ملاحظتان لافتتان حول أحدث الهجمات الكيماوية في سوريا

مجزرة الكيماوي في سوريا

1- النكوص الفجائي لإعلام النظام السوري وحلفائه عن معزوفة: “التحضير لمسرحية كيماوية جديدة” – – التي راجت كثيرا بعد الهجوم الكيماوي على دوما في وقت سابق من هذا العام- مع ما يعنيه ذلك من عدم وجود هجمة كيماوية أصلا، وتاليا عدم وجود ضحايا، وأن ما يصور كله تمثيل.. واعتماد النظام رواية جديدة تتحدث عن هجمة كيماوية حقيقية شنتها المعارضة. علما أن “المسرحيات الكيماوية” السابقة أدت إلى وفيات لا يمكن إنكارها في حين أن الهجوم الكيماوي الأخير على حيين في حلب تحت سيطرة النظام؛ لم يوقع أي ضحية، واقتصر الامر على حالات اختناق.

2- ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها النظام السوري عن هجوم كيماوي على مناطق سيطرته؛ فقد سبق للنظام أن اتهم المعارضة بالمسؤولية عن هجوم بلدة خان العسل في آذار/مارس 2013، لكن تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أشار إلى أن العوامل الكيميائية المستخدمة في هجوم خان العسل تحمل “نفس السمات الفريدة” المستخدمة في هجمات الغوطة 2013، في إشارة ضمنية إلى مسؤولية النظام السوري عن الهجوم(شباط/فبراير 2014).

قبل الاتفاق التركي- الروسي في سوتشي في أيلول/سبتمبر الماضي؛ روّج الروس لهجمة كيماوية يتم التحضير لها من قبل الفصائل المسلحة في إدلب؛ من باب تسويغهم هجوما دمويا على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري في الشمال.

بعد الاتفاق؛ ترك الروس للنظام السوري والميليشيات الإيرانية هامش مشاغبة محدود؛ يمكن الاستفادة منه عندما يستنفذ اتفاق سوتشي أغراضه. يدخل في هذا الإطار؛ الخروقات المتكررة للاتفاق، وصولاً إلى الهجوم الكيماوي الأخير على حلب، ومن ثم قصف الطائرات الروسية لمواقع في إدلب للمرة الأولى.

السابق
أزمة “سنة حزب الله” من التعقيد إلى التعجيز
التالي
وئام وهاب و الـ Rate