تغيير سوريا ورأس لبنان

احمد عياش

ما يجري في سوريا منذ أيام من تطورات، ينبىء بأن هذا البلد مقبل على “تغيير كبير” وفق توصيف عدد من الخبراء في الملف السوري.وفي الوقت نفسه، بدأ الاهتمام الداخلي يتركز على التاثيرات التي سيتلقاها لبنان من هذا  التغيير، وهي نأثيرات بدأت تشق طريقها اليه منذرة بأنها قد تكون لمصلحة لبنان، لكن من دون إسقاط إحتمال أن تكون أيضا من النوع الذي لا يمكن ان يحتمله الواقع اللبناني.فما هي المعطيات المتوافرة على هذا الصعيد؟

اوساط قريبة من الرئيس المكلف سعد الحريري قالت ل”النهار” ان هناك “مظلة دولية” تقي لبنان في هذه المرحلة المتوترة جدا في الشرق الاوسط .ولفتت الى ان هناك تلاق بين القوتيّن العظميتيّن في المنطقة، الولايات المتحدة الاميركية وروسيا، على تشكيل هذه المظلة.ففي حين تركز واشنطن دوما على حماية الاستقرار الامني في لبنان من خلال الدعم المستمر للجيش ، وكذلك حماية الاستقرار المالي من خلال محض حاكم المصرف المركزي الثقة ومعاونته مباشرة من خلال الطلب الى عدد من دول الخليج العربي المساهمة بودائع في المصرف لتعزيز مناعة الليرة، تساهم موسكو مباشرة في حماية الاستقرار الامني والسياسي على السواء.والمثال الواضح على هذا الدور الروسي ممارسة موسكو نفوذها من اجل تسهيل ولادة الحكومة الجديدة.

اقرا ايضا: «الرفيق» «حزب الله» و«الاخ» الشيوعي!

لكن ما يضع هذه المعطيات الايجابية موضع الفحص هو ما يتصل بالدور الايراني في لبنان وسوريا معا.والسؤال الكبير الان:هل التطورات الجارية في لبنان تمضي رياحها كما تشتهي سفن الجمهورية الاسلامية أم لا؟

في مقاربة هذا السؤال تفيد مصادر ديبلوماسية ان طهران تنظر بشيء من الحذر الى ما يجري حولها في الميدان السوري تحديدا.فعلى الرغم من “الانباء السارة” التي تمثلت بقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا وبدء عملية رجوع السفارات العربية الى دمشق وفي طليعتها الان سفارة الامارات العربية المتحدة ، هبطت “الانباء الحزينة” المتمثلة بما يمكن وصفه ب”غض طرف” روسي عن معاودة إسرائيل نشاطها العسكري ضد الوجود الايراني في سوريا. واوردت المصادر مثالا على ما تعتبره العاصمة الايرانية “أنباء حزينة”، ما أبلغه مسؤول إسرائيلي  في الساعات الماضية الى وكالة  الأسوشيتدبرس من إن إسرائيل نبهت روسيا إلى الضربات الجوية الاخيرة “في وقت مبكر”!علما انه حتى هذه اللحظة لم تظهر النتائج الفعلية لهذه الضربات، كما لم يحسم ما اورده  تقرير في مجلة نيوزويك الأسبوعية الأميركية من إن العديد من كبار مسؤولي “حزب الله”  أصيبوا في الهجوم؟

من حق طهران ان تتساءل حول ما قاله المبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف تعليقا على موضوع وجود القوات الإيرانية والموالية لها في سوريا: “لن يكون لديهم سبب للبقاء هناك في حال إعادة السيادة السورية ووحدة أراضي البلاد”.

في زمن التغيير السوري، على لبنان أن يحفظ رأسه!

السابق
تركيع لبنان
التالي
اجتماع بين حزب الله والتيار الحرّ غداً…