«خان الافرنج».. لمحة تاريخية

خان الافرنج

في احتفال أقيم في خان الافرنج في 15 ايار 2002، أعلن أن الخان سيتحول إلى مركز لبناني فرنسي للتراث والثقافة الاوروبية المتوسطية العربية ويكون منطلقا للحوار والثقافة الاوروبية المتوسطية وللتأكيد على عمق التواصل الثقافي والتاريخي بين لبنان وفرنسا.

لمحة تاريخية
وخان الافرنج بناه الامير فخر الدين الثاني اواخر القرن السادس عشر من الحجارة الرملية، وهو مؤلف من طابقين و24 غرفة وقاعة كبيرة، له بابان فيهما مسامير حديدية ضخمة، الاول يطل على جانب البحر والآخر يؤدي الى باب السراي في صيدا القديمة. يتوسط الخان بهو داخلي فيه حوض ماء فسيح واشجار، وقد جرى تدمير الحوض خلال الاجتياح الاسرائيلي عام 1982.
في الطابق الارضي إسطبل للخيول وغرف واسعة كانت مكاتب للتجار و مستودعات للبضائع. والطابق الأعلى استعمله التجار الغربيون لنومهم وإستراحتهم. وفي الخان سلمان حجريان يؤديان الى السطح حيث كان التجار يصعدون ليقضوا ليالي الصيف يتأملون البحر ويستنشقون الهواء المنعش.

اقرأ أيضاً: ما هي «كفرناحوم»؟

بعد بنائه، قدمه الامير فخر الدين الثاني للفرنسيين ليكون مركزا تجاريا لهم. وبعد تملكه من الفرنسيين، استعمل مقرا للقنصل الفرنسي في صيدا، وتحول الى ثكنة عسكرية اثناء حملة بونابرت على مصر، ثم الى مدرسة للراهبات. وصفه الشاعر الفرنسي جيراردي نرفال بأنه أهم بناء في صيدا بل في كل بلاد الشام ورأى عدد كبير من الرحالة أن ضخامته تدل على وفرة البضائع التي كانت اشبه بمستودع لكل بضائع الساحل.
رممته الدولة الفرنسية عام 1809، لكنه تعرض لزلزال عام 1838 فجرى ترميمه للمرة الثانية.
وعام 1982 وبسبب الاجتياح الاسرائيلي تصدعت بعض جدرانه فرممته مؤسسة الحريري واهلته بموجب اتفاق مع الدولة الفرنسية وتحول منذ عام 1997 الى مركز ثقافي وفني.

الوضع الحالي
تقول مسؤولة خان الافرنج من قبل مؤسسة الحريري تهاني سنتينا: “بموجب الاتفاق مع الدولة الفرنسية، حولته المؤسسة الى مركز ثقافي وفني، تنظم فيه الكثير من الفعاليات”.

نشاط رمضاني
وتضيف سنتينا: “يشكل شهر رمضان حجر الزاوية في النشاط المتنوع في الخان، فمثلا العام الماضي نظمنا 12 ليلة رمضانية جمعت نشاطا فلكلوريا، تراثيا، فنيا ودينيا. بالاضافة الى تنظيم سهرات يومية على سطح الخان خلال شهر رمضان”.

ايام صيدا الميلادية
وفي فترة عيد الميلاد توضح سنتينا: “نظمنا في الخان معارض ارتيزانا واعمال حرفية بمناسبة ليالي صيدا الميلادية وهذا نشاط يبدو ان مؤسسة الحريري ستدأب على تكراره سنويا “.

نشاط متنوع ومختلف
وتزيد سنتينا: “شهد خان الافرنج لقاءا للصيداويين المقيمين في العاصمة بيروت، للتعرف على مدينتهم، وتنظيم زيارات دورية لها وخصوصا البلد القديمة. كما شهد اجتماعات لروابط عائلية صيداوية”. وتشير سنتينا: “كذلك استضفنا في الخان ورش عمل لتجمع رجال الاعمال الصيداويين وعقدت مؤتمرات طبية مختلفة ايضا”.

مركزا لنشاط مناطقي
وخلال الاعوام الفائتة نظمت ادارة الخان نشاطا تحت عنوان “سوق الارض” اذ استضاف جمعيات وهيئات وافراد عرضوا منتوجاتهم من تصنيع الزراعة كالانتاج البيئي او التعاوني. وهذه الهيئات لا تقتصر على منطقة صيدا، بل تشمل الجنوب والجبل.
وتشير سنتينا الى نشاط مشترك مع المركز الثقافي الفرنسي: “اقمنا حفلا موسيقيا مع المركز الثقافي الالماني بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي. كذلك نظمنا معرضا لصور التقطها فنانون من الاورغواي بالتعاون مع السفارة الاورغوانية والمركز الثقافي الفرنسي بالاضافة الى نشاط متنوع مع الفرنسيين”.
وتذكر سنتينا معارض الطوابع التي نظمها الصيداوي شفيق طالب “في ذكرى نكبة فلسطين نظمنا معرضا للطوابع التي اصدرت بهذه المناسبة، ومعرضا آخر للطوابع التركية التي صدرت خلال الفترة العثمانية”.
وتختم سنتينا: “لا يقتصر نشاط الخان على مؤسستنا، مؤسسة الحريري، بل تحول الى مركز لنشاط جمعيات اخرى، فان اية جمعية اهلية تستطيع استخدام قاعات الخان في نشاطاتها العامة كإقامة المعارض او الاحتفالات المختلفة”. هذا بالاضافة الى الاف السياح الاجانب الذين يزورونه سنويا.

السابق
«بلومبرغ» تلخّص مسيرة «حزب الله» بـ6 نقاط: ما هو الآتي؟
التالي
ذكرى جبران تويني الذي حوّل الصحافة إلى مختبر للقرار السياسي