سقط «7 أيار الجبل»… نصرالله – سليماني يحضّران لـ«7 إيران الكبير»!

احمد عياش

تعددت الاوصاف التي أطلقت على الحوادث التي شهدها الشوف في نهاية الاسبوع الماضي ،لكن أبرزها وصفها بإنها تحاكي احداث 7 ايار عام 2008 .فهل هي كذلك؟ لكن الثابت في الامر ،أيا كانت أوصافه ، انه يحمل قاسما مشتركا مع ما حدث قبل عشرة اعوام، هو دور “حزب الله” الذي يؤكد انه في قلب احداث لبنان حتى إشعار آخر.في موازاة ذلك، تكشف تقارير ديبلوماسية حديثة ، التي تنشر “النهار” إحداها بالتفصيل، ان مخططا إيرانيا واسع النطاق بدأ تنفيذه على يد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني والامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله من اجل تحضير الجولة الحاسمة في المواجهة الايرانية-الاميركية. فما هي المعطيات حول هذا المخطط؟

اقرأ أيضاً: توقُّع إنهيار كامل للتفاهمات على الحِصص والحقائب

قبل نشر التقرير الديبلوماسي المشار اليه، لا بد من تقييم سريع لما حدث في الايام الاخيرة في الجبل.فعلى الرغم من ان الحدث ما زال يتداعى حتى الان ، تقول مصادر وزارية في حكومة تصريف الاعمال ل”النهار” ان رعاة التنظيم المسلح للوزير السابق وئام وهاب فوجئوا بحجم ردة فعل الجبل بقيادة الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط بالتزامن مع القرار السياسي والقضائي الذي تحرّك بحزم لقطع دابر ما كان يحاك في المنطقة تحت ستار مذهبي إنكشف سريعا.وتستعيد المصادر واقعة 7 ايار عام 2008 فتقول:”في ذلك التاريخ كان جنبلاط بطل التصدي لشبكة إتصالات حزب الله في بيروت وكاميرا المراقبة في المطار، لكنه أخفق مع الحكومة في ذلك الوقت في هذه المواجهة ،ما أطلق حملة عسكرية وصفها الامين العام ل”حزب الله” ب”اليوم المجيد”.لكن المشهد في الايام الماضية إنقلب على صورة أيار عام 2008 :فشبكة الاتصالات في الجبل ، هو تنظيم مسلح تابع للحزب والذي هو في الوقت نفسه كاميرا مراقبة الزعامة الجنبلاطية .فسقط الوكيل سريعا امام ردة فعل البيئة الحاضنة ولم يكن بإمكان الاصيل(حزب الله) أن يغيّر المعادلة كما فعل في بيروت عام 2008″.
العقوبات في تقرير
ماذا في الصورة الاشمل من معطيات؟ في تقرير وصل قبل ايام الى بعض الدوائر الرسمية تقرير ديبلوماسي أظهر حجم المصاعب التي بدأت تضيّق الخناق على النظام في إيران بسبب الدفعة الاخيرة من العقوبات الاميركية ما يستوجب قراءة الآتية بتمعن:” بدأ في الخامس من تشرين الثاني الماضي الحظر الأميركي على مبيعات النفط الإيرانية. وتطال العقوبات الجديدة شركات النقل البحري الإيرانية، وشركات تشغيل المرافئ، التي سيُحظر عليها الإستفادة من التمويل الدولي والتعامل مع شركات التأمين.
تمثّل العقوبات تحدياً حيوياً لبلد يؤمّن النفط ومشتقاته ٨٩ بالمئة من موارده من
النقد الأجنبي، وثُلثي إيرادات ميزانيته.

حتى قبل بدء المرحلة الثانية من العقوبات، فإن تأثير المرحلة الأولى التي أعقبت
إنسحاب الولايات المتحدة من الإتفاقية النووية في شهرأيار ٢٠١٨ كان حاداً.
ففي نهاية شهر أيلول، وصلت صادرات النفط الخام والمكثّفات الإيرانية إلى أدنى مستوى لها منذ مطلع ٢٠١٦: ١،٧ مليون برميل في اليوم، بانخفاض ٤٠ بالمئة عن المستوى المرتفع جداً الذي سجّلته في شهر نيسان ، وهو 8و2 مليون برميل في اليوم.
ستؤدي العقوبات الجديدة إلى تسريع تراجع الصادرات، ولا يستبعد بعض الخبراء أن تنخفض الصادرات الإيرانية قريباً جداً إلى مستواها قبل العام ٢٠١٥، أي إلى مليون برميل في اليوم. وفي هذا الإطار، فإن النموالإقتصادي في إيران لن يتجاوز ١،٥ بالمئة في ٢٠١٨ ،مقارنة مع ٤،٣ بالمئة في ٢٠١٧ ، قبل أن ينكمش بنسبة ناقص ٣،٦ بالمئة في سنة ٢٠١٩.

للتذكير: كان الناتج الإجمالي القائم في إيران قد سجّل قفزة إيجابية بنسبة ١٢،٥
بالمئة في العام ٢٠١٦ بعد رفع العقوبات الدولية على إيران.
انعكس تدهور الإقتصاد على « الريال »، الذي فقد ٧٥ بالمئة من قيمته خلال ٦
أشهر الأخيرة. ومع أن السعر الرسمي يظل ٤٢،٠٠٠ ريال للدولار، فإن السعر
الحقيقي هو ١٤٠،٠٠٠ ريال للدولار، بعد وصوله إلى 1٩٠،٠٠٠
ريال للدولار في آخر أيلول.
وهذا ما يعزز المضاربات على أسعار الذهب والعملات (أصدرت المحاكم أحكاماً بالإعدام ضد ٢ من كبار تجار الذهب والعملات).

بعد وصول التضخم إلى ٤٥ بالمئة في عهد احمدي نجاد ، فقد نجحت حكومة روحاني في خفضه إلى ١٠ بالمئة في مطلع ٢٠١٨. ولكن
التضخّم عاد للإرتفاع، ليصل إلى ٢٤،٢ بالمئة في آب و٣١،٤ بالمئة في أيلول.

أدى التضخّم إلى انفجار المظاهرات من الطبقات العمالية، التي تجد صعوبة في فهم السياسة الخارجية المُكلفة للنظام في سوريا واليمن، في حين تتدهور الأحوال
المعيشية في إيران نفسها.

ستكون مرحلة العقوبات الجديدة حاسمة بالنسبة للحكوم لأنه، إذا ما وضعنا جانباً
المشاريع القليلة المستمرة مع الصين، فإن كل خطط إنعاش قطاع النفط والغاز
(من التنقيب إلى التكرير والمصافي والنقل)، التي ركّزت عليها الدعاية الرسمية منذ اتفاقية ٢٠١٥، باتت الآن ” مؤجّلة إلى أجل غير مسمى “.
ماذا يستفاد من هذا التقرير؟في رأي المصادر الديبلوماسية صاحبة التقرير ان النظام الايراني بدأ يعدّ العدة للرد على محاولة خنقه داخل حدود إيران من خلال إستخدام اوراق القوة في المنطقة.ومرة أخرى وقع الاختيار على لبنان الذي يمثل من خلال “حزب الله” حجر الرحى للنفوذ الايراني خارجيا.وبناء على هذا التوجه باشرت طهران تنفيذ مخطط قوامه تعزيز حضور الحرس الثوري مجددا في الجنوب السوري ، من بينه إعطاء هويات سورية لعناصره الذين يجري تسريبهم الى المنطق.أما في الشق اللبناني من المخطط فيقضي منع تطبيع الاوضاع في هذا البلد بدءا من تشكيل حكومة جديدة تحضيرا لمرحلة الامساك بزمام القيادة الكاملة عند يقع النزال الاميركي-الايراني الكبير.
في خلاصة المعطيات حتى الان:ما جرى الاسبوع الماضي هو عينة من 7 أيار الايراني الكبير الذي يجري الاعداد له على قدم وساق!

السابق
«التجمع من أجل السيادة»: لتطبيق القرارات الدولية لحماية لبنان من حرب إسرائيلية جديدة
التالي
قبل الإجراء العسكري.. اجتماع نتنياهو – بومبيو تحذير لإيران ولبنان؟!