لقاءات باريس أخفقت وأجندة حزب الله تمنع الحلول

سعد الحريري سمير جعجع جبران باسيل

كتبت صحيفة الجمهورية انه “كان اللافت في كلام السيد نصرالله، الايجابية التي توجّه بها الى الرئيس المكلّف سعد الحريري، و«الجهود الجدّية» المبذولة الآن على خط التأليف، وكذلك تشديده على ضرورة تأليف الحكومة، آملاً ان تُسفر هذه الجهود عن اتفاق على التشكيلة الوزارية التي قال إنّ ما يعوق ولادتها موضوعا تمثيل «اللقاء التشاوري» السنّي، وتبديل بعض الحقائب. لكن نصرالله اعتصم بالحذر من دون أن يجزم بحصول هذا الاتفاق، مستعيناً على ذلك بالدعاء.

وقالت مصادر مطلعة على حركة اللقاءات التي عُقدت في العاصمة الفرنسية، انّ لقاء عُقد ليل امس بين الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل قبل ان يعودا في الساعات المقبلة الى بيروت.

وفي معلومات لـ«الجمهورية»، انّ لقاء الحريري وباسيل مساء الجمعة الماضي لم يكن ناجحاً، لأنّ باسيل إصرّ على إعادة النظر في بعض الحقائب الوزارية في انتظار ما سيؤول اليه اللقاء بين الحريري وجعجع في اليوم التالي، اي السبت، والذي على ما يبدو أنّه لم يكن ناجحاً. إثر فشل محاولة التبادل بين حركة «أمل» و«الحزب التقدمي الإشتراكي» و«التيار الوطني الحر»، حيث شمل الإقتراح في شأنها مقايضة وزارة البيئة لمصلحة «التيار» بوزارة الصناعة لحركة «أمل» ووزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية للحزب «الاشتراكي».

وقالت المصادر لـ«الجمهورية»، انّ باسيل اقترح على الحريري استعادة الوزير المسيحي من حصّة الحريري وإعادة الحقيبة السنّية اليه، ما لم ينجح تبادل الحقائب، وهو ما رفضه الحريري على اساس انّ اي تعديل من هذا النوع سيعرّض التشكيلة الأخيرة لما يُشبه لعبة «الدومينو»، والتي يمكن ان تنسف التفاهمات السابقة”.

الحريري وأجندة حزب الله

وبحسب صحيفة النهار”لا يغدو غريبا ان يكون اي قرار حاسم يتخذه الرئيس المكلف افضل من الاستنقاع القاتل الذي يحاصر اللبنانيين مع مجمل الواقع الاقتصادي والمالي سواء كان قرارا سيفضي الى تشكيل الحكومة او سيؤدي الى فرض امر واقع لا يبقى بعده لبنان مترنحا عند شفير الهاوية. واذا كانت الشبهة تكبر حيال الابعاد الاقليمية التي تتحكم بالازمة ولا يعترف بها اي فريق داخلي فكيف يمكن بعد اقناع اللبنانيين بان مبادلات محدودة في اللحظة الاخيرة ببضع حقائب وزارية تقف فعلا وراء تعريض لبنان لتمديد قسري بالغ الخطورة للازمة ؟

إقرأ أيضاً: حذر إسرائيل من الحرب الشاملة.. نصر الله يتهم بن سلمان بالترويج لصفقة القرن

ان أحدا لا يمكنه إنكار خطورة الهوة التي تفصل بين مكونات الحكومة العتيدة وما يمكن ان تنعكس على المهمات المصيرية التي تنتظرها خصوصا عندما تأتي المقابلة الاخيرة للسيد نصرالله لتظهر التباعد الكبير في اجندة حزبه حيال اجندات شركائه الآخرين. فحتى مع اعلان السيد نصرالله جاهزيته للحوار حول الاستراتيجية الدفاعية فان مجمل مواقفه من الواقع على الحدود الجنوبية والردود على اسرائيل وكذلك المواقف من الاتجاهات المقبلة في المنطقة بدءا بسوريا تفرض طرح سؤال بسيط واحد هو ماذا يبقى للحوار واي استراتيجية ستطرح على الآخرين ما دامت اجندة “حزب الله” بهذا الاتساع وهذا الالتزام الحديد وماذا يبقى لتلك المسماة دولة لتفعله امام اجندة كهذه؟ والاسوأ اننا لا نجد في ظروف لبنان الضاغطة متسعا لنقاش هذه المسائل السيادية والكيانية ما دام ملف الحكومة العالقة يضع لبنان امام خطر لا يقل عن خطر أعداء لبنان انفسهم؟

إقرأ أيضاً: أدرعي لنصرالله: قلبك سليم بالرغم من إنّك قتلت الحريري وبدر الدين؟!

امام مجمل هذه الصورة من قال ان تفعيل حكومة تصريف الاعمال لن يكون المخرج الحتمي الوحيد المتاح للإبقاء اقله على إمكان اللجوء الى جرعات مالية واقتصادية انقاذية؟ ام نكون امام لعبة تحاصر البلد بانسداد سياسي وتمنع تصريف اعمال لا يعدو كونه منعا لدفع البلد نحو الانهيار “المطلوب”؟

السابق
كيف ردّت دمشق على دعوتها لحضور أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في الأردن؟
التالي
جنبلاط: رحل عصر الأنوار ليحل عصر الظلام والأحادية الإلغاء والقتل