شهدت هذه القمة على رسالة عربية الى لبنان عبر حجم التمثيل للوفود المشاركة، بالإضافة لإنقاذ قطري للقمة بحضور الأمير تميم بن حمد شخصياً وعودة الدعم القطري من خلال عزم الجانب القطري على شراء سندات الحكومة بقيمة 500 مليون دولار، فكيف يقيم فريق “العهد” هذه القمة؟
في حديث لجنوبية، أكد النائب عن كتلة لبنان القوي ماريو عون أن القمة كانت إيجابية، على الرغم من العراقيل التي وضعت أمامها، والأصوات التي طالبت بتأجيلها. وقال: “لبنان الرسمي أصرعلى انعقادها، وذلك لتحصين مصداقية لبنان، بالإضافة للمنفعة الإقتصادية للبنان من خلالها.”
وأضاف: “مجرد إنعقاد القمة ولو بمستوى متدني بالتمثيل، نعتبرها خطوة ناجحة، وخصوصاً أن المقررات الصادرة عنها تعني لبنان كله، وملزمة لكل الدول العربية التي شاركت، سواء كانوا على مستوى رؤساء، أو على مستوى رؤساء حكومة ووزراء”.
اقرأ أيضاً: عودة قطرية الى لبنان…فأين الحريري حليف السعودية من هذه العودة؟
وتمنى عون لو أنه لم يكن هناك أصوات معارضة لإنعقادها، في ظل هذه الأزمة الإقتصادية التي يعاني منها لبنان، وعن نتائجها قال: “من أهم ما صدر عن القمة، المطلب الرئاسي لإنشاء مصرف عربي لتمويل الدول المتضررة من الحروب، ولبنان أحد هذه الدول، وسيكون هناك خطوات تنفيذية من الجانب اللبناني حيال هذا الأمر، بالإضافة للمساعدة القيمة التي قدمتها قطر للبنان، وإنشاء صندوق التكنولوجيا”.
تداعيات ما بعد القمة
أكد عون أنه لن يكون هناك توجه لإثارة التشنجات مجدداً من قبل الرئيس ميشال عون، لا سيما مع الرئيس نبيه بري، مشيراً الى أنه لا منفعة اليوم من مهاجمة أحد، وقال: “الرئيس عون هو رئيس البلاد ويتحمل مسؤولية لبنان على صعيد ادارته سياسياً واجتماعياً وشعبياً، والسجالات السابقة قد انتهت، والرئيس عون سيستكمل سياسة الإنفتاح على جميع الأفرقاء للوصول للحد الأدنى من التفاهم الداخلي لما فيه من مصلحة للبنان”.
وفي ما يخص احتمال رد عون على الرسالة العربية، بفتح تواصل أقوى مع سورية، قال: “لا علاقة لما حصل في القمة
بهذا الموضوع، والرئيس وفريقه لا يتعاطون بهذا المنطق مع الأمور، لأن ذلك لا يقع في مصلحة لبنان، فالمصلحة الوطنية اليوم تستدعي ممارسة سياسة التهدئة لا أكثر ولا أقل”.
الحكومة .. الطبق الأساس
في هذا الشأن، شدد عون أنه وبعد انتهاء فعاليات القمة، علينا العودة الى الملف الأهم، وهو الملف الحكومي، وأضاف: “رأينا أمس اجتماع الوزير جبران باسيل مع الرئيس المكلف سعد الحريري الذي تناول أفكار حكومية عدة، وذلك لإعادة تفعيل الملف الذي كان “على الرف” لحين انتهاء القمة العربية”.
وفي ما يخص الكلام عن عودة البحث بحصة “القوات” الحكومية من قبل باسيل لتقليصها الى 3 وزراء، قال عون: “لا يمكن الجزم حالياً اذا كان هذا الموضوع مطروح أم غير مطروح، ففي النهاية هناك حل سنصل اليه، والوزير باسيل اعطى عدة حلول لللرئيس المكلف، ويبدو أن أفضل الحلول المطروحة اليوم هي صيغة ال32 وزير”.
وعن قبول الحريري لهذه الصيغة قال: “الموضوع اليوم قيد البحث”.
اقرأ أيضاً: مبادرة جديدة لحلّ أزمة تشكيل الحكومة والثنائي الشيعي يرفض طرح 32 وزيراً
رسائل ايجابية من الحريري للتيار العوني
يحرص الرئيس الحريري، وخصوصاً في اطلالاته الأخيرة، على إرسال بعض الإشارات الإيجابية باتجاه التيار الوطني الحر، حيث قال في افتتاح مؤتمر تمكين المرأة العربية متوجها لرائد خوري: “شو عم تنقل عني؟ يبدو هيدا نتيجة تقارب المستقبل مع التيار العوني، عكل حال هذا التقارب مجنن كتير ناس”.
وفي اطار الرد على هذه الرسائل، قال عون: “نحن دائماً ما نرد على الجيد بالجيد، والإنفتاح بالإنفتاح، وهذه هي مصلحة لبنان والشعب اللبناني”.