في منتهى الجد «حزب الله» ومهلة الـ72 ساعة؟

احمد عياش

لاحظ المراقبون إرتفاع منسوب إهتمام “حزب الله” بالقضايا الداخلية خلال الايام القليلة الماضية، وهو إهتمام بلغ ذروته في ملف تشكيل الحكومة ما طرح تكهنات حول ما يسعى اليه الحزب على هذا الصعيد.
في معلومات من اوساط شيعية متابعة ، ان هناك معطيات طرأت إقليميا دعت الى خطوات نفذها “حزب الله” أخيرا بعيدا عن الاضواء في سوريا تمثلت بإلغاء المظاهر المسلحة كليا في دمشق وخفض عدد عناصر هناك بشكل كبير. وليس معلوما ما إذا تصريح الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاخير له صلة بوجود الحزب في سوريا. فقد قال الرئيس ترامب خلال اجتماع للحكومة الأميركية، معلقا على قرار سحب القوات الأميركية من سوريا: “باتت إيران دولة مختلفة اليوم، وهي تسحب رجالها من سوريا… “لكن ما هو ثابت ان هناك تطورات ميدانية جارية على المسرح السوري قد تظهر آثارها في الداخل اللبناني بشكل او بآخر.

اقرأ أيضاً: إيران 2019: منعطف الانتقال من الثورة إلى الدولة

أين “حزب الله” من التحرّك النقابي الاخير الذي حمل شعار تأليف الحكومة مطلبا متقدما على المطلب المعيشي الذي هو من واجبات الاتحاد العمالي الاساسية؟ الجواب على هذا السؤال يجده المرء في المواقف الصادرة عن الحزب.ففي مقدمة نشرة قناة “المنار” الاخبارية عشية الاضراب العمالي ورد الاتي :”على شفا صرخة عمالية يقف البلد، لعلَّها تحرّك المعنيينَ بالتشكيلة الحكومية، ومساعي الحلِّ التي باتت بشكلها الحالي تراوح مكانها…” أما كتلة “الوفاء للمقاومة” النيابية التابعة للحزب فقد أعلنت في بيانها الاخير انه قد “آن الاوان للحكومة الجديدة ان تبصر النور من دون أي تأخير”.
في معلومات ل”النهار” ان وفد “حزب الله” الذي زار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لمعايدته في الميلاد ورأس السنة أبلغ سيد بكركي ان هناك فترة 72 ساعة تفصلنا عن” تطور إيجابي” في شأن تاليف الحكومة.وهذه المهلة ألمح اليها البطريرك الراعي نفسه في حديث صحفي يوم امس .كما أعلن رئيس وفد الحزب نائب رئيس المجلس السياسي الحاج محمود قماطي إثر زيارة الصرح البطريركي قائلا:”عيدية التأليف ما زالت قائمة…ونتوقع حكومة قريبا لإن النوايا إيجابية”.
إلتزام الحذر حيال التوقعات المتفائلة صار من بديهيات السلوك السياسي بعد تجارب طويلة من الخيبات لاسيما ما يتصل بالملف الحكومي المفتوح منذ أيار الماضي.وقد عبّر أكثر من طرف داخلي عن شكوكه حيال إمكان إحداث خرق في جدار الازمات الداخلية ومن بينها أزمة تأليف الحكومة جديدة.وكان لافتا حجم الاعتراض الذي ظهر على الاضراب العمالي الاخير لاسيما من جهات في السلطة بعضها حليف لـ”حزب الله”.
لن يطول الوقت لمعرفة الى اين ستفضي هذه التطورات التي تلقى دفعا مهما من الحزب الذي ينظر اليه جميع الاطراف على انه صاحب وزن مؤثر في الاحداث الداخلية.وإذا سارت الرياح كما يريد الحزب فهذه إشارة الى مرحلة جديدة؟

السابق
مصباح الاحدب: اصبحت رئاسة الحكومة ملطشة لكل صغير ووضيع في البلد
التالي
الحكومة في الكوما وبرّي يحذر من الشارع والراعي لن ينتظر..