هل تخوض إسرائيل حرب استنزاف في سوريا؟

حرب اسرائيل

تناولت صحف عربية تدخلات إسرائيل في الأراضي السورية بعد إعلانها شن غارات جوية “استهدفت مواقع عسكرية أنشأتها إيران”.

وتساءل بعض الكتاب عمّا إذا كانت إسرائيل تخوض حرب استنزاف في سوريا، وعن الدور الروسي في ذلك.

وحذر آخرون من احتمال وقوع مواجهة بين إسرائيل وإيران التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد.

“مواجهة مع الوجود الإيراني”
ويقول فهد الخيطان، في القدس الفلسطينية: “تريد إسرائيل أن تبرهن من خلال هذه العملية أن القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا لن يؤثر على استراتيجيتها حيال التهديد الإيراني في سوريا، وستواصل قصفها الجوي كلما وجدت مصلحة أمنية في ذلك”.

ويضيف: “المواجهة الإسرائيلية مع الوجود الإيراني في سوريا ستبقى مفتوحة على كل الاحتمالات إلى أن تتمكن موسكو من إيجاد معادلة جديدة تضمن أمن سوريا واستقرارها واستبعادها من ساحة المبارزة الإيرانية الإسرائيلية”.

اقرأ أيضاً: هل تتجه إسرائيل وإيران نحو الحرب الشاملة؟

ويشير خير الله خير الله، في العرب اللندنية، إلى أن هناك معادلة سورية جديدة “مختلفة كليا، ومفتوحة على كل الاحتمالات، بما في ذلك المواجهة الشاملة بين إسرائيل وإيران في حال إصرار الأخيرة على البقاء في سوريا بحثا عن صفقة مع ‘الشيطان الأكبر'”.

ويقول: “ما كشفته الغارات الإسرائيلية الأخيرة في دمشق ومحيطها وما رافقها من إعلان رسمي عن هذه الغارات يعني الكثير. إنه يعني خصوصاً، في ضوء إعلان الرئيس دونالد ترامب عن انسحاب عسكري أمريكي من شرق الفرات، أن إسرائيل صارت أكثر عدائية ووقاحة”.

الإعلانات

وأشار إلى أن إسرائيل تريد “تأكيد أنّها معنية مباشرة بأي ترتيبات في الجنوب السوري مستقبلاً، وأن إيران لن تستطيع في الذكرى الأربعين لانتصار الثورة فيها وسقوط الشاه التبجح بأن صواريخها صارت على مرمى حجر من الجولان مثلما هي موجودة في لبنان عبر حزب الله”.

ويشير فرج شلهوب، في السبيل الأردنية، إلى أن تل أبيب “ترى أن معركتها ضد الوجود الإيراني في سوريا، الآن وقتها، ولا مجال للتأجيل، وكل تأجيل سيكون له كلف وأثمان باهظة”.

ويقول: “القصف الاسرائيلي يتكرر، وبخلاف الماضي لم تعد تل ابيب تتحفظ من إعلان مسؤوليتها، بل هي تثبت قواعد تعامل صارمة، إنها لن تسمح بمراكمة قوة عسكرية إيرانية في جنوب سوريا، وتحديدا في المنطقة الممتدة ما بين حدود الجولان وحتى تخوم دمشق”.

ما هو دور روسيا؟
يتساءل فؤاد البطاينة في رأي اليوم اللندنية عما إذا كان لروسيا دور في دخول إسرائيل حرب استنزاف في سوريا.

ويقول: “يبدو أن قرارا قد اتخذ في إطار توافق حساس بشن إسرائيل لحرب استنزاف في سوريا تستهدف الوجود المناهض لدولة الاحتلال، وإبقاء سوريا في حالة انعدام لوزنها السياسي والعسكري. وحرب الاستنزاف لا يوقفها إلا الردع وإمكانيته موجودة. لكن تفعيله ليس بالأمر السهل في المعادلة السورية. فهو مرتبط بالنضوج السياسي الذي يمتلكه محور المقاومة وإيران بالذات”.

ويضيف: “من غير الممكن أن تأخذ روسيا على عاتقها مسألة إخراج إيران من سوريا كحليف سابق سواء بالدبلوماسية أو بالقوة. فلا إسرائيل ولا روسيا قادرة على خوض معركة ناجحة لتصفية وجود حزب الله أو إيران على الأرض السورية. فالمسألة معقدة. ولهذا السبب بدأت إسرائيل بشن حرب استنزاف بصمت روسي وباعتقادي بتواطؤ روسي ولا أستبعد إطلاقا صرف روسيا لنفس تلك التطمينات إلى السعودية ودول الخليج”.

ويختلف ناصر قنديل، في جريدة البناء اللبنانية، مع الرأي السابق.

ويقول تحت عنوان “ماذا سيسمع أردوغان من بوتين وماذا تبلّغ نتنياهو؟”: “ما وصل لمسامع نتنياهو ما قاله المسؤولون الروس نقلاً عن الرئيس بوتين، بأن الحركة الإسرائيلية ستدفع المنطقة إلى مواجهة ستؤدي إلى تصادم إسرائيلي مع روسيا، وعندها يجب أن يكون كل طرف مدركا مسؤولياته”.

السابق
جميل السيد: كل القضية في لبنان هي أن سماحته مغيّب وحيّ
التالي
الاحتلال الإسرائيلي يستأنف أعمال الحفر وتركيب البلوكات الإسمنتية على الحدود