الإعلام السوري: أخطاء قاتلة في تغطية الموت

الاعلام السوري
قدّم إعلام النظام السوري خلال سنوات الثورة أمثلة كثيرة عن رداءة تعاطي السلطة الرابعة مع قضايا المواطنين، فحيث يغيب إعلام المواطن تعامل الحكومة الشعب من مبدأ: "نحن نضحك عليك وأنت تدرك ذلك!!"

لتقدم الأحداث نماذج غاية في الاستفزاز كما التعنت في إلقاء خطابِ خشبي لم يتغير منذ عقود حتى الآن، وكأن فكر نظام البعث يقبض على كافة مفاصل الإعلام من تحرير خبر في نشرة محلية إلى بيان رسمي صادر عن مكتب الرئاسة.

أحدث هذه الاستفزازات، جاءت يوم أمس حين التقى مراسل قناة الإخبارية السورية والد سبعة أطفال قضوا احتراقاً في منزلهم الكائن في حي المناخلية بدمشق، المراسل المندفع للقاء الوالد طرح أسئلة عبثت بجراح الوالد ولم تراعِ قسوة الفاجعة، فجاءت الأسئلة على شاكلة: “أي ساعة إجا الإطفاء؟” “مين إجا من المسؤولين” “انتا وين كنت؟!”

موجة الأسئلة المستفزة أشعلت موقع الفايسبوك لينتقد الجميع طريقة تعامل المراسل مع الحدث، وتتراوح الاتهامات بين تجريم فعلته كأنه المُدان الوحيد في نقل الحدث وصولاً لاتهام وزارة الإعلام وقيادة النظام من خلفها بتسفيه التغطية الإعلامية فضلاً عن غياب التوازن في الطرح.

اقرأ أيضاً: واشنطن تستبق التطبيع مع الأسد بقانون معاقبة من يتعاون مع الأسد

ورغم أن الحدث يجري في مناطق سيطرة النظام ونقلته كاميرات الوسائل الموالية إلا أنه لم يلقَ بتغطية واسعة على القنوات الحكومية، فجاءت برامج صباح الثلاثاء 23 كانون الثاني خالية من أي تعاطف مع الحدث المأساوي في الليلة السابقة، مع أن النظام نفسه كان أكثر المستهلكين لأي حدث مفجع يجري في مناطقه لتصوير جرائم الإرهاب.

المختلف هذه المرة أن الحدث المؤسف الناتج عن ماس كهربائي نتيجة قطع الكهرباء بشكل مستمر عن العاصمة، يتقاطع في بنيته مع أحداث احتراق محال وأسواق في دمشق القديمة تحت ذريعة الماسات الكهربائية. وهي الكذبة التي لا يصدقها أهل دمشق قبل غيرهم، في سيناريو واضح من نظام الأسد لتشييع أحياء معينة داخل دمشق وتحويل هويتها الديموغرافية عبر إجبار تجار وأصحاب محلات على بيع دكاكينهم وعقاراتهم.

اقرأ أيضاً: القصة الكاملة لعملية تكسير محال النازحين السوريين في عرسال..

حجة الماس نفسها دعت السوريين للتهكم على طريقة تعاطي الإعلام الرسمي مع اعتداءات إسرائيل على دمشق، حيث وصف الإعلام الحكومي أحد التفجيرات الكبرى التي أحدثها القصف الإسرائيلي بأنه جاء نتيجة ماس كهربائي. وبين ماسٍ في منزل يضم سبعة أطفال انتقاهم الموت ليخطف أرواحهم في ليل بارد، وادعاء الماس الكهربائي لانفجار قواعد عسكرية إيرانية على أرض العاصمة، فرق كبير يجمعهما فقط كذب الإعلام الرسمي الذي يبدأ من سؤال غير مهني من مراسل أخبار ليصل إلى رواية رسمية مهترئة أكل الدهر عليها وشرب.

السابق
علوش لـ«جنوبية»: الحكومة مطلع الأسبوع المقبل
التالي
المجال العراقي «بات مفتوحاً».. ميليشيات إيران في مرمى إسرائيل