القمة العربية الاقتصادية تنعقد في بيروت رغم الانقسامات

رغم الانقسامات الداخلية والخارجية،ورغم المستوى الهزيل في التمثيل، تنعقد القمة العربية الاقتصادية اليوم في بيروت محملة بجملة من أزمات حلها يكمن بسلوك أكثر من مسار في آن واحد.

وصل الرئيس ​ميشال عون​ إلى قاعدة بيروت الجوية في مطار بيروت الدولي صباح اليوم لاستقبال الوفود الرسمية العربية، بمناسبة انعقاد القمة العربية الاقتصادية التي سوف تنعقد في بيروت اليوم.

وفي آخر الانباء، فقد أفادت قناة الـ”LBCI” بأن ​أمير قطر​ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أبلغ ​بعبدا​ قبل قليل بأنه سيحضر شخصياً غداً لترؤس وفد بلاده في ​القمة العربية الاقتصادية​.

ذكرت مصادر خاصة لتلفزيون “المستقبل” أن هناك توجها لدى بعض ​الدول العربية​ لرفع مستوى تمثيلها في ​القمة العربية​ التنموية الاقتصادية والاجتماعية في ​بيروت​.

في حين أكد رئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​ في حديث تلفزيوني بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية ​أحمد أبو الغيط​ أنه “بغض النظر عن الحضور فأن النجاح هو بعقد هذه القمة لأن الهدف كان عدم عقدها”، مشيرا الى ان “أي وفد حاضر يمثل دولته وأتوقّع أن تحقق القمة نتائج إيجابية وانعقادها في ​لبنان​ أمر جيد جداً”.

اقرأ أيضاً: قمة بيروت دون رؤساء: هذا ما يريده معسكر حزب الله

علمت صحيفة “الجمهورية” أن “بند ​النازحين السوريين​ شهد أمس في الجلسة الافتتاحية للقمة العربيّة الاقتصادية والاجتماعية، مناقشات حادة في اجتماع وزراء الخارجية ولم يتم التوصل الى صيغة نهائية له بعدما تعددت التوصيفات حول العودة الى ​الأراضي السورية​. فربط بعض الوزراء هذه العودة بالحل السياسي ولمح بعضهم الى ان الجانب السوري النظامي منع عدد من السوريين من العودة الى مناطق يعتبرونها حساسة عدا عن الحاجة الى الغاء بعض القرارات التي تعوق عودة البعض الى مناطقهم لأسباب ديموغرافية وطائفية”.

إستهل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل بدعوة نظراءه العرب لدقيقة صمت حداداً على روح الشهيد رفيق الحريري وكل الرؤساء ورؤساء الحكومات والمواطنين في لبنان وضحايا الارهاب في العالم العربي, شاكراً المملكة العربية السعودية على ترؤسها القمة السابقة وجهودها.

وأضاف: “الشكر لكلّ دولة حضرت على اي مستوى كان بالرغم من الظروف السيئة المحيطة بمنطقتنا وببلدنا ونحن مسؤولون عن جزءٍ منها؛ والأسف منا لأي دولةٍ لم تحضر لأننا كعرب لا نعرف ان نحافظ على بعضنا بل نحترف ابعاد بعضنا واضعاف انفسنا بخسارة بعضنا”, مضيفاً: ” فلنجعل من حضورنا واجتماعنا مناسبةً لاستنهاض انفسنا ولاعطاء رسالة امل بقدرتنا على الحياة والنهوض في مقابل محاولات انهائنا ومحوِ هويّتَنا وحضارتَنا وتنوّعَنا”.

وشدد باسيل على أن “سوريا يجب ان تكون في حضننا بدل ان نرميها في احضان الارهاب، دون ان ننتظر اذناً او سماحاً بعودتها، كي لا نسجّل على انفسنا عاراً تاريخياً بتعليق عضويتها بأمرٍ خارجي وباعادتها باذنٍ خارجي، وكي لا نضطر لاحقاً الى الاذن لمحاربة ارهاب او لمواجهة عدو او للحفاظ على استقلال”.

وفي الداخل اللبناني انسحب الانقسام السياسي حيال القمة شكلاً ومضموناً على المشاركة السياسية في اعمال القمة، اذ اُعلن عن مقاطعة رئيس المجلس النيابي نبيه بري القمة تاركاً الحرية لنواب كتلة “التنمية والتحرير” باتّخاذ الموقف المناسب.

وفي هذا السياق وفيما أكد الأمين العام لكتلة “التنمية والتحرير” النائب انور الخليل عدم مشاركة الرئيس بري والكتلة في القمة، مشيرا الى “أن ما طرح على بري بما خص تمثيل ليبيا في القمة كان مغايرا عن الوفد الذي كان سيأتي الى لبنان والذي له علاقة في شكل مباشر بتقصير المسؤولين الليبيين بمتابعة البحث في قضية اختفاء الامام موسى الصدر”. فان المعاون السياسي للرئيس بري، وزير المال علي حسن خليل أكد انه سيشارك في القمة الاقتصادية كما هو مقرر “بمعزل عن اللغط الذي احدثه كلام النائب انور الخليل”.

 وانسحب ذلك على “حزب الله” فاعلنت مصادره لـ”المركزية” “ان وزير الصناعة حسين الحاج حسن سيُمثّل الحزب في القمة”.

أما رئيس رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” الوزير والنائب السابق وليد جنبلاط فغرّد قائلاً: “بالرغم من تعطيل القمة من قبل القوى الظلامية، ستبقى بيروت عاصمة الامل والثقافة والفرح والتحدي والتنوع”. لكن سرعان ما سحب جنبلاط الشطر الأول المتعلق بالقمة.

وتمنى عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد الحجار، ان “تنجح القمة بمضمونها بعدما فشلت في الشكل”، ورد سبب ضعف مستوى التمثيل الى “الظروف التي رافقت الدعوة، وأهمها إنزال العلم الليبي ووضع علم آخر في محيط انعقاد القمة”.

اقرأ أيضاً: علوش لـ«جنوبية»: نعم أسلوب أمل في التهديد… بلطجي

وزاد: “بحسرة أقول إن هذا العهد ضرب في ثلاثة مواقع حتى اليوم، الأول التأخر في تشكيل الحكومة بعد سبعة أشهر لأن هناك أطرافا تريد فرض أعراف، على الرغم من أن الرئيس عون اعتبرها حكومة العهد الأولى. أما الثاني، فالمشاكل التي سبقت القمة إن في رغبة البعض بدعوة سورية التي كانت قد أخرجت من الجامعة العربية، أو لناحية دعوة ليبيا، والأمر الثالث يكمن في الاساءات والدعوات التي سعت الى إسقاط هيبة الدولة”.

الى ذلك اعتبر عضو تكتل “لبنان القوي” النائب روجيه عازار أن “لا يجوز تحميل رئيس الجمهورية ميشال عون مسؤولية انخفاض مستوى التمثيل العربي في القمة، لكن عندما نرى أن هناك من ينزل علم دولة عربية ليستبدله بعلم لحزب معين، وعندما يأتي وفد إلى مطار بيروت ويعود أدراجه على رغم امتلاكه تأشيرات دخول، من يكون في موقع الملامة؟ علما انني لو كنت مكان المسؤولين العرب، لما أتيت إلى لبنان، على وقع التصرفات الميليشياوية التي شهدناها أخيرا”. وأشار إلى أن “العرب يعانون ضغوطات كثيرة وهذا أمر مؤسف. لكن لو كنا أقرب إلى العرب وحضرنا لهم الجو المناسب، لحضر على الأقل ثلثا القادة”.

السابق
لماذا ينكر جنرالات إيران ضربات إسرائيل في سوريا؟
التالي
رحيل عالم الفيزياء والفلك اللبناني الدكتور يوسف مروة في كندا