الحكومة وُلدت: جعجع سهّل ولادتها وباسيل هلّل لانتصار جديد!

وأخيرا ولدت الحكومة اللبنانية بعد تسعة أشهر من التعثر، والكثير من المخاصمات والمساومات، وقد أبى معسكر 8 آذار وحليفه رئيس التيار الحر جبران باسيل الا ان يعلنا تسجيل انتصارات جديدة، ولو انها انتصارات فارغة بلا معنى، لأنها تستهدف أطرافا سياسية داخلية غير مدعومة من حلبف مسلّح.

اعتبرت مصادر معارضة للتسوية الرئاسية لـ«الجمهورية» انه «إزاء التهديدات الاسرائيلية والاميركية، أراد «حزب الله» وايران ان تولد حكومة لبنان لمواجهة التطورات المقبلة، خصوصاً انّ «الحزب» و8 آذار مُمسكان بمفاصل الدولة. فوزارة الدفاع لرسم الاستراتيجية الدفاعية، ووزارة العدل لمواجهة قرار المحكمة الدولية، ووزارة الخارجية لرسم ديبلوماسية لبنان وسياسته الخارجية، إضافة الى الوزارات الاخرى كوزارة المال لرسم السياسة المالية.

وأنتج «الحزب» سيناريو أظهرَ نفسه فيه بأنه ضَحّى في مسألة ان يختار رئيس الجمهورية الوزير السنّي السادس، فيما رئيس الجمهورية اختار من يريده «الحزب»، وإلّا لكانوا وَزّروا سنياً معتدلاً وليس وزيراً يمثّل سوريا و«حزب الله»، وبذلك يكون لـ«الحزب» أكثر من «الثلث المعطّل» في الحكومة».

حزب الله يخترق الطوائف

هذا وفي محاولته تسجيل انتصار جديد، أكد رئيس “​التيار الوطني الحر​” الوزير ​جبران باسيل​ أن “تكتل ​لبنان القوي​ حصل على 11 وزيرا في ​الحكومة​، وهذا اكثر مما كنا نريد”، مشيراً الى أنه “لا أحد يمكنه أن يمنع هذا الأمر بأي حجة بغض النظر اذا كان له غاية معينة”، لافتاً الى أن “هذه الحكومة لا يوجد فيها اصطفافات”. مع العلم ان المراقبين يؤكدون ان ولاء العديد من وزراء كتلة التيار هو لحزب الله وليس لباسيل، لان الحزب هو من دعمهم لتولي مناصبهم.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة العرب اللندنية ان مصادر سياسية لبنانية اعتبرت أنّ المنتصر الأوّل هو حزب الله الذي اخترق كلّ الطوائف الأخرى (السنّة والمسيحيين والدروز) وأثبت أن تشكيل أيّ حكومة لبنانية بات يحتاج، بعد الآن، إلى موافقته عليها.

أقرا ايضا: حفلة مقايضات بالحقائب لا تخلّ بسطوة حزب الله على الحكومة

وقالت هذه المصادر إن الحزب فرض “التوقيع الثالث”، إلى جانب توقيعيْ رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلّف، شرطا لتشكيل أي حكومة. واستندت المصادر في ذلك إلى “المعايير” التي استطاع حزب الله جعل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف يعتمدانها.

وذكرت أنّ في مقدّم هذه “المعايير” توزير السنّي حسن عبدالرحيم مراد، المعادي للحريري، لإثبات أنّ الأخير لم يعد يستطيع احتكار التمثيل السنّي.

وأجبر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على إعطاء وزير لخصومه، هو صالح الغريب، بعدما كان مصرّا على أن يكون الوزراء الدروز الثلاثة من الموالين له. وحصل ذلك فيما يعتبر معظم الوزراء المسيحيين، باستثناء وزراء القوات اللبنانية، من المؤيدين للنهج الذي يسير عليه حزب الله الذي أصرّ على تقليم أظافر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن طريق منعه من أن يكون لديه “الثلث المعطّل” داخل الحكومة، أي أحد عشر وزيرا بدل عشرة وزراء.

وكشفت المصادر السياسية أن حزب الله أفرج أخيرا عن الحكومة اللبنانية بعد تلقيه ضوءا أخضر من إيران التي حصلت على “آلية” أوروبية تسمح لها بالتبادل التجاري مع دول القارة وتجاوز العقوبات الأميركية.

 

جعجع والتبادل

ولم تحجب ولادة الحكومة الدور البارز لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في تسهيل آخر المطبات التي واجهتها بموافقته و”تكتل الجمهورية القوية” على مبادلة حقيبة الثقافة التي كانت مخصصة لـ”القوات” بحقيبة التنمية الادارية.

وأكد جعجع “أنّ “القوّات اللبنانيّة” لم تبخل يوماً حتى بدماء أبطالها في سبيل لبنان، فكيف بالحري بتبديل حقيبة بحقيبة أخرى، إذا كان هذا التبديل سيؤدي إلى ولادة حكومة جديدة في لبنان. من هذا المنطلق، اتخذ تكتّل الجمهوريّة القويّة قراراً بالقبول بتبديل حقيبة الثقافة التي كانت مخصصة لحزب “القوّات اللبنانيّة”، بحقيبة التنمية الإداريّة، إذا كانت هذه المبادلة ستؤدي إلى ولادة الحكومة فوراً”.

وقالت مصادر “القوات اللبنانية” لـ”النهار” إن الأولوية التي فرضت إيقاعها في اجتماع تكتل “الجمهورية القوية” هي تشكيل الحكومة التي تعلو ولا يعلى عليها، لأن البلاد لم تعد تحتمل استمرار الفراغ ولا دقيقة إضافية، واجتماع التكتل كان مخصصاً أساساً لإطلاق نداء شديد اللهجة اذا كان سيستمر هذا الفراغ، فضلاً عن ان “القوات” التي كانت قدمت التسهيلات اللازمة للتأليف كما ونوعاً لن تقف عائقاً أمام تبديل وزاري من الفئة نفسها إذا كان سيفضي إلى تأليف الحكومة، وهذا بالذات ما صرّح به رئيس التكتل سمير جعجع في ظل مخاوف من ألا يؤدي تجاوب “القوات” إلى ولادة الحكومة.

السابق
الراعي مُهنئاً بتأليف الحكومة: نتمنى نجاحها لإجراء الإصلاحات اللازمة
التالي
زوجة الشيخ كوراني ترفع الصوت بوجه حزب الله: 3 عائلات بلا مأوى بسبب النصب والإحتيال والخداع