تحول في نظرة الأميركيين تجاه فلسطين

الفلسطينيين

يقول موقع ذي إنترسبت الأميركي إن ثمة مؤشرات توحي بأن هناك تحولا ربما بدأ يطرأ على نظرة الأميركيين إلى دولة إسرائيل واحتلالها غير القانوني للأراضي الفلسطينية.

وينقل إنترسبت عن استطلاعات للرأي أجريت مؤخرا أن الديمقراطيين والناخبين الأميركيين الشبان -ومن ضمنهم ناخبون يهود- بدؤوا يتبنون موقفا أكثر موالاة للقضية الفلسطينية.

ونشر الموقع محاولات معلقيْن سياسييْن الإجابة عن أسئلة في برنامج صوتي بث على تطبيق البودكاست من تقديم الإعلامي البريطاني المقيم بالعاصمة الأميركية واشنطن مهدي حسن، من بينها: لماذا يجد الناس في الولايات المتحدة صعوبة بالغة في انتقاد إسرائيل؟ وهل المدافعون عن إسرائيل محقون في زعمهم أن جل المعارضة لهذه الدولة تنبع مما يسمونه العداء للسامية؟

رقابة الأمر الواقع

ويشير الموقع إلى أنه في الحلقة الصوتية من البرنامج استضاف مهدي حسن كلا من المعلق السياسي مارك لامونت هيل ورئيسة مؤسسة سلام الشرق الأوسط لارا فريدمان، وكان محور الحلقة عن إسرائيل والاحتلال.

وأشار حسن في مستهل البرنامج إلى أن ضيفه هيل تعرض للطرد من العمل في شبكة “سي إن إن” الإخبارية بسبب إلقائه كلمة في الأمم المتحدة دعا فيها لإقامة دولة فلسطين “من النهر إلى البحر”.

ويشير الموقع إلى أن هذه الخطوة تزامنت مع إلغاء معهد برمنغهام للحقوق المدنية في ولاية ألاباما -تحت ضغط من جماعات يهودية محلية موالية لإسرائيل- قراره الأخير الذي منح بموجبه جائزة حقوق الإنسان للناشطة الأميركية أنجيلا ديفيس لدعمها حركة مقاطعة إسرائيل (بي دي إس) وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها.

اقرأ أيضاً: «دير شبيغل»: مواجهات روسية – إيرانية في سهل الغاب توقع عشرات القتلى

وللمفارقة، أن عضوتين في الكونغرس الأميركي -هما رشيدة طليب وإلهان عمر- أفصحتا علنا عن دعمهما حركة “بي دي إس”.

وتناول المتحدثان في البرنامج ما يسميها موقع إنترسبت “رقابة الأمر الواقع” على النقاشات والمداولات التي تتطرق إلى دولة إسرائيل في الولايات المتحدة.

خطوط حمراء

ويعترف مارك لامونت هيل بأنه في كلمته بالمنظمة الدولية قد تجاوز الخطوط الحمراء نظرا لأن إطارا ضيقا للغاية هو المسموح لهم بتناوله في الولايات المتحدة عن كل ما يتعلق بإسرائيل وفلسطين، مؤكدا أنه عند موقفه من ضرورة تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وأنه على حق في ذلك.

ويعتقد لامونت أنه كان مصيبا عندما استغل حديثه لإثارة قضية حقوق الإنسان وتخيل عالم تسوده الحرية والأمان والسلام وتقرير المصير للشعب الفلسطيني ومواطني إسرائيل على حد سواء.

وينفي المعلق السياسي الأميركي أن تكون “بي دي إس” حركة مناهضة للسامية تنتقد إسرائيل وتنطوي على رد فعل لسياستها، وهذا بالنسبة له “أمر بديهي” حسب تعبيره.

من جانبه، استشهد مقدم البرنامج مهدي حسن بمقال كانت كاتبة العمود الصحفي ميشيل ألكساندر نشرته في صحيفة نيويورك تايمز نهاية الأسبوع الماضي تحت عنوان “كسر حاجز الصمت بشأن إسرائيل”.

وتطرقت الكاتبة في ذلك المقال إلى معارضة الناشط السياسي الأميركي الراحل مارتن لوثر كينغ لحرب فيتنام، مشيرة إلى أن هناك فهما يتعاظم يوما بعد يوم بأن انتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية وممارساتها لم يعد ضربا من معاداة السامية في حد ذاته على ما يبدو.

ويقول مهدي حسن إن ألكساندر على صواب، ذلك أن الأمور بدأت تنقلب على إسرائيل بسبب احتلالها غير المشروع للأراضي الفلسطينية، وتحكمها في أكثر من أربعة ملايين فلسطيني، وبنائها مستعمرات ذات طابع استعماري، وحصارها لغزة.

ويشير إلى أن إقدام عضوتين في الكونغرس الأميركي على الإفصاح عن دعمهما لحركة مقاطعة إسرائيل، وتغير مواقف الناخبين من الشباب الأميركيين -ومن بينهم شبان يهود- نحو تأييد القضية الفلسطينية ما كان لهما أن يحدثا قبل سنوات قليلة.

ولم يكن لنيويورك تايمز أن تنشر مقال ميشيل ألكساندر لو تقدمت به قبل سنوات “إذ لم يكن ذلك واردا” حينها، وفقا لمهدي حسن.

تهديد إستراتيجي

غير أن حسن يستدرك قائلا إن المدافعين عن إسرائيل لن يستسلموا للأمر بسهولة وبدون مقاومة، فرابطة مكافحة التشهير -وهي منظمة يهودية غير حكومية- وصفت مقال ألكساندر بأنه “معيب على نحو خطير”.

وغرد مايكل أورين سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة ونائب وزير حاليا بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في حسابه على تويتر قائلا إن ألكساندر بمقارنتها تقديم الدعم لإسرائيل بتأييد حرب فيتنام فإنها “تنزع منا (الإسرائيليين) الشرعية بشكل خطير”.

ويصف أورين مقال ألكساندر بأنه “تهديد إستراتيجي وعلى إسرائيل أن تتعامل معه على هذا النحو”.

بيد أن مهدي حسن يسخر من هذا الوصف معربا عن أمله بألا تحاول ميشيل ألكساندر زيارة أي من القنصليات الإسرائيلية، غامزا بذلك من قناة جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويمضي حسن إلى القول إنه من الغريب بمكان أن يستبد بالسياسيين والصحفيين الأميركيين ذلك الهوس بالدفاع عن إسرائيل والترويج لها على الرغم من أنها دولة أجنبية بالنسبة لهم.

وعلى سبيل المثال -يضيف حسن- أن أحدث مشروع قانون سيطرح في العام الحالي على مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون لا يتعلق بتعزيز الأمن على الحدود أو إصلاح النظام الضريبي أو الإغلاق المؤقت للمؤسسات الحكومية بل مسودة قانون يحمي الحكومة الإسرائيلية عبر منح الحكومات المحلية في الولايات المتحدة سلطة مقاطعة أي شركات أميركية تجرؤ على الانضمام لحركة مقاطعة إسرائيل.

السابق
مكافأة مالية تقدمها مدينة أمريكية لتشجيع من ينتقل للسكن فيها!
التالي
كبائر المحرمات تزويج فتاة قاصر