لقاء بكركي: مصارحة مارونية إلغائية أم مصلحة وطنية جامعة؟

عقد اليوم في بكركي الاجتماع "التشاوري الوجداني" للقيادات المارونية، واستهل البطريرك الماروني بشارة الراعي الإجتماع بالقول: "هذا الصرح هو بيت جميع اللّبنانيين، واجتماعنا اليوم هو لأجل لبنان وكل اللّبنانيين وليس في نيتنا التباحث بأمور خاصة بنا دون سوانا".

وأعلن الراعي أن “من أسباب الأزمة السياسية عدم تطبيق الطائف والدستور، وقد أدخلت أعراف وممارسات مخالفة لهما”.

وكان لافتا حضور وزير الخارجية جبران باسيل والنائب السابق سليمان فرنجية الى جانب البطريرك الراعي، وتمت المصافحة بين الإثنين بعد اقتراب باسيل من فرنجية.

ولم يخلو اللقاء من بعض التشنجات ، بحيث نقل عن حصولمشادة كلامية بين فرنجية والنائب زياد أسود، حول ​تشكيل الحكومة​ بدأت عندما طالب فرنجية “​التيار الوطني الحر​” بالتنازل عن الوزير الـ11 والثلث المعطل، وأضاف قائلا: “​حزب الله​ صبور ولن يتراجع”، وأكد على أن الحكومة ” بتمشي إذا بيتخلى التيار عن اسم واحد”.

في حين عبر أسود أن الانتخابات النيابية أعطت ​رئيس الجمهورية​ وكتلة التيار 11 وزيرا، في حين لم يرد باسيل على فرنجية، وتركزت كلمته على أن اجتماعهم كموارنة أتى لعرض مسائل ذات بعد وطني شامل، ومن بعدها غادر قبيل انتهاء الإجتماع لارتباطه بموعد مسبق في الخارجية.

وفي حديث لجنوبية، أكد النائب أسود أن ما حصل لم يكن مشادة كلامية، وإنما هو طرح فكرته، وأنا رديت خلال مداخلتي على طرحه بكل تهذيب وديبلوماسية.

وفي سؤال عن ما كان رده قال ضاحكاً: “قصة طويلة، لن أتكلم عنها الآن”.

وعن أجواء اللقاء قال: “الإجتماع كان بداية مصارحة وجهاً لوجه، وسيصار الى متابعة ما تم نقاشه، وان شاءالله تكون نتائجه ايجابية على المدى القريب”.

وبعد اللقاء صرح النائب ألان عون قائلاً بأنه لم يحصل أي سجال في الاجتماع، مؤكدا ان “كل نائب أعطى رأيه في المواضيع المطروحة بصراحة”.

وأعلن النائب نديم الجميل “ان كل واحد عبر عن رأيه بصراحة في موضوع الحكومة”. وقال: “كان هناك تباين في وجهات النظر، ولكن بالاجمال، اللقاء كان جيدا ويجب وضع الامور في الاطار الوطني وليس فقط المسيحي”.
ومن جهته، قال النائب نعمت افرام: “كان هناك بحث عميق في مكان الخلل، والبيان الختامي مبني على كلام البطريرك الراعي”.

وفي البيان الختامي للإجتماع الذي تمت صياغته من قبل النواب ابراهيم كنعان، جورج عدوان، سامي الجميل، ميشال معوض ،اسطفان الدويهي، فريد الخازن وهادي حبيش، في حضور المطران سمير مظلوم ومسؤول البروتوكول والاعلام في بكركي المحامي وليد غياض، شدد المجتمعون على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة منتجة.

وأضاف البيان: “ليس لأحد أن يصنع للبنان هوية جديدة مغايرة لحقيقته، وحضور المسيحيين في لبنان ودورهم فيه وحفاظهم على الارض والحرية هي شروط لاستمرار لبنان الرسالة.

وقال النائب هادي حبيش “ان لجنة صياغة البيان الختامي ستتحول الى لجنة متابعة لكافة المواضيع التي تم بحثها.

إقرأ أيضاً: لقاء بكركي.. إتفاق على 13 نقطة بعد نقاش معمّق!

تعليقات على كلمة الراعي

غرد رئيس الحكومة السابق نجيب #ميقاتي عبر “تويتر” قائلاً: “ننوه بكلمة صاحب الغبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي في افتتاح اجتماع بكركي حيث حدد بوضوح أسباب الأزمة السياسية التي نعيشها، وأبرزها عدم تطبيق أحكام الدستور المنبثق من اتفاق الطائف. قناعتنا الثابتة أن لا حل يرتجى من دون العودة إلى الدستور نصاً وروحاً”.

وأشاد الرئيس نبيه بري بكلام الراعي، متمنياً ان “يستخلص اللقاء من هذه الكلمة النتائج لمصلحة لبنان واللبنانيين”.

لقاء إلغائي

في تغريدة لافتة، ومعارضة للقاء بكركي، كتب النائب عن كتلة الجمهورية القوية سيزار معلوف: عندما قال المفكر ميشال شيحا بما معناه “من أراد إلغاء طائفة في لبنان أراد إلغاء لبنان بكامله”، فاته ان يضيف “من أراد حصر المسيحيين بالطائفة المارونية، أراد إلغاء مسيحيي لبنان كلّهم.”

وفي حديث لجنوبية، علق معلوف قائلاً: “ما كتبته هو ما أراه أنا شخصياً، وهو يعبر عن وجهة نظري الشخصية، وليس الكتلة، والقوات شاركت فيها”.

وأضاف: “لم يبان لي أن هدف اللقاء أبعد من كونه ماروني، فالحضور كله ماروني فلا يمكن أن يكون هدفه أبعد من ذلك، فكان يجب أن يكون موسع مسيحياً، لأنه حتما كان سيكون أقوى و”أحلى”.

إقرأ أيضاً: لقاء بكركي الماروني: ليس لأحد أن يصنع هوية للبنان مغايرة لحقيقته

وعن النتائج المنتظرة منه قال معلوف: “كي يكون لقاء فعال وقوي، فيجب أن تكون المشاركة جامعة، ولن يحدث خرقاً يذكر لا سيما على الصعيد الحكومي لأنه ليس محصناً مسيحياً”.

السابق
تجاذبات زعماء الطوائف نحو مؤتمر تأسيسي جديد
التالي
أردوغان: تفجير منبج أودى بحياة 20 شخصا بينهم 5 عسكريين أمريكيين