الفجوة بين حزب الله والتيار العوني تتسع.. ماريو عون للأصدقاء في الحزب: عودوا إلى ضميركم!

ماريو عون
يمثل الجمود الحاصل حكومياً اليوم، خطورة كبيرة على العهد، وخصوصاً بعد اعتبار المبادرة الرئاسية لعون بمثابة الفرصة الأخيرة للعهد، وقد أثار سقوطها قبيل ساعات من إعلان الحكومة، غضب بعبدا، مما يفسر الهجوم الذي يطال الجميع من قبل فريق العهد.

أزّمت مجموعة العقد المستحدثة في الملف الحكومي الوضع بين أطراف عدة في البلاد، ومررت مقدمة نشرة الOTV مؤخراً رسائل في اتجاهات مختلفة، وصلت إلى حد اعتبار الرئيس ميشال عون مفضلاً على الجميع، بمن فيهم حزب الله والمستقبل.

يأتي ذلك بعد إشهار الرئيس المكلف سعد الحريري صمته ومغادرته في إجازة خارج البلاد، إضافة إلى رسائل عديدة من قبل حزب الله في اتجاه عون تطالبه بلجم صهره الوزير جبران باسيل، بعد تجاوزه الخطوط الحمر في التعاطي مع الحلفاء، خصوصاً بعد شبه اقتناع الأخير بأن الحزب لن يسميه خلفاً لعون، لذا فهويسعى للاعتماد على عوامل أخرى لزيادة حظوظه بالوصول إلى قصر بعبدا.

يمثل الجمود الحاصل حكومياً اليوم،خطورة كبيرة على العهد، وخصوصاً بعد اعتبار المبادرة الرئاسية لعون بمثابة الفرصة الأخيرة للعهد، وقد أثار سقوطها قبيل ساعات من إعلان الحكومة، غضب بعبدا، ما يفسر الهجوم الذي يطال الجميع من قبل فريق العهد، وخصوصاً بعد الكلام الموجه من بكركي من قبل عون عن “أعراف جديدة”، وهو كلام يحمل “غمزاً” من قناة “حزب الله” بالتحديد، مما يعيد الحديث عن سقوط تفاهم مار مخايل إلى الواجهة من جديد.

اقرأ أيضاً: الجمهور العوني مستاء وجمهور حزب الله يهاجم باسيل

في هذا الإطار، قال النائب عن كتلة لبنان القوي ماريو عون، في حديث لجنوبية، “إن تفاهم مار مخايل لا يدخل في ما يجري اليوم، لأنه بني على أسس صلبة في ما يخص القناعات الإستراتيجية بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وأن الكلام الصادر عن مقدمة الOTV هو بمثابة “صرخة” في وجه جميع المعنيين”.

وأضاف: “يحصل أن تمر “غيمة صيف” بين الإخوة، ويصار الى معالجتها، والكلام الإعلامي عبر الOTV ليس موقفاً رسمياً، لكنه يعبر بشكل كبير عن وجهة نظرنا، ويجب على المقربين منا أن يكونوا إلى جانب رئيس الجمهورية وإلى جانب العهد أكثر”.

وأردف: “نرى اليوم أن التيار متروك والرئيس عون محاصر، وليس سهلاً أن نأتي بمشروع إصلاحي، ويبقى مجمداً لسبعة أشهر من عمر العهد”.

وعن المبادرة الرئاسية، أعلن عون أنها ما زالت قائمة، وسيعاد البحث فيها بعد عطلة الأعياد التي تشكل فترة “تأمل”، متمنيا أن تصل إلى نتائج إيجابية، لأنه “إذا توقفت المبادرات فلنعلن أمام اللبنانيين أننا وقعنا في الكارثة”.

وأضاف: “نطلب من المقربين والأصدقاء أكثر من غيرهم أن يعودوا إلى ضميرهم ووجدانهم، وأن يسيروا في الحلول المطروحة، والتي باتت ضرورية جداً ومستعجلة جداً”.

هل يعتذر الحريري؟

تشير أوساط سياسية في هذا الاطار، عبر “النهار”، الى انه بدأ الهمس يسري عن إمكانية اعتذار الحريري عن تأليف الحكومة، ما دام واثقاً من غياب البديل، فيعاد تكليفه بأصوات أقل عدداً، ليتحرر من الاتفاقات التي باتت تكبل عملية التأليف وينطلق بشكل مختلف وبمعايير مختلفة تماما، ما قد ينقذ العملية برمتها، ويخلص الأطراف المتصارعين بعدما صاروا أسرى مواقفهم المعلنة، وقد يشكل هذا المخرج منفذاً للحل لدى كل الأفرقاء.

وتعليقاً على الموضوع، قال عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش، في حديث لجنوبية، “أنه إذا كان هذا الأمر يسهل تشكيل الحكومة قد يكون مطروحاً، لكن من الواضح أن مسألة إنتاج الحكومة ليست مرتبطة بعدد الأصوات، وإنما ب”الفيتوات الطائفية” القائمة”.

النائب السابق مصطفى علوش

وأضاف: “الشيء الوحيد الذي يجب السير به لإنجاز الحكومة، هو تسوية يقوم بها الرئيس عون مع حزب الله، وهذا ما يؤكد أن المسألة لا تحل بإعادة التكليف، بل أن أساس المشكلة يكمن في أن حزب الله لا يريد إعطاء فريق الرئيس عون الثلث المعطل”.

وعن الرسائل العونية التي طالت الرئيس الحريري أيضاً، قال علوش: “يبدو ما إلن قلب يهاجموا حزب الله لحالو”.

وشدد على أنهم يعلمون أن الرئيس الحريري قام بكل ما يجب عليه فعله، وحتى على حساب نفسه وحلفائه، وبالتالي عدم مهاجمة المسبب الأساس لعرقلة التشكيل، تجعلهم مرغمين على مهاجمة الجميع”.

وفي ما يخص الحراك الحكومي، قال علوش: “الملف جامد حالياً”.

القوات لم تسلم على الرغم من صمتها

أعلن حزب القوات انتهاء دوره في ما يخص الملف الحكومي عند القبول بالوزارات والعدد المطروح عليه، وأخذ ا دور “استراحة المحارب”، حيث راقب المشهد من بعيد، إلا أن الهجوم النابع عن “فورة الغضب العونية” لم يستثن القوات، حيث يحاول التيار العوني التذكير بأنه لولا الرئيس عون وباسيل لما أقر قانون الانتخابات الذي كبر حجم القوات.

وتعليقاً على الأمر، غرد الوزير ملحم الرياشي قائلاً: “لو فطن كاتب مقدمة الOtv امس، وفي مطوّلته للأفضال”على الجميع”، أنّ القوات هي التي أعطت وضحّت وليس العكس، وأقامت عمارة المصالحة المؤسِسة للعهد، لكنّ البعض وهو قلّة، شاء النكران والتكبر، وها هي النتيجة المحزنة؛ “يأتيكَ بالأخبارِ مَن لم تزوّدِ”!

اقرأ أيضاً: هل من يصدّق انها عقدة باسيلية؟

“عليي وعلى أعدائي”

ليس مستغرباً، أن نشهد على “سقف عالي” في التصريحات العونية، إلا أن هذه التصريحات اليوم تمددت لتطال حزب الله، بحيث لم يعد الحزب هذا “البعبع” الذي “شو ما عمل بخوف” كما قال سابقاً النائب آلان عون، وظهرت الصرخة للقول أن “ميشال عون خط أحمر”.

لكن هذا الهجوم اليوم لن يخدم طموحات باسيل الرئاسية، وعلى رغم من الكلام عن تشكيل فريق يسوق له في الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن فقدان الغطاء الشيعي والسني وجزء من المسيحي داخلياً، سيحول دون تحقيق هدفه المعلن منذ بدء ولاية عون.

ربما يعلم باسيل بذلك، وربما لا يقوم بحساباته بهذه الطريقة، وتالياً، بحكم مراهقته السياسية، يعتقد أن صداقته مع الحريري ستكسبه صوته، وأن محاولة بيع تحجيم الحريري السني لحزب الله ستعطيه نقطة عند الحزب.

إلا أن الحسابات في لبنان لا تدار بتسجيل النقاط، لذا يبدو أنه سيعمد بعد انكشاف نوايا الجميع، إلى عدم لعب أوراقه بحسابات بعيدة المدى، بل سيفضل اللعب على طريقة “عليي وعلى أعدائي”.

السابق
الجيش الإسرائيلي يرفض طلب نتنياهو إعلان انتهاء حملة «درع الشمال»
التالي
العراق: التحرش الإيراني وسياسة إدارة الظهر الأميركية