ماذا تريد أن تعرف عن الأفوكادو وتطورها في لبنان؟

الأفوكادو
لشجرة الأفودادو دوراً كبيراً في تنمية الزراعة على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط وخاصة في لبنان. تطورت هذه الزراعة في أواخر القرن العشرين حتى امتدت من جنوبه إلى شماله، وقد نجحت كثيراً بحيث تأقلمت مع مناخ لبنان وأصبحت مساهمة في زيادة الدخل الفردي للمزارع اللبناني لأن المطبخ اللبناني أدخلها في كثير من الأطباق والأطعمة الفاخرة.

شجرة الأفوكادو هي شجرة دائمة الخضرة، يصل ارتفاعها إلى 10 – 15 م. والأفوكادو يختلف شكله بين صنف وآخر حسب طرق التكاثر المتبعة. تأخذ الأشجار المطعّمة، أشكالاً مختلفة قد تكون مستقيمة، مستديرة، على شكل الكأس، أو على شكل الهرم. ويكون لحاء الجذع مالساً رمادي اللون والخشب ناعماً تتكسر أغصانه بسهولة.

أصناف أشجار الأفوكادو ذات القيمة التجارية تتميز أوراقها بأنها دائمة الخضرة، وجلدية. تكون خضراء اللون في المرحلة المبكرة وتتحول إلى لون أخضر داكن لمّاع في مرحلة النضج. أما الأشجار المزروعة بذوراً (غير المطعّمة) تنمو بشكل مستقيم وعامودي بسبب السيطرة القوية للجزء العلوي.

نصيحة اقتصادية

وأشجار الأفوكادو التي ينصح بزراعتها لأهميتها الاقتصادية هي:

1 – الهاس Hass: المواصفات: شكل الثمرة بيضاوي، حجمها وسط – صغير، تزن ما بين 140 غ إلى 350غ، مجعدة وسهلة التقشير، طعمها ممتاز، تنضج بشكل موحد.يعتبر نوع الـ”هاس” من أفضل الأنواع التجارية ويتحمل عمليات الشحن البري والبحري.

2 – لامب هاس Lamb Hass: المواصفات: شكل الثمرة بيضاوي، مجعدة وسهلة التقشير، طعمها جيد، تنضج بشكل موحد. نمو الشجرة عامودي، تعتمد في الزراعات الكثيفة وحملها كثيف.

اقرأ أيضاً: فوائدها الطبية خارقة: زراعة «القصعين» تزدهر في لبنان

3 – الريد Reed: المواصفات: شكل الثمرة دائري، شبه ملساء وسهلة التقشير، طعمها جيد، نمو الشجرة عامودي، تعتمد في الزراعات الكثيفة، تنتج بكثافة سنوياً، القشرة متوسطة السماكة إلى سميكة، لونها أخضر ومتجعد قليلاً وسهل التقشير، أما البذرة فهي مستديرة.

4 – بينكرتون Pinkerton: المواصفات: هي شجرة شبه قزمية تمتد بشكل معتدل تأخذ الثمرة شكل الإجاصة، مجعدة وسهلة التقشير، طعمها جيد، بذرتها صغيرة، تمتاز بنسبة زيت عالية. وهي شجرة تتصف بعدم تفاوت في الإنتاج السنوي، وفترة الأزهار الطويلة يسبب اختلافاً في مراحل النضج، يستطيع البينكرتون مقاومة الانتراكنوز إلى حد ما.

5 – بايكون Bacon: المواصفات: هي شجرة مستقيمة تتحمل البرد، شكل الثمرة بيضاوي، القشرة رقيقة وحساسة من الضرر الناتج عن الرياح، ملساء ويصعب تقشيرها، طعمها مقبول، وتمتاز بنسبة زيت عالية. وهذه الشجرة لها قدرة على تحمل الصقيع، كما تتمتع بكثافة في الإنتاج.

6 – اتينغر Ettinger: هي شجرة تنمو بشكل عامودي، تنمو بنشاط، شكل الثمرة يشبه الإجاص، حجمها وسط – كبير، القشرة رقيقة، ملساء ويصعب تقشيرها، طعمها جيد، البذرة كبيرة وملاصقة للب، تنضج بشكل موحد. تعتمد في الزراعات الكثيفة، تتميز بقدرتها على تحمل الصقيع.

7 – فوارتي Fuerte: وهو النوع الأفضل في لبنان من حيث الأهمية التجارية وشكل الثمرة يشبه الإجاص، القشرة ملساء من جهة وشبه ملساء من الجهة الأخرى، سهلة التقشير، طعمها ممتاز، تتميز بقدرتها على تحمل الصقيع.

الثمار

تمتاز ثمرة الأفوكادو بنسبة الزيوت المرتفعة التي تتراوح بين 5% إلى 30% من وزن اللب الطازج. كما تمتاز ثمرة الأفوكادو بأنها غنية بالبروتيين (2% إلى 4%) والمعادن (1% إلى 2%) وخاصة البوتاسيوم، الفوسفورس، الماغنيزيوم، والكبريت. أما محتوى الماء فهو من 60% إلى 80%، ومحتوى السكر فهو من 3% إلى 10%.

إن شتول الأفوكادو المزروعة في لبنان هي متعددة المصادر: منها المنتجة محلياً، ومنها المستوردة من اسبانيا وأميركا. وتأتي عبر تجار المشاتل أو عبر بعض أصحاب البساتين.

الري

إن معرفة التفاعل بين النبتة والتربة ضروري لفهم متطلبات الغذاء والري وعلاقته بنمو وإنتاجية شجرة الأفوكادو. فكمية الماء هي عامل أساسي يؤثر في نمو الشجرة وإنتاجيتها وحجم الثمرة.

شؤون جنوبية 169

إن الري المناسب مطلوب خلال فترة تطور الزهرة، فتنظيم فترات الري خلال فترة الإزهار يمكن أن يكون حاسماً لظهور الثمرة بسبب ازدياد الحاجة لمواجهة خسارة الماء من الأزهار. المرحلة الثانية الحاسمة في الري هي مرحلة نمو الثمرة السريع، فإن نظام الري الفعال خلال هذا الوقت يخفض نسبة سقوط الفاكهة ويزيد من حجم الثمرة النهائي.

في المناخ المتوسطي، قد تتسبب دورة السقاية القصيرة في الربيع في نقص التهوئة وبرودة التربة مع احتمال تلف الجذور وتراجع ملحوظ في الإنتاج.

إن كمية المياه للإنتاج الأمثل هي 650 مم من الري الصيفي بالإضافة إلى 500 – 600مم من المياه التي تزوّدها أمطار الشتاء، ويمكن معرفة حاجة شجرة الأفوكادو إلى الري عن طريق احتساب توازن المياه بين تساقط الأمطار والتبخر. يجب تقصير فترة السقاية في الصيف عندما تكون نسبة نمو الثمرة سريعة وذلك لتأمين نمو حجم الثمرة إلى أقصاه، وبما أن نمو حجم الثمرة بطيء في الخريف فليس هناك من فائدة في تقصير فترة الري.

الري الطبيعي في الصيف 7 – 12 يوم بواسطة الرشاشات، ومن 2 – 7 أيام بواسطة الرشاشات الصغيرة، ومن 1 – 3 أيام بواسطة التنقيط Drip.

نوعية مياه الري

من الضروري أن تكون المياه المستخدمة في الري غير مالحة، ويجب تحليل عينات من المياه بشكل مستمر لأن نوعية المياه قد تختلف خلال السنة. ومن الأفضل أخذ العينات في نهاية الفصل الجاف وفي نهاية فصل الشتاء. تنخفض نسبة الإنتاج من 25 إلى 50% عند ارتفاع نسبة الملوحة أعلى من مستوى 2.4ds/m.

اقرأ أيضاً: هل تتحوّل زراعة الزعتر الى زراعة بديلة؟
التسميد

مثل معظم النباتات، يفضّل الأفوكادو التربة الغنية بالعناصر الغذائية، ويمكن تعويض نقص العديد منها في التربة عن طريق التسميد. ينصح بعدم حراثة بساتين الأفوكادو بعد زرع الأشجار.

لا تحرث معظم بساتين الأفوكادو بعد زرع الأشجار، لذلك فإن الوقت الوحيد لدمج السماد غير القابل للذوبان هو قبل الزرع، والدمج داخل التربة بعد الزرع غير عملي بسبب كثافة وسطحية نظام الجذور في الأفوكادو والذي يجعل الحراثة غير مستحسنة.

إن عملية امتصاص المغذيات هي عملية متواصلة وبطيئة نسبياً. لهذا يجب وضع السماد بشكل متكرر، خاصة في التربة الخفيفة عندما يكون مستوى هطول الأمطار مرتفعاً. أما في التربة الطينية شبه الاستوائية فيكون وضع السماد فيها أقل تكراراً. بوضع السماد مرتين إلى أربع مرات أو أكثر في السنة الواحدة مع الري الصيفي والشتوي، أو يُرش حول قاعدة الشجر تحت الظل قليلاً.

قد تكون أسمدة النيتروجين المساهمة الأكبر في عملية النمو، أما نقص الكالسيوم والماغنيزيوم الذي تسببه كثافة الأمطار والري يمكن تعويضه عبر إضافة هذه العناصر بحد أدنى وكاف.

تحدد العناصر التي يجب إضافتها فقط عند ظهور عوارض نقص الماغنيزيوم على الأشجار او عند تحليل الأوراق. والأكثر حصولاً هو نقص الزّنك Zn الذي يمكن أن يحصل في أي نوع من التربة، ونقص الحديد في التربة القلويّة alkaline أو الكلسية.

يعالج نقص الزنك Zn بواسطة رش الأوراق بالزنك سلفات Zinc Sulfate (600غ لكل 100 ليتر من المياه)، بالإضافة إلى 300غ من الـhydrated line، وقد يُستعمل أوكسيد الزنك كبديل (250غ لكل 100 ليتر من المياه). إذا توفّر تشيلات الزنك (1 إلى 2 كغ في 1000 ليتر من المياه) فيوضع مباشرة بعد انبثاق الأوراق.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 169 خريف 2018)

السابق
المقاومة العربية وتخبط الحزب الشيوعي اللبناني
التالي
بوصلة الشعب السوري