رسالة في حب ليبيا من شاب لبناني

نص متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي..

غادرت ليبيا منذ ١٤ سنة
لكنها لم تغادرني يوما
٢٣ سنة امضيتها هناك حملتني زادا لا نهائيا من العشق الصوفي الى اخر العمر
ذكر اسم ليبيا امامي يشبه اشراقة شمس صغيرة في القلب تضيء عتمة لوعته اليومية بالحنين اليها…
ليبيا
الإسم الذي يقع في الروح كوقع اسماء الله الحسنى..
والذي يمكن ان تقرأه من اليسار الى اليمين كما من اليمين الى اليسار كرقصة صوفية لدرويش ظامئ الى السلام الاعلى مع الله ….

 

وائل حسونه “البحّار”

ليبيا
التي اعطتني الكثير والكثير
لم تأخذ بالمقابل اي شيء
برغم كل التواترات السياسية بين ليبيا ولبنان
لم ينعكس ذلك على الشعب الليبي البسيط الطيب في شيء لم يؤثر على كرمه وحبه واكرامه للبنانيين المقيمين هناك ابدا
يكفي ان تذكر لليبي انك من لبنان حتى يبدأ بمحاولة تقليد لهجتك ضاحكا ويدعوك بعدها الى الغداء عنده لتصبح اخاه ورفيقه …
هكذا ببساطة ..
حينما اريد ان اتكلم عن كرم ليبيا واخلاق الليبيبن لا اعرف من اين ابدا
وبأي قصة او حادثة يمكن ان تصدّق هنا في لبنان.
هل ابدأ بحادثة ذاك الشاب الذي تعرفت عليه بالصدفة في مطار بنغازي حينما كنت متوجها الى طرابلس لانجاز بعض الاوراق في السفارة ….
والذي حينما عرف كوني لبناني وانني سأنزل بفندق جن جنونه واصر على اصطحابي الى مزرعة اهله والاقامة عندهم يومين ولم يطلق سراحي الا محملا بالتمر واللبن والهدايا للأهل ..
ام اذكر العائلة الليبية الكريمة التي استضافتني طوال ٤سنوات كأحد ابنائها خلال فترة دراستي الجامعية في مدينة درنة الحبيبة ؟
٤ سنوات لم ادفع فيها مليما واحدا
اشاركهم مأكلهم وملبسهم وحياتهم بدون اي مقابل ؟….
ام اذكر اخوتي الليبين وايثارهم اللامحدود و”فروسيتهم” العالية التي لم اجد مثيلها في اي مكان في العالم ؟!

في ليبيا وخلال ٢٣ سنة اشهد امام الله :
اني لم اجع فيها يوما ..
ولم اتشرد يوما على باب مستشفى..
و لم تمس كرامتي او كرامة لبناني فيها ممن اعرفهم يوما نتيجة توتر سياسي او موقف لزعيم حزبي او طائفي..
لم اشعر بالذل فيها (اللهم الا امام باب السفارة اللبنانية وسمسارييّها)
ليبيا التي اصبحت جزء مني ومن عائلتي والتي اندمجنا فيها بالمصاهرة والنسب لم اكتب او اقل عنها طوال ١٤ سنة “غربة في لبنان” الا كل جميل”
لأنها ببساطة : “الجميل الذي لا يُرد”
و العطاء الذي لا ينضب
والوطن الذي اتشرف واسمو واتطهر بالانتماء اليه
والذي تغدو ذكرياتي فيه اشبه بصلاةً عذبة اصليها كل يوم …

لذا لا تستغرب
ان خسرت عملي بسبب كتاباتي عن ليبيا
او خسرت بعض معارفي واصدقائي
ولا تستغرب جوابي ب”نعم”
وبفخر ..
حينما يسألني احدهم: هل انت ليبي ؟!



تسألني صديقة ليبية من غريان:
لما لا ترجع الى ليبيا ؟
فأجيب : سأرجع حينما ترجع هي إلينا !

..
لا تصدق عزيزي اللبناني اي ما يقال عن ليبيا
لا تصدق نشرات الاخبار ولا تصاريح السياسيين
لا تصدق العاب تجار الدم والقضايا
فقط ان اردت ان تعرف شيئا عن ليبيا والليبيين
اسأل اي لبناني عاش في ليبيا
واغفر له إن ادمع امامك …
….
وائل فاروق حسونه “البحّار”

 

إقرأ أيضاً: أبو الغيط يعلق على واقعة «تدنيس» علم ليبيا في لبنان

السابق
رئاسة الجمهورية اللبنانية تنفي تكفل قطر بمصاريف القمة
التالي
عون في افتتاح القمة الاقتصادية: لبنان يدعو الى بذل الجهود لعودة النازحين السوريين