لم تَعُدْ تؤمن بمذهب الشيعة والتشيع؟

بالتأكيد لم أَعُدْ أؤمن بمذهب الشيعة والتشيع كما رسم صورته فقهاء الحوزات؟!

العسل حلوٌ بذاته سواء صنعه يهودي أو مسيحي أو مسلم أو (إنسان لاديني) ويجوز شرعاً شراؤه منهم.
والحكم السياسي العادل كالعسل تماماً يجوز شرعاً بل يجب الإنقياد لقوانينه ودستوره سواء كان يهوديا أو مسيحيا أو مسلما أو (لادينياً).
ولأنني وصلت لقناعة يقينية بأن لا دولة عادلة بالأرض إلا إذا كانت أحزابها أحزاباً علمانية وديمقراطية لذا صرت مناضلا قربةً إلى الله لأجل إقامة الدولة العلمانية الديمقراطية الحديثة العصرية التي لا دين لها مطلقا وليست عدوة للأديان في الوقت نفسه بل تحميها وتمنح أتباعها كامل الحرية بممارسات معتقداتها.
وفي سنوات الإيمان بالتقليد الأعمى لفقهاء الدين وأحزاب الدين كنا نعتقد بهذه الخرافة وهي: أن الحكم السياسي لا يمكن أن يكون حُكْماً عادلاً إلاَّ إذا حكم بما أنزل الله في القرآن الكريم ، وماذا أنزل الله تعالى بالقرآن من أحكام إلى رئيس السلطة السياسية ووزرائها؟ الجواب: لم يُنْزِل شيئاً سبحانه وتعالى.
وإذا أراد الإسلاميون السلطة باسم الشريعة فمعنى ذلك يجب أن تكون السلطة تحت وصاية فقهاء الشريعة، ومن هم فقهاء الشريعة؟

اقرأ أيضاً: لكن أنت سارق؟

ج – هم أولئك القابعون بالحوزات لدراسة علوم يُسَمُّونها بعلوم العقيدة والشريعة لم يتمكنوا منذ قرون وإلى لحظة كتابة هذه السطور من صناعة حوزة لها صلة بالعدالة وقوانينها ومبادئها البديهية الواضحة، إنها حوزةٌ تؤمن بروايات أنتجت أفكاراً وفتاوى باتت معتقدات دينية فوق منطق العقل والواقع والعلوم الإنسانية والأخلاق وعلى سبيل المثال لا الحصر منها:
1 – أجمع الفقهاء على شرعية زواج رجل من فتاة قاصر غير بالغة بإذن من أبيها ولي أمرها!
2 – أجمع الفقهاء على قتل المسلم إذا ارتد عن دينه
3 – وأن يقطعوا يده إذا سرق ما بقيمة 50 دولار وفي الوقت نفسه يزعمون بأن شريعتهم هي الشريعة السمحاء وبأن دينهم دين الرحمة!
4 – وأجمع الفقهاء – (المعاصرون في زماننا) – على أنه يجب على كل شيعي أن يدفع للفقيه/20%/ من أرباح تجارته مرة واحدة في كل سنة بعنوان (واجب الخُمُس) وهو أعظم من الزكاة من حيث الكمية ب 8 أضعاف! وللفقيه حق السلطة والوصاية على ثروات الخمس الهائلة الطائلة ويملك حق التصرف بها، هو وأولاده، وأصهرته، ووكلاؤه الشيوخ المنتشرين بين الشيعة في جميع أنحاء العالم لا غاية لهم سوى اصطياد جيوب الشيعة الساذجين وتخويفهم بكذبة ما بعدها كذبة بأن صلاتهم باطلة وصيامهم باطل وحجهم باطل إنْ لم يدفعوا مال الخمس لهم! ويتصرفون بثروات الخمس من دون حسيب، ولا رقيب، ولا مُسَاءَلَة، ولا شفافية! ويعيشون بها – (هنا حيث أعيش في بلدان أوروبا) – عيشة الأمراء بتبذير وإسراف ورفاهية انعدم بهم الإحساس الإنساني بأوجاع الفقراء وآلام المساكين المنتشرين في مجتمعات الشيعة البائسة في بلدان المسلمين أولئك الشيعة المخدوعين بفقهائهم الذين يتظاهرون أمامهم بالنجف وقم وطهران بالزهد والعيش ببيوت من الطين وبأزقة ضيقة! ويزعم الفقيه بأن مال الخمس يوزعه وفق ما أنزل الله !! وما هي أحكام الله؟
الجواب: أولاً: – يقوم بتوزيعها على رجال الدين وهم أولى بها من فقراء الناس؟! وثانياً: – وأموال الخمس تُقَسَّم إلى نصفين ، نصف يُوَزعه على رجال الدين من الشيعة السادة الهاشميين وما فَضُلَ منه يوزعه على فقرائهم المُنْحَدرين من نسل الإمام علي (ع)، والنصف الآخر يُوَزعه على رجال الدين من غير الهاشميين وما فَضُلَ منه يوزعه على الفقراء غير الهاشميين علماً بأنَّ عدد الفقراء الهاشميين بالآلاف، وعدد الفقراء غير الهاشميين بمئات الملايين! فهل هذه عدالة الله؟! وهل هذه عدالة النبي محمد (ص)!؟ وهل هذه عدالة الأئمة علي والحسن والحسين وزين العابدين(ع)؟!
ج – مما لا شك فيه عند كل عاقل وبصير بأن مذهب التَّشَيُع السائد بالحوزات هو مذهب عنصري، يقول بكل وضوح نحن السادة الهاشميين المُنْحَدرين من صُلْبِ الإمام علي (ع) نحن شعب الله المختار لقد اختصنا الله بامتيازات مالية وعِرْقِية (وبيولوجية) قد فَضَّلَنا بها على سائر خلقه تماماً كما زعم اليهود بقولهم نحن شعب الله المختار وأولياؤه وأحباؤه حصرياً، فبيقين ما بعده يقين لا أؤمن بصحة هذا المذهب وإنني أتقرب إلى الله وسأقف بين يدي ملائكته متبرأً من عنصريته وإذا وقعت تحت غضبها وسخطها فسوف أرفع شكوى لله رب العدل والعدالة الذي لم يُمَجِّد شيئاً في الوجود كما مَجَّدَ العقل الأحب عنده سبحانه، والذي أشار بآيات عديدة في مُحْكَم كتابه وواضحة المعنى وصريحة الدلالة بأن التقوى، والعمل الصالح، والقلب السليم، هذه الأمور هي ميزانه عَزَّ وَجَلَّ في قُرْبِ الإنسان من رضاه وبُعْدِه عنه، وليس ميزانه العِرْق، ولا المال، ولا جمال الوجوه والقامات، ولا كثرة الحفظ للآيات والروايات والمعلومات والتأليفات والمحاضرات والخطابات الرَّنانات بالحوزات، سأحتج بعقلي بين يديه سبحانه الذي جعل العقل بمنزلة نبي حيث ورد في الحديث الشريف: {إنَّ لله على الناس حُجَّتَين: حُجَّةٌ ظاهرة، وحجة باطنة:

1 – فأما الحُجَّة الظاهرة فالرسل والأنبياء
2 – وأما الحُجَّة الباطنة فالعقول}
لن أؤمن بأية فتوى تتعارض مع مبادئ العقل ، ومع مبادئ حقوق الإنسان، ومع العدالة كما يفهمها عقلاء الإنسانية وليس كما يفهمها فقهاء الحوزات الدينية، ولو كان خلفها ألف رواية دينية صحيحة السند.
لن أعيش ولن أموت إلا كادحاً كدحاً في سبيل إقامة الدولة المدنية العصرية الحديثة الديمقراطية العلمانية دولة المواطنة لأنها وحدها دولة العدالة وليس دولة الشريعة الشيعية ولا السنية التي تم مسخها منذ قرون.

السابق
العلامة الأمين يعمم أحد طلاب حوزة الإمام السجاد
التالي
المصارف اللبنانية في عين عاصفة أعمال حزب الله (3/3)