زراعة الزعتر البلدي في زوطر الشرقية: أين الأسواق؟

حسن اسماعيل
منذ نحو خمس سنوات بدأت زراعة الزعتر تنتشر في مناطق مختلفة من الجنوب اللبناني وخصوصاً في زوطر الشرقية، قعقعية الجسر، يحمر، عدشيت وغيرها من البلدات.

وفي زوطر الشرقية التقت “شؤون جنوبية” المزارع حسن إسماعيل وحاورته حول زراعة الزعتر، فأجاب قائلاً: الزعتر هو مزورعات برية كان الناس سابقاً يجمعونها من الأراضي البور ويبيعونها للاستهلاك المنزلي. وكان الطلب أكبر بكثير من العرض وهذا ما دفعني منذ خمس سنوات لخوض مغامرة زراعة الزعتر. وبدأت بزراعة مسكب زعتر لأخذ الشتلات، وكان هناك بعض الجمعيات التي تساعد المزارعين وخصوصاً في مد شبكات الري للمزروعات.

والآن أزرع نحو 6 دونمات زعتر، منها ما هو بجانب منزلي ومنها ما هو عند مجرى الليطاني. يصمت برهة قبل أن يضيف: الآن الطلب على الزعتر البلدي خفّ عن السنوات الماضية خصوصاً أن بعض المزارعين وقعوا ضحية أشخاص من جمعيات تدعي الدفاع عن مصالح المزارعين ونكتشف أنهم يستخدمون الجمعيات لمصالحهم الشخصية.

اقرأ أيضاً: فوائدها الطبية خارقة: زراعة «القصعين» تزدهر في لبنان

يتدخل مزارع آخر من زوطر الشرقية ليقول: كنت أزرع ما بين 40 و50 دونم زعتر، وبسبب عملي المهني الآخر كلفت أحد الأشخاص المنتمي لإحدى الجمعيات وقد تصرف على هواه ومن وقتها أوقفت زراعة الزعتر.

شؤون جنوبية 169

الاعتماد على الأسواق الداخلية

ويعتمد المزارعون على الأسواق الداخلية ويوضح حسن إسماعيل الموضوع: لدينا زبائن حالياً من منطقة بنت جبيل والمشكلة الأساسية عدم وجود خطة تسويقية يستفيد منها المزارع. وحتماً نرغب بوجود جمعية تعاونية تلاحق هذه الزراعة من الألف إلى الياء. من الزراعة حتى حول الإنتاج إلى المشتري خصوصاً أن إنتاج الزعتر الذي هو مادة غذائية أساسية لا يخضع لمعايير السلامة الغذائية. ومعظم الإنتاج الموجود في الأسواق وبأسعار رخيصة يحتوي على العيدان وغيرها، في حين أن الإنتاج يحتاج إلى تقنيات تفصل ما بين الأوراق والعيدان، وأن يجري تنظيفها وفرطها بشكل دقيق وصحيح.

اقرأ أيضاً: زراعة التبغ صامدة في عيترون ورميش

ويزيد إسماعيل: وعلى الرغم أن زراعة الزعتر بعلية، لكن للحصول على إنتاج واسع وكبير فهو بحاجة إلى مياه ري وإذا تأمن ذلك، فالزعتر يعطي ثلاثة مواسم سنوياً. وفي زوطر الشرقية نحو 25 مزارعاً وفيها بئر ارتوازية لري المزروعات. وإنتاج الزعتر هو إنتاج عائلي، فأنا أعمل في الجامعة اللبنانية وفي غيابي تهتم زوجتي بالزرع.

وحول مدخول الزعتر، يوضح إسماعيل: لو كان هناك إشراف رسمي أو تعاوني وتأمنت الأسواق لاستيراد الزعتر الذي يستخدم ليس للأكل الغذائي فحسب بل لأغراض طبية أيضاً لكان المجال واسعاً للاستفادة من زرع الزعتر، أما الآن فهو يشكل بحصة تسند خابية.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 169 خريف 2018)

السابق
معايير النجومية تغيرت… أنت لا شيء دون أرقام
التالي
لبنان أمام فرصة أخيرة في كأس أسيا..فكيف يحسم تأهله الى دور ال16؟