‎قوائم الإرهاب من أجل… الكباب؟

في كل مرة يرتفع منسوب التفاؤل بولادة الحكومة اللبنانية التي دخلت شهرها التاسع، يبرز ما يمكن أن يوحي بتعثر الولادة.

في مرات سابقة كانت الإيحاءات تطلق من الداخل تحت مسميات مختلفة وآخرها طبعا مشكلة توزير “اللقاء التشاوري” مع أن المايسترو في غالب الأحيان واحد، أما اليوم فيبدو أن الإيحاء قد صدر من وراء الحدود عبر إدراج تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري الذي هو الرئيس المكلف تشكيل الحكومة على ما يسمى قائمة الإرهاب الصادرة عن النظام السوري في مشهد مضحك – مبكي في غرابته رغم أنه ليس الأول من نوعه، الأمر الذي يطرح هذه المرة أسئلة مهمة عن مغزى توقيت هذا الإعلان مع إرتفاع منسوب التفاؤل بخروج التشكيلة إلى الحياة . من هذه الأسئلة هل هذا الإدراج هو مجرد رسالة ضغط لدعم مطلب توزير حلفاء النظام السوري المنضوين تحت مظلة “اللقاء التشاوري” لتحصيل حصتهم من “كباب” الحكومة العتيدة عبر التلويح أيضا بحرمان البعض المستهدف من “كباب” الإعمار السوري الذي يكثر الحديث عنه هذه الأيام خاصة في لبنان، ويكثر اللاهثون وراءه مع أن الأوضاع في المنطقة لا توحي بقرب حدوث هذا الأمر؟ أم أن الأمر أكبر من ذلك ويهدف إلى نسف كل ما توصلت إليه الجهود لتشكيل الحكومة وإخراجها إلى النور، عبر دفع الرئيس المكلف إلى الإعتذار والعودة بالبلاد إلى أجواء الإنقلاب الذي حصل على حكومة الرئيس الحريري عام 2010 وتشكيل حكومة كالحكومة التي شكلها الرئيس ميقاتي يومها لتأتي الثورة في سوريا وتخلط الأوراق يومها؟ أم أن الأمر كله لا يعدو كونه زوبعة في فنجان ويعبر عن نكد سياسي وزكزكة خاصة بعد موقف الحريري من بند إعادة العلاقات مع النظام السوري وما حصل من شد وجذب مع بعض الأطراف الداخلية قبل وأثناء القمة الإقتصادية العربية في بيروت؟ والمفيد هنا السؤال عن موقف هذه الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية والتي تتسابق على المشاركة في الحكومة العتيدة، وتدعو ليل نهار للتحاور وإعادة فتح الأبواب مع هذا النظام.

اقرأ أيضاً: «أسبوع الحسم» ينطلق اليوم.. وهذه هي خيارات الحريري

السابق
وفاة والدة الطفل دافيد خليل ضحية حريق الكسليك
التالي
مادورو: ترامب أعطى أمرا لحكومة ومافيا كولومبيا باغتيالي