هل سيغامر برهم صالح بتاريخه ويزور الأسد؟

برهم صالح
حساب الحقل الإيراني لم يوافق حساب البيدر العراقي فقد أكد المتحدث الرسمى باسم رئيس جمهورية العراق أن الرئيس برهم صالح لم يقرر بعد ترتيبات زيارته إلى العاصمة السورية دمشق.

تحاول إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن، لعب الدور نفسه الذي طالما لعبته منذ سنوات، بمقايضة نفوذها عن طريق صرف خدمات للدول الكبرى في تلك البلدان مقابل تحقيق مصالحها، ولكن مع تشديد العقوبات الأميركية على إيران، فإن سياسة المقايضة تلك لم تعد تجدي نفعا.

في العراق يعرض الجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي يشرف على ملف العراق بنفسه وزارتي الدفاع والداخلية للبيع، ولكن حتى الآن لم يتقدّم المبعوث الأميركي “بريت ماكغورك” كي يشتري أيّا من تلك الوزارتين.

انتهى عهد المقايضات، رغم الإغراءات الكثيرة والتلويح لواشنطن بالاستعداد لتوزير نائب من كتلة أياد علاوي وهو الزعيم التاريخي المعارض لنفوذ إيران، وكذلك على الرغم من التلويح بتوزير أحد الوجوه الصديقة لأميركا لتولي وزارة الداخلية، ولكن الانتظار طال وبضاعة إيران لم تُشترَ بعد، والحكومة العراقية ما زالت عالقة غير مستكملة الحقائب بانتظار ما سوف يكون.

في غمرة الانتظار الإيراني الذي يراهن على تغيّر في المعطيات يفسح المجال لواشنطن لكي تتقرب من طهران كعادتها بعد كل استحقاق، أوردت وكالات أنباء مقرّبة من إيران وسوريا اليوم الأربعاء، أن رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح سوف يزور دمشق قريباً ليلتقي نظيره السوري بشار الأسد، لتكون بذلك ثاني زيارة لرئيس دولة عربية للعاصمة السورية بعد زيارة الرئيس السوداني عمر البشير التي جرت منذ يومين، في مخطط واضح من قبل محور الممانعة لعودة التطبيع العربي مع النظام السوري.

غير أن “حساب الحقل الإيراني لم يوافق حساب البيدر العراقي” فقد أكد المتحدث الرسمى باسم رئيس جمهورية العراق أن الرئيس برهم صالح لم يقرر بعد ترتيبات زيارته إلى العاصمة السورية دمشق.

وقال المتحدّث باسم الرئاسة العراقية في تصريح خاص لقناة “روسيا اليوم” الإخبارية اليوم- ” لم يقرر الرئيس بعد ترتيبات لزيارة العاصمة السورية، لكننا نتواصل مع كل دول الجوار”.

هذا التأجيل غير المتوقّع لزيارة برهم صالح إلى دمشق سيكون وقعه كالصاعقة على قاسم سليماني وطاقمه في العراق، الذي دعم انتخاب الرئيس برهم صالح لرئاسة الجمهورية العراقية قبل حوالي ثلاثة شهور، ومنّنه بهذا الدعم كي يكون قناة وصل بينه وبين الأميركيين من جهة، وكي يستعرض نفوذ طهران عبره من جهة ثانية.

يبدو أن هذا الاستعراض باء بالفشل، فبرهم صالح لن يجازف بتاريخه الناصع ولا بعلاقته الجيدة مع أميركا من أجل إرضاء إيران فيزور دكتاتورا قتل مليونا من شعبه مجازفاً بسمعته وتاريخه المشرق، تماما كما قال رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي عندما أعلن انه لن يجازف بمصلحة بلده ويخرق العقوبات الأميركية على إيران ارضاء لها، مما سوف يتسبب بخسائر لن يحتملها اقتصاد العراق، فكان أن دفع الثمن بشن حملة مركزة عليه اشترك فيها كل اتباع ايران من مسؤولي الحشد الشعبي ونوابهم ورجال الدين ذوي الاصول الفارسية، الى وكلاء المرجعية المحسوبين على سليماني، مما ادى الى مظاهرات مفتعلة في البصرة، مهدت لإقصاء العبادي واستبعاده من الترشح لرئاسة الوزراء من جديد، رغم نجاحه بتحرير العراق وانقاذه من الافلاس وخطر الفتن الطائفية.

اًقرا ايضا: نتنياهو وتحول روسي وحلحلة حكومية تستبق «أنفاق حزب الله» في مجلس الأمن

قام أتباع إيران بأمر من سليماني بفرض عادل عبد المهدي رئيسا للوزراء، نجحوا حتى الان في تطويعه داخليا، ولكنه نأى بنفسه عن الخارج، فلم يتطرق أبدا للازمة السورية لا من قريب ولا من بعيد.

وفي النهاية سيبقى الرهان الإيراني على المليشيات وقادتها التابعين لها وعلى شخصيات سقطت من وجدان الشعب العراقي مثل فالح الفياض ونوري المالكي والخزرجي والعامري وغيرهم، أما الأسماء الناصعة التي لم تلوث بالفساد والعمالة لجهات خارجية، فلن ترضى أن يزج الإيراني بها في أتون معارك لن تنتهي مع الغرب ومع المحيط الإقليمي.

السابق
لهذه الاسباب تم الافراج عن الحكومة الان
التالي
هل يكرس دور اللواء إبراهيم عرفاً حكومياً جديداً؟