ضوء أخضر أميركي لحرب إسرائيلية ضد لبنان

يؤكد مراقبون أن احتمال توجيه ضربة ساحقة إلى حزب الله في لبنان هو رهن تبلور الظروف الإقليمية والدولية وفق ما ستؤول إليه أوضاع المنطقة بعد تطوير قواعد الاشتباك مع إيران وتصعيد وتيرة العقوبات وخنقها.

في ظل تصعيد الموقف الأميركي وما شهدته أروقة الدبلوماسية في اليومين الماضيين من تحركات على مستوى مسؤولين رفيعين في الإدارة الأميركية، ترتفع مؤشرات احتمال نشوب حرب على لبنان انطلاقا من معركة الأنفاق، خصوصا بعد زيارة السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد إلى قصر بعبدا، ولقائها رئيس الجمهورية ميشال عون، عل عجل، بالتزامن مع اتصالات عربية وغربية تدعو إلى ضبط النفس وعدم التصعيد.

وكان مستشار الأمن القومي جون بولتون أعلن دعم بلاده بقوة جهود إسرائيل للدفاع عن سيادتها، إثر زيارة مفاجئة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولقائه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بروكسل.

اقرأ أيضاً: هل بدأ تحضير مسرحها في لبنان: ثلاثة خيارات للحرب الاسرائيلية

ميدانيا، تتابع إسرائيل جملة تحضيرات لوجستية وعسكرية على حدودها الشمالية، في إطار عملية “درع الشمال”، حيث أطلقت منطادا مزودا بكاميرات مراقبة من أحد مواقعها العسكرية في خراج بلدة ميس الجبل، وقامت بتثبيت كاميرا أخرى فوق الجدار الإسمنتي الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة، مقابل طريق عام كفركلا، إضافة إلى رفع سواتر ترابية خلف الشريط التقني مقابل متنزهات الوزاني.

من جهة أخرى، يؤكد مراقبون أن احتمال توجيه ضربة ساحقة إلى حزب الله في لبنان هو رهن تبلور الظروف الإقليمية والدولية وفق ما ستؤول إليه أوضاع المنطقة بعد تطوير قواعد الاشتباك مع إيران وتصعيد وتيرة العقوبات وخنقها.

ولعل فرض حظر نفطي على إيران الذي ردّ عليه الرئيس الإيراني حسن روحاني في تموز الماضي بتهديده بإقفال الخليج العربي في وجه تصدير النفط عالميا، قابله اليوم إرسال واشنطن سفناً بحرية أميركية تتقدمها حاملة الطائرات النووية “يو اس اس جون ستينيس” ، وهي سوف تصل في الأيام المقبلة إلى الخليج العربي، حسب تأكيد وسائل إعلام أميركية.

جملة تطورات سياسية وعسكرية تفرض واقع تسخين الجبهات، المرشحة للاشتعال خصوصا في الجنوب اللبناني، وهو ما أكده رئيس المرصد اللبناني للعلاقات الدولية والاستراتيجية وليد عربيد في حديث لجنوبية حيث اعتبر أن ” تطور الأحداث التي شهدناها على الحدود اللبنانية جنوبا، بعد اكتشاف أنفاق زعمت إسرائيل أن حزب الله حفرها لاهداف عسكرية، تستهدف المستعمرات الإسرائيلية الشمالية، يؤكد أن الوضع متوتر خصوصا أن السيد حسن نصرالله قد تطرق إلى ذلك من خلال إعطائه خارطة طريق في حال حصول أي مواجهة عسكرية بين حزب الله والكيان الاسرائيلي”.

اقرأ أيضاً: طبول الحرب على لبنان تقرع…فهل ستكون نووية؟

ورأى عربيد أن “الجديد في الأمر أن المناورات العسكرية في شمال إسرائيل التي كشفت النفق قد تم التحضير لها وتنفيذها بعد فشل العملية العسكرية في قطاع غزة، والتي سببت لإسرائيل نوعا من الخسارة العسكرية إثر المقاومة التي جوبهت بها “.

د. وليد عربيد

وأضاف “كل ذلك يقودنا للقول إن الولايات المتحدة التي تعتبر أن إسرائيل هي حليف إستراتيجي لها في المنطقة، تحاول دعمها في أي حرب مقبلة لها مع حزب الله”.

وختم عربيد “إرسال الولايات المتحدة حاملة الطائرات الى الخليج العربي من أجل القول لإيران إنها سترد بقوة على أي مواجهة عسكرية، كذلك فإن إسرائيل منعت من التزود بالوقود فوق تركيا، وهذا يؤكد أن الولايات المتحدة مستعدة للحرب”.

السابق
ضباب التشاؤم والفساد وصوت الحق المكتوم
التالي
لبنان يستبعد الحرب.. ويتسلح بالمجتمع الدولي