كذبة المبادئ حينما لا يكون وراءها منافع ومصالح

كل عقيدة أو فكرة تُقَدِّم نفسها للناس بوصفها مبادئ وليس خلفها مصالح ومنافع مادية  فهي من سُلالة الأكاذيب ونطفة الخرافات ومن صَلْصال الأفكار والشعارات الأفيونية الرنانة الطنانة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر: حينما يقول حسن عبد الكريم نصر الله أمين عام حزب ولاية الفقيه في لبنان:
“نحن نعيش بلا كهرباء ولا ماء ولا جامعات ولا مدارس ولا طرقات ولا جسور ولا حدائق ولا مستشفيات لكن لا يمكن أن نعيش بلا كرامة”!
فإذا وضعنا هذا الكلام – (الذي يُسَمِّى بالمبادئ عند رجال الحزب ونسائه) – على طاولة النقاش مُستعينين بالعقل، والقرآن، والواقع الملموس المحسوس وبأحاديث نبوية مأثورة، فهل يبقى “مبادئ” “وكرامة” في المجتمع الذي يفقد الكهرباء، والماء، والدواء ،  والجسور والطرقات، والمستشفيات، والجامعات والمدارس، والحدائق!  ألم يقل الله سبحانه:
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ؟! قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}سورة الأعراف آية (32).

اقرأ أيضاً: الشيخ حسن مشيمش: هل يستطيع حزب الله فعلاً مكافحة الفساد؟

ألم يقل أنبياء الله وأولياؤه:
{إن الفقر مَذَلَّة للنفس، مَدْهَشَة للعقل، جالب للهموم} {القبر خير من الفقر} {يا بُنَيَّ: الفقير حقير لا يُسْمَع كلامه؛ ولا يُعْرَف مقامه؛ إذا كان الفقير صادقاً يُسَمُّونَه كاذباً، وإذا كان زاهداً يُسَمونَه جاهلاً؟! يا بُنَيَّ: من ابْتُلِيَ بالفقر فقد ابْتُلِي بأربع خصال: بالضعف في يقينه، والنقصان في عقله، والرِّقة في دينه، وقِلَّة الحياء في وجهه، فنعوذ بالله من الفقر} {يا بُنَي: إني أخاف عليك الفقر، فاستعذ بالله منه، فإن الفقر مَنْقَصَةٌ للدين، مَدْهَشَةُ للعقل، داعيةٌ للمقت} {وَالفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حُجَّتِهِ، وَالْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِهِ} {الفقر هو الموت الأكبر} {لو كان الفقر رجلا لمزقته إربا} {الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن} {وليس بلد بأحق بك من بلد خير البلاد ما حملك} أليس من بديهيات الدين والعقل والواقع القول: بأن الفقر أخطر مصنع لإنتاج أخطر الأزمات الأخلاقية والإجتماعية والأمنية والنفسية والعصبية والسياسية والفكرية العقلية وبأنه مصدر شلل لعقول البشر فَيُحَوِّلها إلى مخلوقات بهيمية؟
أعتقد بأن المبادئ حينما لا يكون خلفها مصالح ومنافع مادية للناس فهي أكاذيب وشعارات فارغة لا يعتقد بها سوى المجانين المؤمنين العقائديين المُقَلدين الذين يملكون أعظم رصيد في بنك الجهل العالمي.
وفي المقابل إنني أعتقد بأن المصالح والمنافع المادية حينما لا يكون خلفها مبادئ فهي خِسَّة وحقارة ونذالة ورجس من عمل المنافقين الذين إذا حَدَّثوا كذبوا؛ وإذا وعدوا أخلفوا؛ وإذا عاهدوا نكثوا؛ وإذا أُؤْتُمِنوا خانوا؛ فلا غاية لهم بالحياة سوى السعي بشهوة نحو الرُّتَب والرواتب والمناصب والمكاسب والمراكب والنساء والمآكل والملابس والعقارات والڤيلات والمسابح كما هم غارقون بالشهوات والنزوات والرغبات قادة وقيادات حزب اللات.

السابق
«التجمع من أجل السيادة»: لمنع المسّ بالطائف ولعدم تشريع سلاح حزب الله
التالي
ما أشبه اليوم بالبارحة!