يُواجِهُ اللبنانيّون أطماعَ إسرائيل التاريخيّةَ في مياهِ الليطاني بالتصميمِ الجامِعِ على إلْغاءِ النَهْر. وتَتَجَلّى وَحْدَتُهم الوطنِيّةُ هَهُنا مُنْتِجةً لِمقاديرَ منَ النُفاياتِ تكفي لإنْجازِ هذه المُهِمّة وتَزِيد. ولا يظْهَرُ خَلَلٌ في هذه الوَحْدةِ التي يُنَدّدُ البعضُ بفُقْدانِها في مَواضيعَ أخرى بل تُقْبِلُ الجَماعاتُ المُخَيّمةُ حَوْلَ مَجْرى النَهْرِ بيْنَ شَمالِ البلادِ الشرقيِّ وجَنُوبِها الغربيّ، كُلاً بحسَبِ طاقَتِها، على تَوْليدِ الأقذار وتَكْديسِها في المَجْرى.
ولا تَظْهَرُ معارضةٌ تُذْكَرُ لهذا النشاطِ أيضاً لا من الدولةِ الساهِرةِ ولا من التنظيماتِ السياسيّةِ مِنْ مَذْهَبيّةٍ وعَلْمانيّةٍ ولا مِنْ سائرِ المُجْتَمَعِ مَدَنِيّاً كانَ أمْ عَسْكَرِيّاً.
وَحْدَهُ المَطَرُ يَسْلُكُ مَسْلَكَ التواطُؤِ مع العَدُوّ فَيَبْذُلُ جُهُوداً سَنَوِيّةً تَبْقى، لِحُسْنِ الحَظّ، ضَئيلةَ الجَدوى لمُساعدةِ النَهْرِ في تَنْظِيفِ نَفْسِهِ.
وَحْدَهُ المَطَرُ يُعاكِسُ بهذا السلوك المُسْتَنْكَرِ إرادةَ اللبنانيّينَ حُكومةً وشَعْباً، غافِلاً عن قُدْرتِهِم على إحباط المؤامرة.
لا للأنْهار! لا للأمطار!
الشِتاءُ فَصْلٌ عَمِيل!