رسالة لإيران و«حزب الله» من مهندس السياسة الأميركية!

نشرت مجلة “فورين أفيرز” مقالاً لاثنين من مراسليها، أشارا فيه إلى أنّ الإنسحاب من سوريا سيخلّف فراغًا، قد تعمل إيران على أن تشغله.

وبحسب المجلّة، فقد كانت قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نهاية العام 2018 من الأكثر إثارة للجدل، لا سيما إعلانه عن سحب القوات الأميركية البالغ عددها 2000 جندي من سوريا، فهذا الأمر كان بمثابة تغيّر مفاجئ لسياسة الولايات المتحدة، ما أثار المخاوف بين المسؤولين عن الأمن القومي في واشنطن، وكثرت التساؤلات عن أنّ الأكراد الذين عملوا كحلفاء للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم “داعش” سيعانون من خسائر في ظل المكاسب التي يحققها كل من النظام السوري، روسيا وتركيا.

وأضافت أنّه في نهاية هذا الأسبوع أعلن مستشار الأمن القومي ومهندس السياسة الأميركية جون بولتون من إسرائيل أنّ القوات الأميركية ستبقى في سوريا حتى هزيمة “داعش”، وقال إنها لن تنسحب من قاعدة التنف في سوريا حاليًا مشترطًا أن يقدّم الأتراك ضمانات بأنهم لن يهاجموا الأكراد.

اقرأ أيضاً: صفقة بأكثر من 100 مليون دولار للبنان.. وإسرائيل حضّرت للحرب!

وأشارت المجلّة إلى أنّ الإنسحاب الأميركي سيوفّر للإيرانيين مساحة عملية لتوسيع شبكتهم المتنامية من المقاتلين الذين يمكن حشدهم ونقلهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط. كذلك فإنّ الإعلانات الأخيرة ترسل رسالة إلى طهران ومجموعاتها، من بينها “حزب الله”، مفادها أن واشنطن لن تكون عقبة بعد الآن، وفي الواقع، فوفقًا لبولتون، تتعلّق الشروط المسبقة للإدارة الأميركية للانسحاب من سوريا بالأكراد وداعش، ولم يشر بولتون إلى وجود أو توسيع المجموعات المدربة والمجهزة من قبل إيران.

وبحسب المجلّة، فمنذ الأيام الأولى للجمهورية الإسلامية التي تصادف الذكرى السنوية الأربعين لتأسيسها في شباط المقبل، تحدث قادتها من رجال الدين الإيرانيين عن تصدير ثورتهم إلى ما وراء الحدود الإيرانيّة. وأصبحت هناك روابط بين طهران وجمهور في أفغانستان والعراق ولبنان وباكستان وسوريا واليمن، إضافةً الى أماكن أخرى. واستطردت المجلة في الحديث عن “حزب الله” وكيف استفادت إيران من توسيعه.

وأضافت المجلّة أنّه مع الانسحاب الأميركي من سوريا، وفي غياب أي سياسة أميركية متماسكة للرد على الأعمال في المنطقة، من المرجح أن تواصل إيران دعم مجموعات وإعادة توجيهها عبر المنطقة.

ورأت المجلّة أنّ قرار الرئيس ترامب بسحب القوات الأميركيّة من سوريا كان يقصد به بلا شك إخراج الولايات المتحدة من مستنقع الشرق الأوسط وتزويد واشنطن بالمرونة لتركيز مواردها على صراع القوى العظمى، خاصّة مع الصين وروسيا، وأضافت أنّ الإدارة الأميركية قد لا ترغب في التنافس في النقاط الساخنة الجيوسياسية من خلال التخلّي بشكل أساسي عن سوريا.

ومثل هذه الرسالة يمكن أن تشجع الدول القوية، بما في ذلك إيران على توسيع وجودها.

السابق
صفقة بأكثر من 100 مليون دولار للبنان.. وإسرائيل حضّرت للحرب!
التالي
ما لم يُروَ من قبل: إسرائيل تجنَح نحو دولة غير أميركا.. ستشغّل ميناء حيفا!