الرئيس عون مستاء بعد فشل مبادرته لتأليف الحكومة

يبدو ان طريق الحكومة ما زال مقفلًا، فرئيس الجمهورية ​ميشال عون​ قاد الفرصة الأخيرة لإنقاذ الوضع والعمل على ​تشكيل الحكومة​، غير ان ما رشح هو ان الرئيس على وشك اعلان الفشل، ولكن ما هو الخيار الاخر الذي سوف يلجأ إليه؟

فيما العقدة الحكومية لا تزال عالقة، أشارت مصادر مواكبة لمبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى أن ما يتردد عن أن رئيس الجمهورية يطالب بالثلث المعطل هي معلومات غير صحيحة، إذ إن الرئيس في كل الاتصالات كان هدفه تشكيل حكومة جامعة، وحكومة وفاق وطني تعكس نتائج الانتخابات النيابية، ونفت المصادر نفياً قاطعاً أن يكون قد أشار يوماً إلى رغبته في الحصول على الثلث المعطل، وأن هدفه هو تشكيل حكومة متجانسة. وأشارت المصادر إلى أن ما تطلبه الكتل السياسية الأخرى من حصص، تسأل عنها الكتل المعنية، وهي التي تتواصل في شكل مباشر مع الرئيس المكلف سعد الحريري.

اعتبرت مصادر أن رئيس الجمهورية مستاء من انسداد الافق أمام محاولته إحداث اختراق إيجابي في جدار الازمة، ولا يخفي ذلك أمام زوّاره، مَقروناً باستغراب شديد وغير مفهوم أو مبرر لهذا التصلّب المريب في المواقف، الذي يبدو أنه خرج من إطاره السياسي، وانتقل الى حَدّ تغليب البعض العامل الشخصي على مصلحة البلد، وهو أمر لا يؤدي الّا الى مزيد من الارباك والتعقيد، في بلد يوشِك أن ينهار، تِبعاً لمجموعة من العوامل الاقتصادية وغير الاقتصادية الضاغطة على البلد من الداخل والخارج.

اقرا ايضا: الجمهورية نقلا عن زوار عون: سائرون إلى المهوار!

وركّز عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ​آلان عون​، على أنّ “طريق الحكومة ما زال مقفلًا، طالما أنّ لا أحد يرغب في التراجع عن شروطه”، مؤكّدًا أنّ “رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ يقود الفرصة الأخيرة لإنقاذ الوضع والعمل على ​تشكيل الحكومة​، فإذا حقّقت أهدافها كان به، وفي حال بقيت السلبيات كما هي، قد يقدم على خطوة ما، ولا أحد سواه يعرف طبيعة الخيار الّذي قد يلجأ إليه”.

ولفت في حديث صحافي، تعليقاً على رفض شخصيات منضوية في فريق “​8 آذار​” ومقرّبة من “​حزب الله​”، حصول الرئيس عون وفريقه على الثلث المعطل في الحكومة، إلى أنّه “لا يمكن المحاكمة على النيات”، مذكّرًا بأنّ “”حزب الله” أعلن سابقًا عدم اعتراضه على حصول الرئيس وتكتل “لبنان القوي” على 11 وزيرًا، ورئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة ​سعد الحريري​ سبق له أن قدّم تشكيلة حكومية وفق هذه الصيغة من دون تحفّظ”.

ونوّه عون إلى “أنّنا لا نعرف إذا كان البعض يرغب في وضع مشكلة التعطيل عند رئيس الجمهورية ليغطّي الأسباب الحقيقية للمشكلة”.

بري: وصلت اللقمة للفم

يراهَن رئيس مجلس النواب نبيه بري مع انطلاق المشاورات الرئاسية على أن تُفضي الى إيجابيات جدية هذه المرة، تَصوغ المخرج الملائم للعقدة الحكومية، خصوصاً انّ الافكار المطروحة خلالها قابلة لأن تشكّل المفتاح الملائم للحل، وتحقّق الغاية المَنشودة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الاطراف، وتعكس بشكل واضح

وتضيف المعلومات انّ عدم التجاوب مع الجهود الرئاسية واصطدامها ببعض اللاءات، كان له الأثر السلبي البالغ لدى رئيس المجلس، فعَبّر عن امتعاض واضح بقوله: “لا أستطيع، أمام هذا الوضع، الّا أن أكون أكثر من مستاء الى حد الغضب. أصبح الوضع لا يُحتمل، ولا يجوز ابداً ان نُكمل بهذه الطريقة. البلد يسقط من بين أيدينا، وكثيرون يتفرّجون على هذا السقوط. مع الأسف، لم يعد ينفع الكلام، لأن ليس هناك من يسمع”.

ويضيف بري: ما يبعث على الشعور بالضيق والاستياء هو “اننا صرنا في آخر الطريق، ووصلت “اللقمة” الى الفم، ولكنهم أبعدوها في آخر لحظة. أمّا لماذا؟ فلا أعرف. هذا الوضع يحتاج الى تعقّل، والامور لا تُحلّ بالنكايات والكيديات وبشَخصنة الامور. يجب ان نتحلى بالمسؤولية ونوقِف هدر الوقت”.

دعم سنّي للحريري

وكتب موقع سفير الشمال “اللافت أن هذا التحدي بين حزب الله والحريري، يتجه لأن يدفع ثمنه رئيس الجمهورية، ومن ورائه الوزير جبران باسيل الذي عمل طيلة المئتي يوم من أجل الحصول على الثلث المعطل في الحكومة، وبذل لذلك أقصى ما يمكن من جهد ومن معارضة، قبل أن يكتشف أن “ما كل ما يتمناه المرء يدركه”، وأن حصوله على هذا الثلث مرفوض من كل التيارات السياسية بمن فيهم حزب الله ولو لم يفصح عن ذلك، إضافة الى الرئيس نبيه بري، والحزب التقدمي الاشتراكي، والقوات اللبنانية، وحتى أعضاء اللقاء التشاوري حيث عبر النائب جهاد الصمد أكثر من مرة عن هذا الرفض، وبطبيعة الحال الرئيس سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقين الذين يدعمون مهمته وفي مقدمتهم الرئيس نجيب ميقاتي الذي يشكل خط الدفاع الأول عن صلاحيات رئيس الحكومة وهيبة الموقع السني، علما أن حصول الوزير باسيل على الثلث المعطل سيجعله شريكا لرئيس الحكومة، أو رئيس حكومة ظل يمتلك نصاب إنعقاد الجلسات وتعطيلها وحتى إستقالة الحكومة، فضلا عن التحكم بالتصويت على كل القرارات، في ذلك أكبر إساءة لموقع رئيس الحكومة الذي سيجد نفسه عاجزا عن قيادة دفة الحكم وهو أمر يرفضه رؤساء الحكومات السابقين ومن ورائهم الشارع السني برمته الذي تتنامى مخاوفه من القضم المستمر الذي يتعرض له إتفاق الطائف، ومن الأعراف التي تحل بدلا من النصوص”.

السابق
المزارع أحمد الصوص: تحوّلنا الى زراعة الموز بسبب كساد الحمضيات
التالي
«سوشي بالذهب»… طبق يثير جدلا في الخليج