عودة قطرية الى لبنان…فأين الحريري حليف السعودية من هذه العودة؟

انتهت فعاليات القمة الإقتصادية التنموية العربية في بيروت، بعد أسابيع حافلة بمحاولات لعرقلتها، نتج عنها تخفيض غير مسبوق في مستوى التمثيل العربي، قبل أن ينقذ أمير قطر تميم بن حمد الصورة التذكارية للقمة ويحضرالافتتاح، بالإضافة لتحسين مستوى تمثيل بعض الدول بحضور عدد من الوزراء بعد اتصالات كثيفة من دوائر بعبدا.

فبعد تصدي الرئيس المكلف سعد الحريري لمحاولات دعوة سورية الى القمة، بمنعه وزير الخارجية جبران باسيل من ارسال أي كتاب الى دمشق، تصدى محور حزب الله، بقيادة حركة أمل هذه المرة، لدعوة ليبيا الى القمة، بإثارة موضوع تغييب الإمام موسى الصدر أولاً، وصولاً الى “دعس” العلم الليبي من قبل بعض أنصار أمل، مما لاقى استياء عربياً أثر على مستوى التمثيل، وبدأت تنشط الإعتذارات عن عدم الحضور.

وأمام هذه الرسالة العربية، استحوذ الأمير القطري على أهم “لقطات” القمة، بعد حضوره لأول مرة الى لبنان منذ توليه الحكم، بخطوة أراد فيها أن يعود الى المشهد اللبناني من جديد.

وبين التأكيد والنفي لخبر إيداع مبلغ مليار دولار في المصرف المركزي من قبل قطر، أعلن اليوم وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن عزم دولة قطر الاستثمار في سندات الحكومة اللبنانية دعماً للاقتصاد اللبناني، إذ قال: “دولة قطر ستقوم بشراء سندات الحكومة اللبنانية وتقدر قيمتها بـ 500 مليون دولار أميركي”، مؤكّداً أنّ “هذه الخطوة تأتي لتدعيم الاقتصاد اللبناني”.

وأشار الى أن القرار اتخذ بعد لقاء جمع الشيخ تميم بالرئيس عون خلال زيارة الأول للبنان لحضور القمة.

إقرأ أيضاً: «إنعاش قطري» للقمة الإقتصادية.. وهذا ما يحدد نجاحها

وفي التفاصيل التي أثمرت عن هذا القرار القطري، أفادت مصادر مطلعة الى أنّ مصرفيّين كبار كانوا أجروا اتصالات برئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوّض من أجل عرض كيفيّة ترجمة نيّة أمير قطر دعم لبنان ماليّاً، وذلك بعرض أن تشتري قطر يوروبوندز لبنانية من أجل تدعيم السندات بعد الخضة التي لم تتعافَ منها بعد التصريح الشهير لوزير المال علي حسن خليل.

وبادر معوّض إلى الاتصال بباسيل وعرض عليه تقرير المصرفيّين فأُعجب به باسيل، وبادر إلى مفاتحة أمير قطر بالموضوع، فوعده الأمير خيرا.ً
ما هي سندات الخزينة؟
يعتبر السند الحكومي نوع من انواع الاستدانة، حيث ان الدول او الاشخاص المعنويين يقرضون الحكومة مبلغا معينا مقابل شراء السندات منها، وفي المقابل يترتب عليها فوائد للشاري. وعند نهاية الاستحقاق او المهلة الزمنية المحددة تقوم الحكومة باعادة رأس المال للشاري مع الفوائد المترتبة عليها.

وعادة يصدر نوعان من السندات، منها بالليرة اللبنانية وتسمى سندات خزينة، ومنها بالدولار الاميركي يوروبوندز.
الصراع السعودي القطري وعودة “شكراً قطر”
وفي قراءة للدور القطري المستجد في لبنان، قال المؤرخ الدكتور عبد الرؤوف سنو، في حديث لجنوبية، أن العودة القطرية الى لبنان تقع في إطار الصراع القطري السعودي، فقطر “تنمر” على دول الخليج بهذه الخطوة، وعلى رأسهم السعودية.
وأضاف: “أرادت قطر أن تظهر بأنها دائماً تقف الى جانب لبنان ففي السابق قالوا في لبنان “شكراً قطر”، واليوم يعاد قولها مجدداً، ولبنان بحاجة لهكذا دعم بل والى أكثر من ذلك، وعلى اللرغم من أن الموقف اتى بإطار الصراع الخليجي القطري إلا أنه جيد للبنان، فحضور رئيس دولة قريبة من قضايانا في هذه الظروف المحيطة في المنطقة يعتبر موقف جيد”.

إقرأ أيضاً: أول تعليق قطري على القمة الاقتصادية العربية

ما هو موقف الحريري؟
على الرغم من تمتع الحريري بعلاقة جيدة مع الجانب القطري، يرى سنو أن هذا التقارب سيشكل حرجاً له، لأنه لا يمكن له أن يخرج عن السياسة السعودية، إلا أنه يرحب بالمساعدة القطرية كما يرحب بكل المساعدات الدولية بشكل عام، فهو لم يكسر الجرة مع قطر، ولم يأخذ أي موقف حيال الصراع السعودي القطري.
وأضاف: “بإمكانه تحييد نفسه كما يفعل طوال هذه الفترة، ليسير بما هو مصلحة للبنان، فهو سيتعامل بذكاء مع هذا الموضوع وخصوصاً كونه موضوعاً حساساً وبات شخصياً أيضاً بين قطر والسعودية، وذلك بعدم أخذ طرف

السابق
مترجمة العبرية لفيلق القدس في طائرة إيران المنكوبة!
التالي
بالفيديو: تكسير واعتداء على محلات وسيارات للسوريين في عرسال