ما هي تقديمات «المشروع الأخضر» لمزارعي الجنوب في السنوات الخمس الأخيرة؟

في العام 1963 أُنشئ المشروع الأخضر بموجب المرسوم رقم 13335 تاريخ 10 تموز 1963. وهو إدارة عامة ذات صلاحيات إدارية ومالية خاصة، تخضع لوصاية وزير الزراعة، وأنيطت به أعمال التحريج وشق الطرقات الزراعية، لكن في عام 1965 عهد إليه بأعمال استصلاح الأراضي الزراعية ومساعدة المزارعين لاستكمال الأعمال اللازمة لأراضيهم بغية استثمارها والاستفادة من خيراتها.

54 إدارياً وفنياً ما زالوا يعملون في المشروع الأخضر من أصل اكثر من 350 موظفاً محدداً في ملاكه الوظيفي وذلك بسبب الحروب الأهلية وتقاعس اهتمام السلطات بأعماله التنموية.

إلى جانب مركزه الرئيس في منطقة الرملة البيضاء في بيروت، له ثمانية مراكز عمل في المناطق التالية: النبطية، الجنوب، جبل لبنان الأولى (الشمالي)، جبل لبنان الثانية (الجنوبي) الشمال الأولى (وتشمل طرابلس الضنية وعكار) الشمال الثانية (تشمل البترون الكورة، بشري زغرتا)، البقاع الشمالي (بعلبك الهرمل). البقاع الجنوبي (زحلة البقاع الغربي وراشيا).

تنحصر المساعدات التي يقدمها المشروع الأخضر للمزارعين بثلاثة مجالات هي: استصلاح الأراضي والقيام بأعمال التجليل والتصوينة، الأعمال التكميلية مثل جدران دعم، ري حديث، أقنية ري، أشجار مثمرة، أعمدة كرمة خزان مسلح لجمع الماء، خزانات ترابية كما تصاوين وسياجات. والمجال الثالث يتعلق بشق الطرق الزراعية.

اقرأ أيضاً: زراعة التبغ صامدة في عيترون ورميش

شروط يجب اتباعها للإفادة

ولكن للاستفادة من هذه المساعدات في مجال استصلاح الأراضي، هناك شروط يجب أن يكون المزارع صاحب الطلب مالكاً أو مستأجراً أو مستثمراً للعقار المراد استصلاحه.

وأن لا يتعدى انحدار الأرض نسبة 40% وتكون نسبة الصخور في الأرض أقل من 60%، وأن لا تكون الأرض مفزرة للبناء أو محرّجة ضمن محمية.

وعلى من يريد الاستفادة من الأعمال التكميلية أن تكون أرضه مستصلحة بواسطة المشروع الأخضر عندها يستفيد، وحسب الحاجة من بناء الجدران الداعمة للجلول وغرس نصوب مثمرة ومد شبكات الري الحديث وتثبت أعمدة الكرمة. وفي حال أراد المزارع بناء خزان مسلح لجمع مياه للري فيجب أن تكون الأرض مستثمرة أو صالحة للاستثمار الزراعي وأن يتوفر مصدر ثابت لتغذية الخزان بالمياه (وجود نبع مياه أو بئر ارتوازي).

أما إذا أراد المزارعون الاستفادة من شق طريق زراعي، فيجب أن تكون الطريق الزراعية ذات منفعة عامة بحيث يستفيد من كل كيلو متر منها عشرة مزارعين على الأقل أو أن الطريق تمر بمحاذاة خمسين دونمٍ على الأقل من الأراضي المزروعة أو التي يجري استصلاحها أو الممكن استصلاحها. ولكن يجب أن لا يكون الطريق يمر بأراضي حرجية أو محمية، ويكون لها جدوى اقتصادية للمزارعين ومستوفية للشروط البيئية، ويجب الاستفادة من وجود طريق قديم أي أملاك عامة تلافياً للاستملاك وأن لا يستدعي إنشاء الطريق بناء جسور أو جدران عالية. وللموافقة على شق طريق زراعي على المزارعين المستفيدين تعبئة استمارة حيث يوقّع كل مزارع إلى جانب اسمه ويصدق المختار على التواقيع ويقدم الطلب في مركز المنطقة حيث تقع الطريق المقترح شقها ويجري الكشف عليها من قبل فنيين ويحال الملف إلى التلزيم بعد موافقة اللجنة الإدارية وبعد تنفيذ الطريق يُعهد به إلى البلدية المعنية.

شؤون جنوبية 169
كلفة مشتركة

هل يدفع المشروع الأخضر كامل كلفة استصلاح الأراضي؟ لا، إذ على المزارع أن يساهم بنسبة من قيمة المساعدة التي يقدمها المشروع الأخضر وهذه المساهمة المالية تدفع من قبلهم في صناديق وزارة المالية. وهي 10% عن الأعمال التي تبلغ تكاليفها لغاية 3 مليون ل.ل. و15% عن الأعمال التي بلغت تكاليفها بين 3 و6 مليون ل.ل. و20% عن الأعمال التي تبلغ تكاليفها أكثر من 6 مليون ل.ل. وتشترط مساعدة المشروع الأخضر أن لا تقل مساحة الوحدة الزراعية المستأجرة عن 3000 م مربع وأن لا تتجاوز قيمة الأعمال المطلوب تنفيذها لدى المزارع والمستثمر والمستأجر العشرة ملايين ل.ل. ومن لا يستفيد من الحد الأقصى للمساعدة فإن الإفادة تكون من رصيد المساعدة.

في محافظة الجنوب

وفي متابعة للخدمات التي قدمها المشروع الأخضر خلال السنوات الخمس الأخيرة في محافظتي الجنوب والنبطية يتبين الآتي:

في محافظة الجنوب استفاد 298 مزارعاً من خدمات المشروع الأخضر خلال السنوات الخمس الأخيرة، بلغ عدد المزارعين 59 مزارعاً في العام 2013، 81 مزارعاً عام 2013، 61 مزارعاً عام 2015، 49 مزارعاً عام 2016، و48 مزارعاً عام 2015. ويلاحظ هنا انخفاض عدد المزارعين المستفيدين.

أما مساحة الأراضي المستصلحة (للدونم) فقد بلغت 993 دونم خلال السنوات الخمس الأخيرة، توزعت كالآتي: 209 دونمات عام 2013، 258.57 دونماً عام 2014، 211.64 دونماً عام 2015، 116.86 دونماً عام 2016، و197.84 دونماً عام 2017.

وبلغت مساحة جدران الدعم 25886 متراً مربعاً خلال السنوات الخمس الأخيرة توزعت كالآتي: 3.733 متراً مربعاً عام 2013، 5120 متراً مربعاً عام 2014، 5148 متراً مربعاً عام 2015، 3185 متراً مربعاً عام 2016 و6672 متراً مربعاً عام 2017.

أما أعمال التصوينات فبلغت 10527 متراً طولياً خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتوزعت كالآتي: 2497 متراً طولياً عام 2013، 1097 متراً طولياً عام 2014، 1458 متراً طولياً عام 2015، 3185 متراً طولياً عام 2016 و2290 متراً طولياً عام 2017.

وبلغ حجم خزانات الباطون 7607.5 متر مكعب خلال السنوات الخمس الأخيرة وكانت كالآتي: 1750.50 متراً مكعباً عام 2013، 1714 متر مكعب عام 2014، 1200 متراً مكعباً عام 2015، 2055 متراً مكعباً عام 2016 و888 متراً مكعباً عام 2017.

اقرأ أيضاً: قطاع الماشية في لبنان: هل يُحمى أو يراقب؟

أما حفر خزانات ترابية فبلغ حجمها 6.884 م.م. خلال السنوات الخمس الأخيرة. وهي كالآتي: 4384 متراً مكعباً عام 2014 و2500 متر مكعب عام 2017 في حين لم ينجز شيئاً في الأعوام 2013 – 2015 و2016. هذه توافق مساحات تلبيس الخزانات الترابية.

أما من ناحية التنصيب الزراعية فإن 818 نصبة تمت زراعتها خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهي 113 نصبة عام 2013، 210 نصبة عام 2015، 232 نصبة عام 2016 و263 نصبة عام 2017 في حين لم يجر زراعة أي نصبة عام 2014.

كذلك لم يجر بناء أعمدة كرمة خلال السنوات الخمس الأخيرة. أما شبكات الري الحديث فقد غطت مساحة 26900 متر مربع خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهي على الشكل الآتي: 22000 متر مربع عام 2016 و4900 متر مربع عام 2017 في حين لم يجر إنشاء أي ري حديث في الأعوام 2013 – 2014 و2015.

وبلغت قيمة الأعمال المنفذة خلال السنوات الخمس الأخيرة 1.715.069.000 ل.ل. أي ما يعادل 1.143.379 دولار أميركي.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 169 خريف 2018)

السابق
كفرناحوم على أبواب الأوسكار
التالي
لماذا مُنع النظام الذي أطاح بالقذافي من الحضور إلى بيروت؟!