ديمقراطيون وجمهوريون ينتقدون قرار ترامب المتسرّع بالانسحاب من سوريا

قرار ترامب المفاجئ بالانسحاب من سوريا كان له وقع قوي على الساحة الأميركية نفسها، فقد عبّر عدد من النوّاب والشيوخ الأمركيين عن قلقهم البالغ من هذا الانسحاب ومن تأثيره السلبي على مصالح أميركا الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط

دعا أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس دونالد ترامب إلى إعادة النظر في قرار انسحاب القوات الأميركية من سوريا “تفاديا لتكرار أخطاء الإدارات السابقة” منتقدين هذا القرار

اقرأ أيضا: روسيا ترحّب بالانسحاب الاميركي من سوريا

وكتبت فرقة من المشرعين المنتمين للحزبين الجمهوري والديمقراطي رسالة الى ترامب جاء فيها: “إذا قررت إكمال تنفيذ قرارك بشأن سحب قواتنا من سوريا، فلا شك في أن فلولا من “داعش” في سوريا ستعود لنشاطها وستقوم بتصعيده في المنطقة”.

وتابعت الرسالة إن “دكتاتورية بشار الأسد” ستمارس ضغوط على الشعب السوري، وان الانسحاب سيسمح للأسد باتخاذ مزيد من الإجراءات لتعزيز سلطته.

كما أعرب النواب والشيوخ المعترضين على قرار الانسحاب عن قلقهم حيال أن يفضي هذا الانسحاب إلى تكثيف نشاطات “خصمين آخرين” لواشنطن هناك، وهما إيران وروسيا، وأضافوا: “كما تعلمون ، استخدمت كل من إيران وروسيا الصراع السوري محطة لزيادة نفوذهما في المنطقة. وأي علامة ضعف تراها إيران أو روسيا، ستعزز وجودهما في المنطقة وستقلل من ثقة شركائنا وحلفائنا بنا”.

وخُتمت الرسالة بنداء الى الرئيس ترامب جاء فيها: “يجب ألا تكرر إدارتك نفس الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات السابقة، وتستسلم لهؤلاء الممثلين السيئين”.

وبين الموقعين على الرسالة الجمهوريون ليندسي غراهام، وجوني أرنست، وتوم قطون، وماركو روبيو، إضافة إلى الديمقراطية جين شاهين والسيناتور المستقل أنغوس كينغ

من جهة أخرى ، نشرت نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي على موقعها أنه “من السابق لأوانه أن يعلن الرئيس انتصارا واسعا على “داعش”، في حين لم تمض إلا أسابيع قليلة بعد أن نفذ جيشنا أكثر من 250 غارة جوية ضد أهداف في العراق وسوريا”.

لافتة إلى أن توقيت الإعلان تزامن مع تطورات جديدة في قضية مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، وقالت على جميع الأمريكيين أن يشعروا بالقلق من أن هذا “التصريح المتسرع”بالانسحاب من سوريا قد صدر في اليوم التالي بعد موافقة المحكمة على تأجيل موعد الحكم على فلين، الذي اعترف بأنه كان “عميلا أجنبيا مسجلا” لدولة لها مصالح واضحة في النزاع السوري.

و بيلوسي، التي من المتوقع أن يتم انتخابها رئيسة لمجلس النواب في يناير، وعدت بأن يستخدم الديمقراطيون موقعهم  للإشراف على استراتيجية ترامب في سوريا، مضيفة: “الشعب الأمريكي يستحق سياسة ذكية وقوية وذات صفة استراتيجية في سوريا، لتحافظ على أمن أمريكا وتحمي مصالحنا وتعزز السلام في المنطقة.”

السابق
انسحاب أميركي مفاجئ من سوريا: انتصار لتركيا وإيران وروسيا.. والأسد
التالي
المجمع الثقافي الجعفري: «الخلاف الإسلامي – الإسلامي» سببه الصراع على السلطة