في منتهى الجد «سماحة لبنان المغيّب»!

احمد عياش

لن تتاح لرئيس الجمهورية ميشال عون الفرصة مرة اخرى ليترأس قمة عربية ، سواء أكانت إقتصادية أم سياسية في الفترة التي سيمضيها في قصر بعبدا. أما القمة التي تنطلق أعمالها اليوم ، فسيرد ذكرها في تاريخ العمل العربي المشترك على انها القمة الوحيدة التي حملت أسما على غير مسمى، أي انها قمة لم يحضرها الغالبية الساحقة من الرؤساء والملوك والامراء.ويمكن القبول بلا تردد التسريبات الاعلامية التي أفادت ان الرئيس عون “مستاء” لهذا السلوك العربي حيال لبنان عموما والعهد الحالي خصوصا.
كتب الكثير في الايام الماضية في شرح مبررات واقع حال القمة اليوم.لكن هناك معطيات لم تتضح بعد كلية حول اندفاع الرئيس نبيه بري الى قلب الطاولة بفرض حظر على مشاركة ليبيا في إجتماع بيروت ،ما إعاد رئيس مجلس النواب الى ما كان عليه قبل نحو 35 عاما عندما احد امراء الحرب يمارس دوره المسلح الميليشاوي قبل ان يتربع منذ العام 1992 على رأس البرلمان، أي منذ 27 عاما من دون إنقطاع ،يمارس دور رجل الدولة .وفي هذا الاطار ،تقول اوساط شيعية بارزة ،كانت مقرّبة كثيرا من الامام موسى الصدر قبل أن تختفي آثاره في ليبيا عام 1978 أيام حكم الرئيس الراحل معمر القذافي ، ان ما أقدم عليه بري حيال القمة “غير مقنع أبدا.”

اقرأ أيضاً: لهذه الأسباب غاب العرب عن «قمّة العرب»

يعتقد بعض المراقبين ان قيام الرئيس بري بتكليف احد نواب كتلته النيابية انور الخليل الصعود الاربعاء الماضي الى بكركي لتأييد موقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي خلال الاجتماع الماروني في ذلك اليوم،كان من اجل إستعادة بعض من صورة بري “رجل الدولة.
حتى الان، ما زالت حركة “أمل” ما زالت متمسكة بقوة بمبرراتها ضد القمة.فعشية هذه المناسبة التي تأكد خلالها ان القادة العرب قرروا مقاطعتها ، أطل إعلام الرئيس بري شامتا .ففي مقدمة نشرة قناة “أن بي أن ” التلفزيونية التابعة لزعيم الحركة تذكير بدعوة بري الى “ضرورة التأجيل …والتاريخ سيشهد مرة جديدة، بأن التأجيل ودعوة سوريا يشد عضد الاقتصادية العربية فترتفع أسهم لبنان بين أشقائه ولا تأتي القمة هزيلة”.
ما توافر من معلومات يفيد، كما المحت قناة رئيس المجلس التلفزيونية، ان قرارا حاسما جرى إتخاذه في دمشق ولقيّ تغطية من طهران بتعطيل القمة او بهدلتها إذا لم تؤجل،على ان تتولى “أمل” تنفيذه. وفي رأي اوساط وزارية في حكومة تصريف الاعمال، ان الرئيس بري دفع “كفّارة” ممانعته طويلا مطلب المحور الايراني-السوري بالانخراط ميدانيا في الحرب السورية. أما الرئيس عون فدفع ثمن “تلكؤه” حتى اليوم بركوب الطائرة والسفر الى كل من دمشق وطهران في زيارة رسمية.
تحت عنوان “عودة سماحة الامام المغيّب موسى الصدر” جرى تقزيم قمة بيروت، فكانت النتيجة الفعلية “سماحة لبنان المغيّب”!

السابق
باسيل: نفتّش عن جواد عدرا آخر!
التالي
لماذا ينكر جنرالات إيران ضربات إسرائيل في سوريا؟