نهاية الجمهورية على أيديهم!

تحدث أخيراً فخامة الرئيس ميشال سليمان تحت عنوان “لبنان من الميثاق الى اعلان بعبدا”، فأكد أن الاعلان أقر بالاجماع، وأنه جرى التأكيد عليه في جلستين لاحقتين لهيئة الحوار، وشرح أن بنود الاعلان تبقي مناقشة “السياسة الدفاعية” من صلاحية هذه الهيئة.
غاب عن صورة اللقاء الوطني الجامع الذي انعقد في فندق “الفينيسيا” السبت 16 الجاري، قبل ايام من ذكرى استقلال لبنان، اي تمثيل سياسي شيعي، يذكر، باستثناء كلمة ألقاها احد المقربين من نظام الوصاية السوري السابق، وقد شكلت في مضمونها رسالة الى فخامة الرئيس والى الحضور، بأن لـ”حزب الله” وحركة “أمل” قراءتهما الخاصة للشأن الوطني، وهي تختلف عن قراءة بقية اللبنانيين.
والمكوّن الشيعي الذي يدّعي سياسة اليد الممدودة اضاف الى مقاطعته المؤتمر، تصريحاً للنائب محمد رعد قال فيه أن إعلان بعبدا جفّ حبره، مع ما يعني هذا القول من تنكر كامل للاعلان.
وبعد ساعات قليلة من كلام فخامة الرئيس الذي أكد أيضاً أن اعلان بعبدا لا يتناقض واتفاق الطائف، وأن خلاص لبنان في ظل الاضطرابات والنزاعات الحاصلة حوله يكون باعتماد تحييد لبنان، وأن مبدأ التحييد ورد أساساً في “الميثاق الوطني” سنة 1943… كان العماد عون يدكّ في احدى ندواته اتفاق الطائف وأسسه.

اقرأ أيضاً: ثنائية الدولة – الدويلة أمام الحقيقة اللبنانية القاتلة

– نستخلص من هذه الوقائع:
1 – أن لا قيمة لمؤتمر “الفينيسيا” في نظر المكون الشيعي الحاكم وأن لـ”حزب الله” وحلفائه قيماً مختلفة في موضوع الاستقلال والميثاق الوطني.
2 – أن زعيم أكبر كتلة نيابية مسيحية أكد في خطاب تصعيدي أن دستور الطائف واجب التغيير في أسسه ومرتكزاته.
وعليه فإن “حزب الله” وحليفه المسيحي أثبتا مجتمعين رفضهما الأسس الحالية التي يقوم عليها نظامنا السياسي، وأنهما مع اعادة النظر في هذا النظام تارة تحت عنوان استعادة حقوق المسيحيين وصلاحيات رئاسة الجمهورية، وطوراً تحت عنوان إنصاف الطائفة الشيعية وهو التعبير المُلطَّف للمثالثة.
يدل كل ذلك الى ان فئة كبرى من اللبنانيين لا تأبه لكل الأخطار المحدقة بلبنان، بل إنها فئة تعتمد على سلاحها وعلى خُطبها الشعبوية التحريضية وعلى انتصاراتها الميدانية في سوريا، كي تفرض دستوراً جديداً للبلاد شاء من شاء وأبى من أبى…
أمام هذه المواقف المحزنة وفقدان ادنى درجات الحس الوطني، وأمام الانقضاض على دستور الطائف وتصويره أنه اتفاق كرّس غلبة الطائفة السنية على شيعة لبنان ومسيحييه، أرى أن الأمور أصبحت تستدعي المعالجة بالصدمة! هذه الصدمة قد تودي ببلدي ووطني الحبيب، ولكنني لم أعد أطيق التطاول والتهديد والقتل والمذلة، ولا يمكن أن أستمر وحدي “أم الصبي” وأباه، لذلك اقترح وبالاذن من رفاقي في 14 آذار، ولا سيما المسيحيين منهم، أن نقدم على انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية اللبنانية. فهو سيكون كفيلاً بإنهاء الجمهورية، كما سبق وقسم ظهر الطائفة المارونية في حربي “الالغاء” و”التحرير”.
عندها سيكفر العونيون بتحالفات رئيسهم القاتلة للوطن قبل ان يهاجروا من لبنان، وسيكفر العماد عون بهيمنة “حزب الله” على الجمهورية قبل أن يُرحّل الى منفى جديد! وعندها أيضاً سيستولي كلياً “حزب الله” وايران على لبنان قبل ان ينهار الوطن و”حزب الله”.
يوماً بعد يوم أزداد اقتناعاً ان العماد عون وتياره يتحملون منذ سنة 2005 مسؤولية كبرى في تغطية تمادي “حزب الله” على الكيان، وأن لا خلاص للوطن إلاّ بانكسار تسلط النظام الايراني ورجاله في لبنان ايذاناً بتقدم الصوت الشيعي اللبناني الحر.

السابق
الجمهور العوني مستاء وجمهور حزب الله يهاجم باسيل
التالي
صورة الجيش والشعب كما يركّبها حزب الله