مبادرة جديدة لحلّ أزمة تشكيل الحكومة والثنائي الشيعي يرفض طرح 32 وزيراً

انتهت القمة الاقتصادية التنموية العربية التي عقدت في ​بيروت​ وعاد ملف تشكيل الحكومة إلى الواجهة، مع حديث عن معلومات متداولة حول مبادرة حكومية أخيرة اقترحها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

أكدت مصادر سياسية متابعة لـ”الجريدة” الكويتية، أن “هناك مبادرة جديدة، من شأنها أن تخرج أزمة التأليف من عنق الزجاجة، فتبصر الحكومة النور قريباً”، مشيرة إلى أن “​التيار الوطني الحر​ سيبدأ ضغطاً جدياً على الحريري من أجل القبول بإحدى الصيغ التي اقترحها وزير الخارجية في حكومة ​تصريف الأعمال​ ​جبران باسيل​”.

ولفتت المصادر إلى أن “إحدى أهم هذه الصيغ هي صيغة الـ 32 وزيراً، على أن يحصل الحريري على الوزير العلوي، إضافة إلى ضمانة حقيقية من جميع الأطراف تقوم على عدم جعل توزير العلوي عرفاً”. واعتبرت أن “هناك ملامح اتفاق بين التيار الوطني الحر و​حزب الله​ قد يرتكز إلى قاعدة: اعطونا الثلث المعطل نعطكم التطبيع مع سورية عربياً”.

وكشفت مصادر أن الحريري رد على اقتراح من باسيل بتوسيع الحكومة إلى 36 وزيرا، باعتبار أن هذا الطرح “دوران حول أفكار قديمة سبق أن رفضها”. وأشارت إلى أن “الصيغ الفضفاضة تعني الدوران في نفس الحركة”.

اقرأ أيضاً: لبنان وبروباغندا «النزوح السوري»: وراء كل مصيبة.. نازح!

الثنائي الشيعي يرفض طرح 32 وزيرا

وبحسب المعلومات انّ رئيس الجمهورية لا يمانع هذا الطرح، وكذلك الحريري الذي لا يمانعه على اعتبار انه يزيد الحصة السنّية بوزير. الّا انّ هذا الطرح مرفوض من قبل الثنائي الشيعي، حيث أحبطا ما سمّتها أوساطهما محاولة فاشلة لتمرير حكومة 32 مفخخة، إذ انّ هذا الطرح لا يشكل مدخلاً لحل، بل يشكل مدخلاً الى مشكل، باعتباره يكرّس خللاً ميثاقياً، ومَساً واضحاً بالحصة الشيعية بحيث تصبح الحصة السنية 7 وزراء والحصة الشيعية 6، ما يعني انّ هذا الطرح غير بريء ويحاول تكريس أمور غير واقعية لاعتمادها لاحقاً، وبالتالي يفتح جدالاً لا ينتهي في البلد، لا يزيد فقط الازمة تأزّماً، بل يفتحها على تأزيم أكبر من شأنه أن يدفع أطرافاً معينة الى قلب الطاولة الحكومية واعادة خلط أوراق التأليف من جديد.

زيارة الجنرال فوتيل

أكدت مصادر دبلوماسية غربية لـ”الجمهورية” أنها زيارة قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال جوزف فوتيل الى بيروت أمس، واجتماعه بالرئيس المكلف ​سعد الحريري​، بالغة الخطورة، وتعكس جَو أنّ المنطقة تبدو وكأنها قابعة اليوم على “لغم” او ​عبوة ناسفة​، ويخشى ان يتفاقم الوضع الى حد انفجارها في اي لحظة وبشكل واسع، ذلك انّ التطورات التصعيدية الاخيرة، تحمل الى افتراض انّ المنطقة امام احتمالات خطيرة، خصوصاً انّ الجانبين الايراني والاسرائيلي اللذين يتقاتلان حالياً على الارض السورية، يقتربان بشكل سريع نحو المواجهة الاكبر بينهما وفي نطاق أوسع.

اقرأ أيضاً: الانهيار المالي… مدخل حزب الله إلى المؤتمر التأسيسي

وبحسب المصادر فإنّ الخطوات التصعيدية الإسرائيلية تجاه ​الجيش السوري​، وكذلك ضد ايران و​حزب الله​” في ​سوريا​، قد تكون مرتبطة في جانب منها بأسباب اسرائيلية داخلية مرتبطة بدورها بالانتخابات الاسرائيلية المقررة في نيسان المقبل، تسعى خلالها اسرائيل الى محاولة فرض قواعد جديدة في المنطقة، الّا انها تخرج في الاساس عن سياق التوجه التصعيدي الدائم حيال ايران والذي تباركه واشنطن، التي أكدت عبر وزير خارجيتها ​مايك بومبيو​ وكذلك عبر وكيل وزارة الخارجية ​دايفيد هيل​، عزمها على تشديد الضغوط على ايران بما يجعلها تختنق خلال بضعة اشهر، وأيضاً تشديد العقوبات على “حزب الله” في لبنان.

وبحسب المصادر نفسها، فإنّ لبنان يبقى الحلقة الأضعف في هذه التطورات، ما يجعله عرضة لأن تصيبه شظايا أي احتمالات قد تحصل في أي بقعة من حوله، وهو أمر من شأنه أن يدخل هذا البلد في مصاعب إضافية للتي يعانيها، سواء على المستوى الاقتصادي او السياسي، الذي يعكس انّ الخلافات الشديدة ما زالت تربط بين اللبنانيين، علماً انّ دول ​الاتحاد الاوروبي​ من دون استثناء أكدت للمسؤولين في لبنان حرصها على استقرار لبنان، وحثّت على التعجيل في تشكيل حكومته، التي لا نرى سبباً جوهرياً لعدم تشكيلها منذ 7 اشهر وحتى اليوم. ذلك انّ ​تشكيل الحكومة​ من شأنه ان يمكّن لبنان من ضبط وضعه الداخلي، وحمايته من اي مستجد خارجي.

السابق
كيف نكمل حراكنا.. كي لا يضيع الجهد؟
التالي
السفير بخاري يشرف على توزيع مساعدات للنازحين في عرسال