بين ادوار فيليب وفجور حكام المحاصصة الطائفيين

فجرت السياسة المكرونية الشارع الفرنسي. إدوار فيليب رئيس الوزراء ذهب إلى الجمعية الوطنية ليعلن: “يجب أن تكون أصم وإعمى لكي لا ترى ولا تسمع هذا الغضب”..” لا ضرائب تستحق أن تعرض وحدة الأمة للخطر”..التظاهرات تعبر عن “غضب فرنسا التي تعمل بكدٍ ومشقة”.. حتى ماكرون ارتدى السترة الصفراء وقدم الاعتذار للفرنسيين.. بعدما تقرر إلغاء القوانين الجائرة والتعهد بالعودة إلى الضريبة التصاعدية .
في بلد الأرز الذي تحول رصيف هجرة للشباب، تُرشي الطبقة السياسية الجائعين بـ10 آلاف وظيفة في قطاع عام يشهد تخمة مخيفة فيتفاقم العجز ويزداد الدين، وهدف الرشوة سرقة الأصوات لتأبيد السيطرة على البرلمان، ويجترح وزير سابق عبقري فكرة فرض ضرائب على المتقاعدين أي من عمل 40 سنة لنسرق مجدداً أكثر جهده، ويقترح سارق آخر إلغاء السلسلة وهي خطأ هذه الطبقة السياسية، ومن أعلى الهرم يتم إرسال اقتراحات من نوع رفع عدد الوزراء إلى 32 أو حتى 36 حتى تظبط المحاصصة. ويغضب الحاكم ويهدد فهو وجد الحل بزيادة الوزراء ولم يتم بعد الأخذ به.
في بلد ال 124 مليار $ دولار دين يستمر فجور أهل السلطة الفاسدين. الحاجة لوزارة من 10 أو 12 وزير وما يزيد لا هدف له إلا تمكين الفاسدين من التحكم برقاب الناس، والمطلوب وقف كل رواتب ومخصصات الرؤساء والنواب السابقين، ووقف التعويضات المعيبة لكبار القوم، وخفض رواتب الرؤساء والوزراء والنواب ( هذا ما جرى في أكثر من بلد يحترم فيه الحكام شعبهم) ومخصصات المحظوظين في بعض المؤسسات من مصرف لبنان إلى الانماء والاعمار إلى هيئة النفط ومثلها عشرات الهيئات … واحترام دور الجندي والعسكري في الدفاع عن البلد وأهله وليس في أي عمل آخر.
متى يلتقي الناس، والوجع بات شاملا، في الشارع كما التقوا في الرابع عشر من أذار 2005 وكما نزل أصحاب السترات الصفراء إلى الشانزيليزة.
“كلن يعني كلن”. لا تنغشوا بأحد فهم يجمع بينهم الفساد والتخلي عن السيادة والاستقلال بعدما مزقوا الدستور وشوهوا القوانين.

السابق
لبنان وسط الأنفاق
التالي
حزب القوات اللبنانية ينعي الشاعر الكبير موريس عواد