حذف البنات

مايثير العجب، في هذا الزمن، في العشرية الثانية من القرن الحادي والعشرين، أن “أوراق النعي” للكثير من المتوفين من أتباع المذاهب الإسلامية سنة وشيعة، تخلو من ذكر الزوجة وتستبدل الأخوات والبنات المتزوجات بأزواجهنّ.

والأكثر عجباً أن هذا التقليد البالي يجد طريقه إلى “أوراق نعوة”لمتوفين كانوا يقدمون أنفسهم كعلمانيين ويساريين وشيوعيين.
وأكثر ما يثير السخطَ في هذا التقليد هو حذف البنات .نعم حذف البنات من خانة أولاد الفقيد في ورقة النعوة واقتصار هذه الخانة على تعداد الأبناء.

قد تكون البنت استاذة جامعية، طبيبة، كاتبة عدل، محامية، ذات شأن مهني أو اجتماعي أو ثقافي…وإسمها على كل لسان وصورها على صفحات الضوء ،على الفايس والواتس وتويتر وانستغرام…وقد تكون هي التي تعيل العائلة والأبناء ومع كل ذلك فالتقليد الأعمى أقوى وينصاع إليه أقرباء الفقيد بمن فيهم البنات بإشارة أو “فتوى”من بعض الملتحين أوالمعممين لحذف اسم البنات لأن مجرد كتابة إسمهنّ (والعياذ بالله) على ورقة نعوة معدة لاطّلاع الجمهور يعتبر عورة.

ألا يعادل حذف البنات هذا، في عصرنا، عادة وأد البنات في عصورٍ سحيقة؟! أليسَ نوعاً من وأدٍ رمزي.

ألا يشكل هذا التقليد وغيره من العادات والتفاصيل “الصغيرة” والتي لا نعيرها أهمية ونحيلها إلى باب الشكليات، ألا تشكل حقلاً خصباً من الدلالات والرموز تستمد منه داعش ومثيلاتها من المنظمات والاحزاب الدينية الأصولية كل عدتها الإيديولوجية؟
هل كثير أن نشبّه هكذا “ورقة نعوة” بمنشور داعشي؟

إقرأ أيضاً: الطبش: أؤيد وأتبنى أي اقتراح قانون يساهم بوقف العنف ضد المرأة

السابق
قطر يفوز على لبنان بنتيجة 2-0
التالي
بعد «نورما».. «تراسي» تضرب لبنان