مقربون من القصر: العاهل السعودي يحيط ولي العهد بمستشارين مخضرمين

الملك سلمان

خلصت أكبر الصحف الغربية في تقديراتها للتعديلات الوزارية الأخيرة في السعودية إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز يرمم مواقع ولي عهده محمد بن سلمان المتضررة جراء أزمة مقتل جمال خاشقجي.

وأشارت وسائل الإعلام الغربية إلى أن أهم الحقائب في مجلس الوزراء المعدل وكذلك المناصب الإدارية والعسكرية الرئيسية أوكلت إلى أشخاص مقربين من ولي العهد الذي تعرض في الأشهر الأخيرة لضغوط دولية قوية على خلفية مزاعم تورطه في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة في اسطنبول.

وفي معرض تعليقه على الأوامر الملكية الأخيرة، قال علي الشهابي، مؤسس “معهد الجزيرة العربية” المقرب من حكومة الرياض، في حديث إلى صحيفة “إندبندنت” البريطانية، إن ولي العهد السعودي يوطّد حكمه، وتابع: “ليس أعضاء في المجلس (الوزاري) فقط بل ومحافظون جدد أيضا مقربون منه جدا”.

وأشارت الصحيفة إلى تعيين أمراء من “الجيل الثالث” لمناصب رفيعة المستوى، وهم يشاطرون رؤية الأمير محمد لمستقبل المملكة، لافتة إلى تعيين تركي آل الشيخ، الذي يعتبر مستشارا مقربا من الأمير محمد، لرئاسة الهيئة العامة للترفيه، بعد إعفائه من رئاسة هيئة الرياضة في المملكة.

اقرأ أيضاً: مصادر تنفي دخول الجيش السوري إلى منبج

كما قرر الملك سلمان تعيين الأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز، أقرب حلفاء الأمير محمد أيضا، لمنصب وزير الحرس الوطني، أهم المناصب الأمنية في البلاد.

واعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن هذه التعديلات تهدف إلى إحاطة الأمير محمد بالمستشارين المخضرمين، على خلفية أزمة خاشقجي التي ألحقت ضررا ملموسا بالتحالفات بين المملكة والعديد من شركائها الغربيين.

وفيما يتعلق بتعيين إبراهيم العساف لمنصب وزير الخارجية خلفا لعادل الجبير، اعتبر محللون ذلك خطوة تهدف إلى تحسين الصورة المتضررة للمملكة على الساحة الدولية.

وأشار الخبير إلى أن تعيين العساف جاء في لحظة حرجة، موضحا: “يحتاجون إلى شخصية تستطيع تجميل صورة المملكة وتحظى بثقة من قبل الدول الأخرى.. والعساف خيار مقبول جدا، لأنه يعلم الجانب المظلم من الزعامة ومن شأنه العمل بصورة أفضل على تمثيلها”.

بدوره، ذكر نيل كويليام، الباحث في مؤسسة “تشاتام هاوس” البريطانية، في حديث إلى وكالة “رويترز”، أن العساف “سيتبع الأوامر بالأساس لكنه يعتبر شخصية أساسية في إعادة بناء صورة المملكة المتضررة بما له من حضور دولي إيجابي.. ويستهل العام الجديد ببداية جديدة لكن دون تغيير حقيقي”.

ونقلت “إندبندنت” عن شخصية مقربة من القيادة السعودية قولها إن تعيين العساف بمثابة رسالة مفادها أن السياسات الخارجية للمملكة تعود إلى ماضيها الأكثر نضجا، فيما أشارت الخبيرة في مؤسسة Gulf State Analytics، تشيزيا بلانكو، للصحيفة إلى أن العساف ينتنمي إلى الحرس القديم، لكنه يعد شخصية نادرة من جيله وقفت إلى جانب إصلاحات ولي العهد المعروفة بـ”روية 2030″.

السابق
عون وحزب الله: صفقة غير متكافئة
التالي
وزارة الصحة ذكرت المستشفيات بالزامية استقبال الحالات الطارئة وعدم رفضها لأسباب مادية