ديو المشاهير: برنامج «النشاز» المترنح من كل الجهات

ديو المشاهير
عام 2011 وبينما كانت القنوات الإخبارية مشغولة بأخبار ثورات الربيع العربي، كانت قناة LBCI تستثمر في مجال فني جديد وهو الأعمال الخيرية. نسخة واحدة من برنامج أميركي اقتُبست عربياً وصار الموسم الواحد عند العرب ستة!

ديو المشاهير حين يغني وجه مشهور من عالم التمثيل أو التقديم أو الأزياء أو حتى السياسة مع مغنيين محترفين فيظهر الفارق شاسعاً في المستوى، فتكون الجائزة ترفيه وشيك من النقود يُصرف في نهاية كل حلقة حتى يصل المبلغ النهائي لرابح اللقب خمسين ألف دولار أميركي.

بدأت تقديم البرنامج ملكة جمال لبنان السابقة دينا عازار وضم البرنامج في مواسمه الأولى الموسيقار روميو لحود وجمانة حداد ومروان الرحباني قبل أن يتغير أعضاء لجنة التحكيم تدريجياً موسماً تلو الآخر، ويحافظ آل الرحبانة على وجودهم سنوياً متمثلاً بأسامة الرحباني. وذلك بعد انتقال البرنامج إلى قناة MTV والتي راحت تستثمر في وجوهها الإعلامية ضمنه مع المراهنة على أنابيلا هلال في التقديم. ولكن ذلك كلّه لم ينقذ البرنامج من تركبيته غير المقنعة، وظلّ تساؤل الجمهور حول جدوى استماعه لأداء ناس غير متدربة على الغناء لعدة أسابيع متتالية.

سؤال بحثت عن جوابه القناة، فجاء تفكيرها بنوعية الغناء في آخر مستويات الاهتمام، ليحل مكان ذلك التركيز علىى الموضة والديكور والإضاءة وحالة التهليل المبالغ فيها لأي مشارك في البرنامج، ويتراجع معها هدف البرنامج النظري في إنقاذ ومساعدة الجمعيات الخيرية.

اقرأ أيضاً: هذه تفاصيل انسحاب النائب مصباح الأحدب من «ديو المشاهير»؟!

ومع أن القناة اللبنانية تمكنت في الموسمين الأخيرين من إنتاج البرنامج بشكل منفرد، استغنت في هذا الموسم عن الحضور العربي بتاتاً فكانت جنسية جميع المشتركين لبنانية، كما الغالبية العظمى من الضيوف، في حين قررت إضفاء الطابع السياسي على البرنامج من خلال إشراك وزيرالاعلام ملحم رياشي وعضو قيادة تيار المردة فيرا يمين معاً في الموسم ذاته، ليتلقَى البرنامج صفعة موسمه الجديد بانسحاب رياشي قبيل تشكيل الحكومة الجديدة بأيام معتذراً بأن انضمامه للبرنامج كان على نية تشكل الحكومة تزامناً مع الحلقة الأولى أو الثانية من البرنامج، إلا أنّ تأخر تشكيل الحكومة حسب رياشي أثقل كاهله كونه يمثل حقيبة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال. المفاجئ كان انسحاب فيرا يمين التالي كونها لم تكن راضية بشكل كامل عن انضمامها للمشروع كما صرحت للإعلام وأن محاولات إقناعها استمرت ثلاثة أشهر، وفي حركة استعراضية على المسرح أمدّت فيرا بعمر تواجد أحد المشتركين الآخرين. لكن الستاؤلات التي تبعت انسحابها كانت الأكبر، حيث ترددت اشاعات نقلا عن أوساط إعلامية ان الوزير رياشي طلب خلافاً للقانون بأن يتم إعفاء يمين من أي عمل وأي دوام، مع تقاضي فيرا راتباً شهرياً قدره مليوني ليرة لبنانية، دون أن تمارس أي عمل في الوكالة الوطنية للإعلام.

ديو المشاهير

وإذا كان التساؤل مطروحاً من باب استمرار تقاضي فيرا الراتب الشهري، فماذا عن الانسحاب المتزامن وتقارير قناة MTV من داخل كواليس البرنامج التي ما فتئت تركز على الصداقة القوية التي تجمع فيرا برياشي.

على صعيد آخر، استدعى المخرج سيمون أسمر عضو لجنة التحكيم انتباه الجمهور هذا الموسم أيضاً، بعد تكراره للتعليقات المستفزة التي لا تخلو من لغة التقزيم والاستصغار. وشكلت صفحات السوشال ميديا مساحة للدفاع عن الفنان السوري محمد المجذوب بعد تشبيه أسمر له بالمتنبئة ليلى عبداللطيف وأنه تحول إلى منّجم يتنبأ مستقبل المشتركين.

اقرأ أيضاً: الـ«MTV» تكشف سبب انسحاب الريّاشي ويمين من «ديو المشاهير»

حادثة ثالثة أثارت الجدل في البرنامج بعد إقصاء الممثلة اللبنانية سارة أبي كنعان في الحلقات الأولى من الموسم بعد الحديث عن توقيعها عقد مسلسل جديد مع قناة منافسة لقناة MTV منتجة البرنامج، ما خلق تساؤل حول فعالية التصويت وهو النظام المتبع في المنافسة بين المشتركين عبر تصويت الجمهور لنجمهم المفضل عبر الأجهزة المحمولة.

وسط ذلك كلّه، يبقى النشاز هو أكثر ما يمكن أن تجده في برنامج “ديو المشاهير” كل عام إذا ما استثنينا الحلقات الأخيرة، لكنّ المقابل هو تضخيم لأسماء فنية يعاد صناعة البريق لها في برنامج يقوم على الاستعراض، فضلاً عن إحراج المغني الضيف بتشويه أغنيته في كثير من المرات عبر صوت غير كفؤ يقدمها معه، وليس انتهاءً بعبارات رنانة تقدمها أنابيلا هلال كل أسبوع من شاكلة” البرنامج الأقوى، السهرة الأفضل، الليلة الأمتع” مفردات أكل عليها الدهر والشرب ولن تنفع في إنقاذ برنامج مترنح طالما بُني في الأساس على قاعدة غير ثابتة. فماذا الذي يدفع MTV لاستثمار موسم آخر فيه!! لعله البحث عن الربح وترند التواصل الاجتماعي وليس النوعية حتماً.

السابق
«خيبة» جنبلاط الحكومية و«الخناجر» التي سيكسرها أبو فاعور
التالي
بيلينغسلي: لن نتوقف حتى يصبح نصرالله وإرهابيّوه بلا تمويل