بين «الصمت الحكومي» وتراشق المسؤوليات.. إلى أين يتجه ملف التشكيل؟

بعد أن خيم التفاؤل على مقرات الرئاسة الثلاثة في الweekend، بدأ منسوب هذا التفاؤل ينخفض تدريجياً، وكان لافتاً إعلان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري صباح الأحد، عن فترة "الصمت الحكومي" حيث غرد على صفحته على تويتر قائلاً: "لا بد أحياناً من الصمت ليسمع الآخرون"، وتشير المصادر إلى أن الحريري سيسافر في إجازة قد تمتد إلى بداية العام الجديد.

كرة الثلج الحكومية التي كبرت في الفترة الأخيرة لتصل إلى التأكيد على حسم التشكيل قبيل نهاية الأسبوع الماضي، تحولت إلى كرة نار تتقاذفها الأطراف السياسية بين بعضها، ولعل توالي ظهور العقد في الربع ساعة الأخير، بدلاً من حلحلتها يفضي إلى تساؤل حول أساس المشكلة وماهية أبعادها، فمن يتحمل مسؤولية التعطيل؟

بعد أن خيم التفاؤل على مقرات الرئاسة الثلاثة في الـweekend، بدأ منسوب هذا التفاؤل ينخفض تدريجياً، وكان لافتاً إعلان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري صباح الأحد، عن فترة “الصمت الحكومي” حيث غرد على صفحته على تويتر قائلاً: “لا بد أحياناً من الصمت ليسمع الآخرون”، وتشير المصادر إلى أن الحريري سيسافر في إجازة قد تمتد إلى بداية العام الجديد.

وفي بعبدا، ساد جو من الترقب مع بعض الاتصالات في الشأن الحكومي، لكنها لم تحدث أي خرق يذكر، ونقلت مصادر قيادية في “التيار الوطني الحرّ” عن رئيس الجمهورية ميشال عون أنه “أكثر من مستاء بل هو غاضب مما حصل”.

ويرفض التيار تحميل باسيل المسؤولية، في ظل حديث عن تباينات بين موقف عون وصهره، دفعت إلى طرح التساؤل مجدداً جول من هو رئيس الجمهورية الفعلي في لبنان عون أو باسيل؟

أما في عين التينة، فكان لافتاً ما صدر عن الرئيس نبيه بري بصدد الوضع الحكومي، حيث قال إن خلف التعطيل شيء كبير لم تتضح معالمه بعد بالنسبة إليه، وهو أمر أكبر من قصة «اللقاء التشاوري»، وأعمق من الحقائب.

اقرأ أيضاً: حزب الله يلجم طموحات باسيل الرئاسية ويستعد لمرحلة النفوذ الروسي

ورداً على سؤال عمّا إذا كان هناك عامل خارجي في تعطيل الحكومة، قال بري: “أمام ما نراه وما حصل لا أستبعد هذا الاحتمال، فالمسألة تبدو كبيرة جدا”.

وحول التظاهرة التي شهدها وسط بيروت أمس، قال بري: “مطالب المتظاهرين مُحقّة. هم يطالبون بحكومة، ونحن أيضاً نطالب بحكومة. مع الإشارة إلى انّ هناك أعداداً كبيرة من المتظاهرين هم من الناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية، ولم يتم تعيينهم بعد وأنا شخصياً مع مطالبهم”.

وفي الضاحية، نقلت الأجواء بوادراستياء من مطامع باسيل الحكومية، لم تظهر معالمه بشكل رسمي بعد، خصوصاً بعد نفي الحزب الكلام الذي نقل عن مصدر مقرب منه والذي يحمّل باسيل مسؤولية التعطيل، إلا أن هذه الأجواء ترجمت من خلال مقدمة نشرة المنار حيث قالت: “عن رجال دولة لا تكون نهاية أحلامهم وزيرا زائدا او ناقصا، عمن يعيش همومهم، ولا يكون آخر همه الناس شاخصا ببصره إلى ما يمكن أن تجنيه له وزارات بعينها”.

في ظل هذه الدوامة، علق عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل راشد فايد، في حديث لجنوبية، على المعطيات الأخيرة لا سيما “الصمت الحكومي” الذي أعلنه الحريري، حيث قال: “صمت الحريري يعني أن “الخربطة” التي حصلت أبعد من أن تكون محلية”.

وأضاف: “كان لافتاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن انسحابه من سورية يوم الخميس، ويوم السبت أعلن “اللقاء التشاوري” رفض تمثيله بجواد عدرا، ما يعني أن الحزب الذي يقف وراء هذا اللقاء، والذي ينسق مع إيران، وجد أنه من المبكر تقديم هذا الحجم من التنازل”.

وأردف: “لا يجب أن ننسى أيضاً أن غايات جبران باسيل الذاتية سهلت لحزب الله هذا التراجع”.

وعن تصويب حزب الله على أن باسيل هو المعطل، إضافة إلى تلميحات بري إلى ذلك، ما يشكل رأيا موحد بين ثلاثي الحزب وبري والحريري قال فايد: “ليس من الضروري أن يقوم أحد بعمل يخدم خطته السياسية، لكن يمكن أن يقوم بذلك شخص آخر بسبب حساباته الخاصة التي تخدم نهجاً آخراً”.

الكاتب والصحافي راشد الفايد
الكاتب والصحافي راشد الفايد

وأضاف: “وجد حزب الله في موقف باسيل نوعا من التغطية لعملية التعطيل، وباسيل شخص يشغل باله مصالحه الذاتية أو الحزبية، ولا يعمل حسابات لأبعد من هذه المصالح، مما يوحي بأنه يعيش مرحلة “المراهقة السياسية”.

وعن موقف بري القائل بأن المسألة كبيرة ودعوته إلى مراقبة المشهد الإقليمي قال فايد: “الجانب الإيراني هو الأساس، وليس النظام السوري، فنظام دمشق “بدو مين يشفق عليه”.

وأضاف: “علينا أن نترقب أيضاً موقف موسكو من لبنان، لأنها هي من تدير سورية”.

هل هناك تباين في المواقف بين بري والحريري؟

في هذا الإطار، شدد فايد على أن ما جرى في اللقاء الأخير بين بري والحريري ليس معلن التفاصيل، إلا أن المدة القصيرة للقاء، تعني أن الأمور الحكومية وصلت إلى طريق مسدود، ولذلك الرئيس الحريري أشهر صمته كي يسمع الآخرون”.

وبعيداً عن التباينات بين بري والحريري، يشاع مناخ يوحي بأن هذا التباين حط بين عون وباسيل أيضاً، وفي هذا الإطار علق النائب عن كتلة لبنان القوي سليم خوري لجنوبية قائلاً: “لا يوجد أي تباين بالآراء بين فخامة الرئيس عون والوزير باسيل”.

وأضاف: “في ظل الأعياد، علينا أن نتفاءل خيراً، وأن الاتصالات لا زالت مفتوحة لتذليل العقبات لولادة الحكومة في أسرع وقت”.

وعن إمكانية ولادتها قبيل رأس السنة قال خوري: “ليس مستبعداً، فإذا صفت النوايا تولد الحكومة خلال ساعة”.

وفي سؤال عن من يجب أن تصفى نواياه علق ضاحكاً: اليوم لا تعليق، خلينا بأجواء الأعياد وتنعاد عالجميع”.

اقرأ أيضاً: الأطراف المتقابلة تتبادل مسؤولية تعطيل الملف الحكومي

هذه هي العقد المتبقية:

في تقدير مصادر متابعة لتأليف الحكومة، هناك ثلاث عقد باتت تُهدّد بعودة الأمور إلى المربع الأول، مشيرة إلى أن هذه العقد هي التالية:

أولاً، اصرار باسيل على اعتبار ممثل اللقاء التشاوري عضواً في تكتله، ورفض التشاوري إضافة إلى حزب الله ذلك.

ثانياً محاولة باسيل الحصول على وزير ماروني من حصة القوات، وهو ما ترفضه القوات بشدة.

أما العقدة الثالثة، فتتمثل بمحاولة باسيل إجراء تبادل بينه وبين حركة أمل لينال حقيبة البيئة.

البازار الحكومي ما زال مفتوحاً، ولا يبدو أن العطلة الميلادية ستأتي بـ”العيدية الحكومية”، فأمام غضب بعبدا، وصمت بيت الوسط، وترقب عين التينة، وخروج الخلافات بين الضاحية وميرنا الشالوحي إلى العلن، إضافة إلى التحركات الشعبية المطلبية، نستنتج أن الحل مجمد، وأن الأعياد، قد تكون فرصة أخيرة للسبات أمام العهد، فهل سنشهد مع إطلالة العام الجديد موقفا حاسماً يخرق الجمود؟

السابق
أفضل 5 مدن عليك زيارتها للإحتفال فيها برأس السنة لعام 2019
التالي
التعاونية الزراعية في «حولا» محرومة من المساعدات بسبب غياب الـ«واسطة»!