أفكار باسيلية لحل العقدة.. والمستقبل يجدد رفضه توزير سنة 8 آذار

جبران باسيل وسعد الحريري
تشير مصادر متابعة أن ثلاث أفكار بقيت بعدما تم التباحث فيها بين الرئيس بري والوزير باسيل، وقد اتفق الطرفان على أن يتابع باسيل جولته بشأنها مع الرئيس المكلف والمعنيين.

يبدو أن حركة الوزير جبران باسيل وسعيه لحل عقدة “سنة حزب الله” تحاول كسر الجمود الحكومي الذي يسيطر على المشهد، خصوصاً مع تشديد الرئيس سعد الحريري على رفض توزير النواب الستة وعدم تلبية مطلبهم بلقائه وتأكيده على عدم التراجع عن موقفه.

وقد كان لافتاً ما كشفه رئيس مجلس النواب نبيه بري عن وجود محاولات جديدة من أجل تأليف الحكومة، معلناً أن الوزير باسيل اقترح عليه 5 افكار، اثنتان منها سقطت، و3 أفكار قابلة للبحث مبدياً استعداده للمساعدة إذا لقي تجاوباً من قبل الجميع، وتحدثت بعض الأوساط عن لقاء مرتقب بين الرئيس المكلف والوزير باسيل في الساعات المقبلة ستبحث هذه الأفكار، ولكن ما هي هذه الطروحات الثلاثة؟

اقرأ أيضاً: هل يحل الرئيس عون العقدة السنية على حسابه

تشير مصادر متابعة أن ثلاث أفكار بقيت بعدما تم التباحث فيها بين الرئيس بري والوزير باسيل، وقد اتفق الطرفان على أن يتابع باسيل جولته بشأنها مع الرئيس المكلف والمعنيين، ويقضي الطرح الأول بإلغاء التبادل في المقاعد الوزارية بين الرئيس الحريري والرئيس ميشال عون، حيث يعطي عون المقعد السني من حصته مقابل استرجاع المقعد المسيحي من الحريري.

ويقضي الطرح الثاني بأن يعطي الحريري المقعد السني الذي كان التزم بإسناده لكتلة الرئيس نجيب ميقاتي، وأن يقبل النواب السنة بأن يتمثلوا بوزير وسطي من خارجهم يرضي جميع الأطراف، إلا أن مصادر مستقبلية متابعة ترى أن “الوزير الذي سيمثل ميقاتي وسطياً أيضاً وممكن أن يلعب هذا الدور”، معتبرة أن “هذا الطرح قد لا يصل إلى نتيجة”.

أما الطرح الثالث الذي أعجب بري بحسب الأوساط المتابعة فيقضي بتوسيع الحكومة لتكون مؤلفة من 32 وزيراً كمخرج بحيث يعطى مقعد الأقليات ” السرياني” لرئيس الجمهورية، ويعطى المقعد “العلوي” لرئيس الحكومة بدلاً من مقعد ميقاتي الذي يعطى لسنة 8 آذار، إلا أن مصادر متابعة أكدت إستحالة قبول بيت الوسط بهذا الطرح في الوقت الحالي.

وتعليقاً على هذه الطروحات أكد عضو “كتلة المستقبل النيابية” النائب “محمد الحجار” في حديث خاص لـ “جنوبية” أن ” تيار المستقبل واضح جداً في موضوع تمثيل السنة المستقلين”.

محمد الحجار

وقال: “هؤلاء النواب لا يمثلون كتلة وبالتالي لا تنطبق عليهم المقاربة التي بنى على أساسها الرئيس الحريري تمثيل الكتل النيابية والتي اتفق عليها مع رئيس الجمهورية”.

أضاف: “لست على علم بتفاصيل هذه الطروحات، ولكن هناك أمران أساسيان، الأول، المادة 53 من الدستور واضحة، من يؤلف الحكومة هو رئيس الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية وأي شيء غير ذلك نحن غير معنيين به”.

وتابع: “الأمر الثاني، هو أن التشكيلة الحكومية كانت جاهزة وكان يفترض أن تخرج في 29 الشهر الماضي، وكان الرئيس نبيه بري ينتظر اتصالاً من القصر الجمهوري ليقدم أسماء وزرائه، إلا أن حزب الله رفض تقديم أسماء وزرائه”.

وشدد على أن “بقاء الوضع على ما هو عليه واستمرار حزب الله بتعطيل تأليف الحكومة سيودي البلد إلى الخراب”.

وإذ اعتبر أن “نواب حزب الله السنة” يرددون مواقف سياسية معروفة للجميع، سأل الحجار: “ما هو معنى لقائهم بالرئيس سعد الحريري إذا كانوا سيرددون المواقف نفسها؟

واستطرد قائلاً: “هؤلاء لا يشكلون كتلة نيابية مسجلة حسب الأصول في المجلس النيابي، والحريري قال إنه سيمثل الكتل الوازنة ويريد حكومة منسجمة ومنتجة تستطيع مواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي يتعرض لها لبنان بمختلف أشكالها”.

وقال الحجار: ” في ظل معايير التي وضعها الرئيس الحريري لنفسه، وبعد استماعه لمطالب الكتل النيابية، كوّن مقاربة تترجم بصيغة معينة وحده يتحمل مسؤوليتها أمام المجلس النيابي، ولذلك فإن هؤلاء النواب الستة لن يتم تمثيلهم”.

اقرأ أيضاً: ما أشبه اليوم بالبارحة!

وأشار إلى أنه “إذا كان حزب الله سيفرض نفسه مشاركاً بتأليف الحكومة فهذا سيستوجب تعديلا ونحن لن نرضى بتعديل الدستور”.

من ناحية أخرى ترى أوساط متابعة أن “عودة الثلث المعطل إلى الواجهة من جديد من شأنه تعقيد الأمور أكثر، فالرسالة التي وجهها سنة حزب الله الستة بالأمس عبر النائب جهاد الصمد ومطالبتهم الوزير باسيل بالتخلي عن حقيبة من الأحد عشر وزيراً لتشكيل الحكومة جعل مشهد العقدة أوضح، وخصوصاً أن تحركات هؤلاء النواب لا يمكن فصلها عن داعمهم الأول ألا وهو حزب الله”، ولفتت المصادر الى أن “حزب الله يستهدف رئاسة الجمهورية بشخص الرئيس عون والعهد وليس فقط الرئيس الحريري”.

انطلاقاً من هذا الواقع المعقد، ورفض “تيار المستقبل” معظم طروحات باسيل، ننتظر اللقاء المرتقب بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل ليبنى على الشيء مقتضاه، ولكن ما أصبح مؤكداً هو رفض بيت الوسط لصيغة الـ 32 وزيراً ليتبقى صيغتين، الأولى إلغاء التبادل بين عون والحريري والثانية صيغة الوزير الوسطي، فهل سيقبل الحريري بأحدهما؟

السابق
مداهمات الجيش لعرسال.. أمنية أو سياسية؟
التالي
عملية الضباب في بعلبك