الإعلام اللبناني: مع الجيش.. حسب هوية المعتدي عليه!

حي الشراونة
هذا الحدث الأمني الكبير، لم يحظ من الإعلام المرئي اللبناني بأي "دقيقة هوا"، بحيث اكتفت المحطات المختلفة بنقل الخبر بشكل وجيز، إضافة إلى إذاعة بيان الجيش.

تشهد منطقة بعلبك وخصوصاً حي الشراونة في الفترة الأخيرة، مواجهات بين الجيش اللبناني ومطلوبين، وكان آخرها تعرض دورية للجيش مساء أمس لإطلاق نار أثناء مرورها في الحي تزامناً مع تعرض مركز تابع للجيش في حي الشراونة ومركز المطربة في بلدة القصر – الهرمل لإطلاق نار أيضاً، ما أدى إلى استشهاد الجندي رؤوف حسن يزبك وإصابة ثلاثة عسكريين آخرين.

هذا الحدث الأمني الكبير، لم يحظ من الإعلام المرئي اللبناني بأي “دقيقة هوا”، بحيث اكتفت المحطات المختلفة بنقل الخبر بشكل وجيز، إضافة إلى إذاعة بيان الجيش. هذه المحطات منها من يفتح الهواء لساعات على إثر أي حدث مشابه في مناطق غير بعلبك الهرمل، وإن كان لا مثيل لهذا الحدث على الأراضي اللبنانية كافة.

المحطات التي تتغنى ليلاً نهاراً بالجيش، لم تلتفت للكمين الذي نتج عنه شهيداً، لكنها غطت “مسرحية وئام وهاب” ضد المعلومات بحذافيرها، ونام مراسلوها لأيام في عرسال بهدف نقل وقائع المنطقة “الإرهابية” الخارجة عن القانون بحسب رأيهم، وخاطرت بكل ما تملك لنقل أحداث عبرا مع مجموعة أحمد الأسير، فهل هناك “مطلوبين بسمنة ومطلوبين بزيت”؟

اقرأ أيضاً: أين رئيس الجمهورية من مخاطر تأجيل تأليف الحكومة؟

في هذا الإطار، قال النائب عن كتلة المستقبل بكر الحجيري، في حديث لجنوبية، أنه عند أي حادث بسيط في عرسال كانت بعض وسائل الإعلام “تقيم الدنيي وما تقعدها”، وكان لدينا موقف من هذه الوسائل وما زال.

وأضاف: “على الرغم من كل ذلك، لم نتعاطى يوماً مع القوى الأمنية إلا بكامل الإحترام، سواء كانوا قوى أمن داخلي أو قوى الجيش، على عكس ما يحصل اليوم في الشراونة”.

وشدد على أن ما يحصل حالياً هو “أمر مدان من البداية للنهاية، ولا يجب السكوت عنه لا من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون، ولا قائد الجيش جوزف عون”.

وقال: “إن تعرض الجيش لاعتداءات في بعلبك، وما حصل من قبل وئام وهاب مؤخراً من تعد على مؤسسة الأمن الداخلي وشعبة المعلومات، من شأنه أن يودي بالبلد الى مكان مجهول، وبالتالي يجب أخذ مواقف جدية حيال الأمر، وعدم الوقوف عند تغطية وسائل إعلامية للأمر أو عدمه”.

وعن الإعلام الذي يغيب عن بعلبك اليوم ويركز على عرسال وغيرها، قال الحجيري: “هؤلاء مركز الوساخة في هذا البلد، ومركز التآمر على البلد وعلى القوى الأمنية”.

وأضاف: “من الآخر لمين تابعين؟، كل مركز لهم هو مركز عمليات إقليمية”.

وعلى تويتر، استغرب الكثير من الناشطين الغياب الإعلامي عن المشهد في بعلبك، فكتب المحامي نبيل الحلبي: “حرب حقيقية في كوكب بعلبك وبقالات الإعلام المأجورة لا حس ولا خبر”.

ورد الناشط بلال مواس على مديرة الأخبار في محطة الجديد مريم البسام على تغريدة ساخرة لها كتبت فيها: “قال لها مغازلاً الحلزونة يما الحلزونة”، حيث كتب مواس في رده: “الحلزونة يمّا الحلزونة، خبريني يمّا يا حلزونة، الحلزونة اشتغلت فمجال التحرير، مجال التحرير، كانت بتكره طرابلس، وحالفة يمين، على طرابلس، تفضل تهوهو، وعالشراونو، تعمل سنونو، ضربوا الجيش، وقصفوا الجيش، وهي ساكتة، كأنه ما فيش، لأنها خايفة على أكل العيش .. أكل العيش”.

وفي حديث لجنوبية، علق مواس قائلاً: “الفكرة الأساسة لا تكمن بالسؤال حول لماذا الإعلام نقل حدث معين ولم ينقل آخر، ولكن هذا الأمر إن دل على شيئ فهو يدل على أن الإعلام القائم ليس إعلاما صادقا ومنصفا، ولا ينقل الصورة كاملة بل ينقل ما يناسبه”.

وأضاف: “من يحب الجيش عليه أن يحبه في كل الأوقات، وكائناً من كان المعتدي عليه، ولكن الإختيار بحسب من هو المعتدي على الجيش يطعن بمصداقية المؤسسة”.

وقال ساخراً: “لماذا لم تلبس سمر أبو خليل اليوم بدلة الجيش؟ لماذا لم يقطعوا البث لينقلوا ما يحدث في بعلبك ويقولوا إن مجموعة إرهابية تعتدي على الجيش؟ ولماذا التعامل مع الخبر الحالي اليوم كون المعتدين خارجين عن القانون فقط وليسوا إرهابا؟

اقرأ أيضاً: واقعة الجاهلية: حرب على الحكومة والقضاء

وأردف: “أهم أسباب التنافر الحاصل اليوم بين الشباب السني الملتزم وبين الجيش، هو هذا الإعلام المحرض، في حين أن الأطراف الأخرى التي تحاضر بحب الجيش كالتيار العوني، نرى نائبه حكمت ديب يمسك بعصا ويتعرض للجيش، وكحزب الله الذي يقول إن الجيش أولاً، ومن ثم نراه يضحي بشهداء الجيش ويرسل الإرهابيين بالباصات الخاصة به”.

إن لكل مؤسسة إعلامية الحق في رسم سياستها التحريرية، لكن الإزدواجية في التعامل وخصوصاً بموضوع جامع كدعم الجيش اللبناني، لا يمكن حصره فقط بحسب الجهة المقابلة للجيش، أو المنطقة وما تمثله من وضع سياسي وطائفي.

وكي لا نستعرض الماضي البعيد، هل الراحل محمد بو ذياب الذي قتل نتيجة سلاح وئام وهاب الخارج عن إطار الدولة، أهم إعلامياً من الجندي الشهيد رؤوف يزبك؟ وهل يا ترى سنشهد على تغطية جنازته من الألف الى الياء؟ أم أن المصالح و”الرايتينغ” لا يسمحان بذلك؟

السابق
تسليم «الهبة الروسية» إلى وزارة الداخلية
التالي
أحداث «الضفة» تكشف مأزق حماس واتفاقها المذل في غزة