المقاومة العربية وتخبط الحزب الشيوعي اللبناني

الحزب الشيوعي

بعد الإطلاع على ما دار في مؤتمر إعلان المقاومة العربية الشاملة من قبل الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
انتابتني عاصفة من الضحك وكأني في غمرة السكر بعد سهرة ومشروب عرق مغشوش…
وبعد هنيهة عادت الذاكرة فتخيلت للحظة مشهدية العام ١٩٨٢ الشهيد أبو أنيس جورج حاوي والرفيق المناضل أبو خالد محسن إبراهيم… وهم في بيت الشهيد كمال جنبلاط يعلنان بيان إنطلاق جبهة المقاومة الوطنية جمول.
أيها السادة الأمناء العامين المذكورين أعلاه.
لا أنتم جورج حاوي ولا محسن إبراهيم وطبعا ليس أحدا منكم الشهيد جورج حبش “سيقفز أحدكم ليقول جورج حبش ليس شهيدا فهو توفي نتيجة مرض” أصر على تسمية الشهيد جورج حبش لأنه طوال حياته كان مشروع شهيد ولم يكن يوما مسالما أو مهادنا أو تلون بديانة أو بمذهب بل كانت ديانته العروبة ومذهبه فلسطين.
أيها السادة،
الرفيق حنا غريب.. مع احترامي وتقديري لشخصك وتاريخك ونضالك.
لا أنت جورج حاوي ولن تكون طبعاً وذلك لأسباب عدة حتى ولو أردت من ذاك المؤتمر أو البيان والتوقيع عليه وكأنك توقّع على إتفاقية قرض أو وظيفة…
فمن كان ولا يزال غير قادر على فتح حوار جدي مع الرفاق الشيوعيين الذين أصبحوا خارج الإطار التنظيمي للحزب الشيوعي حتماً لن يكون قائداً يقود مقاومة عربية شاملة أو متخصصة أو مناطقية ولو في حي أو زاروب.
الرفيق الأمين العام للجبهة الشعبية،
بكل احترام وتقدير لشخصكم وتاريخكم.
لا أنت جورج حبش ولن تكون طبعا ولن يمثّل وجودك مع الرفيق حنا غريب تماهياً كما كان الثنائي جورج حبش ووديع حداد حيث شكلوا سابقاً ثنائياً قضت مضاجع العدو الصهيوني وألحقوا به خسارات فادحة وبصورته ومطاراته وطيرانه المدني في فلسطين المحتلة وفي كل مطارات العالم.

اقرأ أيضاً: عسكرة السياسة الحزبية…

في العودة إلى ما أعلنتم به عن المقاومة العربية الشاملة،
وهنا أسجل بعض الأسئلة..
ما هي مقدراتكما كحزب شيوعي وجبهة شعبية؟
١/ عدديا كمناضلين وأفراد مقاومين متدربين على حرب العصابات والمقاومة خلف خطوط العدو على اعتبار أن مقاومتكم العربية الشاملة ستدور في أراض عربية أنظمتها متخاذلة وعدوة بنظركم طبعاً ما عدا أنظمة الممانعة في سوريا والعراق واليمن وقطر.
٢/ ما هي مقدراتكم اللوجستية على صعيد السلاح وتوابعه من تذخير ومستودعات وسواها؟
٣/ ما هي وسائل النقل المعتمدة من قبلكم في الإغارة والإخلاء السريع حتى لا تعتقل مجموعاتكم.
هل فعلا لديكم ولو القليل القليل من الوسائل…؟؟ أم أنكم تريدون أو مطلوب منكم أن تقدموا شباباً عرب ليكونوا وقودا ومشاريع شهداء خدمة لذاك الولي أو لذاك القائد المفدى رضي الله عنه وأرضاه؟
وأخيرا من باع دم شهدائه بالسياسة وتحالف مع قاتلي مناضليه لا يؤتمن على إدارة مقاومة عربية شاملة لتتحول فيما بعد مقاومة إسلامية مذهبية يدفع شباب أمتنا العربية دما ويكونوا وقودا في حروب الآخرين.
أيها السادة،
طالما لا زلتم تائهون في صحاري السياسة والمقاومة دون أن تجدوا لليوم طريقاً توصلكم لفلسطين فلن يكتب لكم النجاح أبداً.
المقاومة إما أن تكون مقاومة وطنية عربية أو لا تكون.
وبكل وضوح وصراحة ومع فائق التقدير والإحترام لتاريخ الحزب الشيوعي اللبناني والجبهة الشعبية فأنتم غير مؤتمنين أبدا لأنكم تنطلقون في الزمان الخطأ ولصاحب الجلالة والقداسة والطهارة والإمامة الممانع الأكبر… وبإذن منه وبتكليف شرعي وبعد أن أم بكم صلاة الجماعة ورددتم دعاء الإفتتاح ودعاء الجوشن الكبير وصليتم على النبي وأهله ولا أعلم إن كان السلام على أصحاب النبي أيضاً مسموحاً.
أيها السادة،
التراجع عن الخطأ فضيلة.
في الزمان الخطأ أي تهور يجري دفع ثمن باهظ له فكروا وتمحصوا كثيراً فالمنطقة العربية قادمة على تغييرات جوهرية ومن يشجعكم اليوم سيبيعكم غداً على طاولة المفاوضات.
مع كامل تقديري واحترامي

السابق
هل نجح النظام السوري في دفن الثورات العربية؟
التالي
ماذا تريد أن تعرف عن الأفوكادو وتطورها في لبنان؟