ليلة «حزب الله» في الجبل؟

ماذا وراء العراضة العسكرية التي نفذها “حزب الله” تحت ستار ميليشيا “سرايا المقاومة ليل الخميس –الجمعة في الشطر الشوفي من جبل لبنان؟

لمجرد طرح هذا السؤال، بناء على شهادات مواطنين في المنطقة ،يثير تساؤلات ممزوجة بالقلق لجهة الغاية التي يسعى اليها الحزب من وراء هذا التحرّك الذي أثار ردة فعل أعادت الى الاذهان احداث 7 ايار 2008 المشؤومة !

ما صدر عن مديرية التوجيه في  قيادة الجيش من بيان في الساعات الماضية سلط الاضواء عما جرى في الشوف.وفي المعلومات التي إستقتها “النهار” من شهود عيان،أن  رتلا يضم عشرات السيارات رباعية الدفع (قدّرها الجيش ب 25 سيارة) نقلت عناصر مسلحة من الساحل الجنوبي نحو اعالي الشوف.وأدى مرور الرتل في بلدات وقرى شوفية ، وفي مقدمها بلدة المختارة مقر الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط ، الى إثارة لغط حول هذا التحرّك الذي رافقته أنباء لم تتأكد حول توزيع أسلحة على مناصري تشكيل “سرايا المقاومة”.
اقرا ايضا: شعبة المعلومات تستدعي وهاب للتحقيق.. فما هو المسار

وقد إنتهى الامر بهذه العراضة الى حرج يقع بين بلدتيّ معاصر الشوف والباروك في إعالي الشوف.وجرت مفاوضات إنتهت فجر الجمعة الى تأمين إنسحاب الرتل في إتجاه البقاع عبر كفريا بمواكبة من الجيش وعدم عودته عبر الطريق نفسه الذي سلكه الرتل من الساحل الى مرتفعات الشوف.وعلم ان جنبلاط وافق على هذه الخاتمة منعا لوقوع إشكالات وما تحمله من احتمالات غير محمودة.

في أي حال، وأيا يكن حجم التحرّك لجماعة “حزب الله” في المنطقة، أكدت وفق مراقبين الى  خلق إضطراب قد يفضي الى احداث دامية.من ناحيتها ،أحالت اوساط جنبلاطية هذا الاضطراب على النظام السوري، كما أشار الى ذلك جنبلاط في تغريدته  التي شجب فيها حملة وهاب على الرئيس سعد الحريري  ، وقوله ” إن هذا الكلام يذكرنا بالكلام والتحريض العبثي للبعث السوري منذ سنوات وما نتج عنه من مآس بحق اللبنانيين”. لكن هؤلاء المراقبين لفتوا الى ان امكانات وهاب وسائر القوى المعارضة للنفوذ الاشتراكي في الجبل تتلقى دعما مهما من “حزب الله” .

في ضوء هذه المعطيات، يمكن الان فهم ردة فعل جنبلاط وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن على الحملة التي طاولت ليس الرئيس المكلف ،بل شملت ايضا الرئيس الشهيد رفيق الحريري.لكن ما لا يمكن فهمه إيحاء “حزب الله” انه بعيد عن هذه الحملة وذلك لإستمرار الدعم الذي يقدمه الحزب لجماعة الحملة وسط معلومات ان هذا الدعم تزايد في الاسابيع الاخيرة.

ماذا يخفي “حزب الله” في جعبته التي أخرج منها حتى الان ورقة التوزير السنّي والحملة من الوسط الدرزي؟

من المؤكد ان مسلسل الضغوط التي يمارسها الحزب لن تتوقف إذا جرى وضعه في إطار أحداث المنطقة.ان ليلة “حزب الله” الشوفيه ،هي فصل في فيلم إيراني طويل!

السابق
محمد المشنوق: على النواب الستة التراجع ووقف المسرحية
التالي
وليد البعريني: كل المكونات اللبنانية يجب أن يكون لديها آلية للتفاهم