارتفع سقف الهجوم بين حليفين، وهما الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط، بعد أسبوعين على لقاء "رص الصفوف".

ثمة ما يقلق زعيم المختارة، وهذا ما جعله يفتح النار يميناً وشمالاً، الى أن توجه للحريري بسؤال “لوين رايح بالطائف؟ بيك استشهد كرماله”. واعتبر أن الوزير جبران باسيل هو الذي يضع العناوين العريضة للبيان الوزاري المرتقب.

هذا الهجوم، استدعى رد الرئاسة الثالثة، بحيث رد الحريري بقوله: “رئاسة مجلس الوزراء، المؤتمنة على الطائف وعلى الصلاحيات التي اوكلها اليها الدستور، لن تكون مكسر عصا أو فشة خلق لأحد، وهي لا تحتاج الى دروس بالاصول والموجبات الدستورية من اي شخص”.

هذا الفتيل كان قد أشعل مساء أمس، أما اليوم، فلم تهدأ الجبهة بعد، بحيث استغرب الوزير وائل أبو فاعور خلال تسلمه وزارة الصناعة من سلفه الوزير حسين الحج حسن، عدم توزيع “ميثاق الطائف” على الوزراء في الجلسة الأولى للحكومة كما جرت العادة. واعتبر الوزير أكرم شهيب أن جنبلاط قال كلامه لأنه على حق.

اقرأ أيضاً: تسريبات تكشف مضمون البيان الوزاري وبنود المقاومة والعلاقة مع سوريا والنازحين!

أما في السراي الحكومي، وخلال تكريم أمين عام مجلس الوزراء فؤاد فليفل وعدد من كبار الموظفين الموظفين، قال الحريري: “من يقف في وجهي عليه أن يتنحى وانا سأكمل ولو اصطدمت مع أي كان”.
وتعليقاً على العلاقة المتشنجة بين المستقبل والإشتراكي، قال النائب عن كتلة المستقبل محمد القرعاوي، في حديث لجنوبية، أن هناك عدة قضايا أثارت هذه التجاذبات، أولها موضوع الوزير الدرزي الثالث، واختيار صالح الغريب، حيث قال: “ليس الرئيس الحريري من اختار الغريب، بل اختاره الرئيس ميشال عون من ضمن الخمسة أسماء”.
وأضاف: “ثاني القضايا التي تزعج جنبلاط هي دعوة الشيخ نصرالدين الغريب الى القمة الإقتصادية، ومنزعج أيضاً، الى جانب موضوع اسم وزير شؤون النازحين، من اسم الوزير غسان عطالله لوزارة المهجرين، إلا أن كل هذه الأمور لا علاقة للرئيس الحريري بها”.
وأردف: “أحد الوزيرين من حصة رئيس الجمهورية، والآخر من حصة التيار الوطني الحر، وبالتالي لن يفرض الحريري أسماء على غيره، وهو الوحيد الذي تخلى عن وزارات لتشكيل حكومة لمصلحة البلد”.
وعن الكلام عن أن الوزير باسيل هو من يضع العناوين العريضة للبيان الوزاري، قال القرعاوي: “الرئيس الحريري وفريقه هو من يضع العناوين، أما التشاور مع باسيل وكل الأفرقاء أمر طبيعي، وفي الدرجة الأولى التشاور مع رئيس الجمهورية”.
وأضاف: “تم تقديم مسودة، ووليد بك لديه ممثل عنه في لجنة صياغة البيان، وبامكانه الإعتراض على ما يريد، بالإضافة الى أن النقاط الخلافية متوافق عليها من قبل الجميع، في البيان السابق، ولن يكون هناك تعديل جوهري على هذه النقاط كموضوع النازحين والنأي بالنفس ومسألة “المقاومة” بحسب ما يتداول”.

اقرأ أيضاً: كفى تباهي بالعهد القوي!

الطائف يؤجج الخلاف
بعد إثارة الوزير أبو فاعور لموضوع عدم توزيع “ميثاق الطائف” على الوزراء في الجلسة الإفتتاحية، رد القرعاوي قائلاً: “ميثاق الطائف موزع على كل النواب والوزراء، ومهمة الرئيس ليست توزيع الميثاق على الوزراء”.
وأضاف: “الإستغراب الحقيقي في ما يخص الحكومة الجديدة هو توقيع وزراء التيار الوطني الحر على إستقالاتهم”. وعلق ساخراً: “متل يلي رايح يشتغل بشركة وعنده 3 أشهر تجربة”.
وفي ما يخص وفد اللقاء الديمقراطي الذي ينوي جنبلاط ارساله الى الرؤساء الثلاثة لسؤالهم “الطائف الى أين؟”، قال القرعاوي أن جواب الحريري سيكون حتماً التمسك بالطائف أكثر من أي وقت مضى.
وأشار الى أن الحريري، وخلال عملية التشكيل التي دامت 9 أشهر، وقف بوجه أي محاولة لخرق الطائف ومحاولة ارساء أعراف جديدة، وتمحور خطابنا في تيار المستقبل على هذه النقطة تحديداً.
وأعطى مثلاً عن طرح الـ 32 وزير، الذي كان سيحدث خللاً في التوازن، بحيث كانت الأرقام ستعطي 3 للدروز و6 للسنة و7 للشيعة، وعندما طرحت بالعكس أي ب7 للسنة و6 للشيعة رفضوا، وختم ضاحكاً: “شو حرام علينا وحلال عليهن؟”.

السابق
بن سلمان: المرأة السعودية غير مجبرة على ارتداء غطاء رأس أو عباءة سوداء
التالي
«الجديد» تختار التصعيد