الغارات الإسرائيلية على سوريا تتواصل فما جدوى منظومة الأس 300؟

اس300
تجدد الغارات الإسرائيلية فوق سوريا و استهداف القواعد الإيرانية وتلك التابعة لحزب الله هي الهدف الأول، يطرح سؤالاً حول صواريخ أس 300 الروسية التي تسلمها الجيش السوري قبل شهرين، ولماذا لم تواجه الطائرات العدوة المغيرة وتسقطها؟

استأنفت إسرائيل غاراتها في سوريا على الرغم من تسلّم الأخيرة منظومة صواريخ أس300 الحديثة المضادة للطائرت من روسيا، فقد تعرضت مواقع في محيط العاصمة دمشق وفي الجنوب السوري لهجوم إسرائيلي استهدف مركزا للاتصالات والدعم اللوجستي تابعا لحزب الله وإيران بالقرب من الحدود مع إسرائيل، إلى جانب مخزن للصواريخ قريب من الحدود اللبنانية، كما طال القصف اللواء 90 في الجيش السوري في محافظة القنيطرة.

يُذكر أن روسيا سلّمت قوات النظام السوري منظومة صواريخ أس300، إثر سقوط طائرة المراقبة “il 20” الروسية والتي كان على متنها 14 ضابطا وجنديا قتلوا جميعاً في 17 أيلول الماضي، من قبل الدفاعات الجوية السورية عن طريق الخطأ لحظة الهجوم الإسرائيلي الجوّي على ثلاثة مواقع تقنية ومراكز أبحاث تابعة للنظام السوري في اللاذقية، وحمّلت موسكو حينها تل أبيب مسؤولية الحادث.

اقرأ أيضاً: أزمة صواريخ أس 300… هل تتسبب بحرب عالمية؟

إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد في الـ 19 من الشهر الحالي على مواصلة العمليات العسكرية داخل سوريا، موضحاً أن روسيا غير قادرة بمفردها على إخراج القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها من سوريا، وبذلك، فقد أثبت هجوم أمس أن حق إسرائيل بضرب الأهداف الإيرانية في سوريا ما زال متاحا ومعترفا به من قبل روسيا والعالم أجمع.

العميد الركن الدكتور هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، استبعد قيام الطائرات الإسرائيلية بالغارة، مؤكدا أن الهجوم تم من خلال صواريخ بعيدة المدى أطلقت من إسرائيل، وقال في اتصال مع “جنوبية” أنه “على الأرجح لن تتجرأ إسرائيل على دخول الأجواء السورية بعد الإشكال الذي وقع مع موسكو، وقد التزمت 75 يوما بهذا القرار، خصوصاً بعد إبرام اتفاقية الجنوب السوري، وموافقة كل الأطراف ومنها واشنطن على إعادة سيطرة الجيش السوري في الجولان المحتل”.

العميد الدكتور هشام جابر

وأضاف جابر “لكن الطرف الإسرائيلي لا يريد أن يلعب دور المتفرج خصوصاً بعد فشله في مساعدة المجموعات المسلحة في الجنوب السوري، بحيث اجبر على التخلي على عنها، كما فشل في إقامة حزام أمني على غرار ما حصل في جنوب لبنان، ومؤخرا تم منعه من دخول الأجواء السورية”.

عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب وهبي قاطيشا، اعتبر أنه “على الرغم من الغموض الذي يحيط بعملية الأمس، إلا أن هناك قوانين تضبط المواجهات بين كافة الأطراف الفاعلة في سوريا ويتقيد بها الجميع، أما ما حصل بالأمس فيمكن القول إنه جرى بالفعل التصدي من خلال منظومة إس300 ولكنه لم يكن فعالا ، وروسيا ليس لها مصلحة بإعلان عملية الرد”.

إلا أن مراقبين يضعون هذا الاستهداف في إطار معادلة جديدة قديمة اتُفق عليها بين موسكو وتل أبيب، إذ يبدو أن إسرائيل عادت لتبلغ روسيا بالأمكنة المستهدفة قبل ساعات، من أجل إتاحة الوقت أمامها لإبطال عمل منظوماتها الدفاعية ومنها أس 300، فينفذ سلاح الجو الاسرائيلي مهامه أمام أعين الجيش السوري العاجز هو وحزب الله عن القيام بأي ردّ.

وهبي قاطيشا

كما أن عودة إسرائيل التي لم تغب عن مسرح العمليات العسكرية في سوريا إلا لفترة محدودة مع بقاء أجهزة الرصد المخابراتي والعسكري، تتزامن مع حديث حول ضربة أميركية وشيكة ومحدودة وموجعة ينجم عنها تصفيات لقيادات عسكرية وأمنية لإيران وحزب الله في سوريا ولبنان، وذلك من دون السماح لطهران بالدخول في مواجهة واسعة أو افتعال حرب.

في حين يرى العميد هشام جابر أن “التطور العسكري بالأمس له أسباب عديدة، أوّلها رسالة من نتنياهو للرأي العام والداخل الاسرائيلي بعدم تراجع إسرائيل أو خسارتها، وبأنها لم تُلجم ولا تزال يقظة وبإمكانها الردّ إذا استلزم الأمر، كذلك هي رسالة لمن يهمه الأمر حول فعالية وجودها في سوريا”.

اقرأ أيضاً: صواريخ أس 300 البعيدة المدى تهدد سلامة الطيران المدني فوق سوريا ولبنان

كما اعتبر جابر وحسب معلوماته، أن” العدوان الإسرائيلي بالأمس، كان متوقعا ولكن ما لم يكن في الحسبان هو الرد السوري وكان أكثر قوة حيث أسقطت جميع الصواريخ المعادية، إضافة إلى إطلاق القوات السورية صواريخ أرض- أرض باتجاه مواقع المراقبة الإسرائيلية في جبل الشيخ “.

ربما يكون المضحك المبكي أن أوساط حزب الله تتفاخر على وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للأخبار التي تفيد أن روسيا تبلّغ جماعة النظام السوري قبل دقائق من موعد الغارة لكي تتيح لهم الفرار ولكنها تتجنب مواقعهم خوفا منهم، وفاتهم أن الأجواء السورية مفتوحة أمام إسرائيل التي تستطيع ضرب مواقعهم في أية ساعة، أما إزهاق أرواح عناصر حزب الله فهو ما لا تريده إسرائيل حاليا، فهم يقاتلون بشراسة إلى جانب النظام السوري ولا يطلقون رصاصة واحدة باتجاه العدو الإسرائيلي.

السابق
استنفار مسلح في الجبل ووليد جنبلاط يشتم رائحة C4 في الأجواء
التالي
مداهمات الجيش لعرسال.. أمنية أو سياسية؟