أسباب تمنع حزب الله من الرد على «درع الشمال»

شكلت “عملية درع الشمال” طريقا أمام “حزب الله” للتعامل مع التهديدات الاسرائيلية، لأن اختراقها للحدود قد يجعلها أمام خطر الصواريخ الدقيقة” بحسب الخبير العسكري الاسرائيلي في صحيفة ” يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي.

وأضاف في مقال تحليلي ترجمته “عربي21” أن “هناك عدة أسباب قد تحول دون قيام حزب الله بالرد على إسرائيل، بدايةً، لا تصعيد طالما أن الجيش بصدد كشف الأنفاق وتدميرها ما يحرم الحكومة اللبنانية وحزب الله من الادعاء بأن إسرائيل لا تعمل من داخل الأراضي اللبنانية”، مضيفاً إلى أن” السبب الثاني يكمن في أنه تم حفر الأنفاق داخل اسرائيل بهدوء، وبالتالي اعتقد الحزب بأن اسرائيل لن تستطيع تشخيص هذا الجهد في القريب العاجل مما سيستدعي منه عدة أيام لإجراء تقدير موقف، ومن ثم اتخاذ قرار بشأن العمل أم لا”. وعن السبب الثالث لعدم توقع نشوب الحرب قال “كشف الأنفاق داخل الحدود الإسرائيلية يحرج كثيرا الحكومة اللبنانية وحزب الله، وشركاءهما الإيرانيين في الساحة الدولية، فالحزب لن يبدو مسارعا للرد على العملية الإسرائيلية لأنها قد تجر الوضع لعملية دولية برئاسة الولايات المتحدة وفرنسا من خلال إدانة لبنان، وربما فرض عقوبات عليه”.

اقرأ أيضاً: عملية «درع الشمال» الإسرائيلية تمهد لضربة ضدّ حزب الله

وتابع ” السبب الرابع، ولعله الأهم، أن الحزب إن حاول التشويش على عملية درع الشمال الإسرائيلية من خلال إطلاق عيارات نارية أو قذائف باتجاه إسرائيل، فإن الأخيرة قد تذهب لتوسيع رقعة عمليتها لكل الأراضي اللبنانية من أجل المس بالقدرات الإيرانية لإقامة مصانع لإنتاج الصواريخ الدقيقة، والحزب والإيرانيون يخشون من هذا الوضع”. أمّا الخبير العسكري في هآرتس عاموس هارئيل قال أن “السؤال الذي لا يقل أهمية عن الرد العسكري للحزب من عدمه، يتعلق بالمسار السياسي، فقد تحدث نتنياهو في خطابه الأخير أن إسرائيل أمامها جملة تحديات أمنية، بل وطلب من الجمهور الإسرائيلي إبداء قدر أكبر من التضحية، وها هي عملية درع الشمال تكشف عن واحد من تلك التحديات التي قصدها نتنياهو، ما يتطلب عملا مكثفا ملاصقا له”.

وختم بالقول إن “الأنفاق ليست هي التهديد الأكثر حرجا وخطورة التي توجد على الأجندة اليومية لإسرائيل، فهي تحذر من تبعات المشروع الإيراني لإقامة مصانع أسلحة متطورة لدى حزب الله في لبنان، بعد أن حدث تطوران هامان من قبل روسيا صاحبة القرار في سوريا: أولهما إغلاق الأجواء الجوية أمام سلاح الطيران الإسرائيلي من جهة، ومن جهة أخرى الطلب من إيران تقليص إرسال المزيد من شحنات الأسلحة لحزب الله”.

السابق
الهدف في طهران لا الضاحية
التالي
الحكومة إلى 36 وزيرا و«خوري» لجنوبية: على البعض أن يتواضع لتسهيل التشكيل