أسباب متماثلة وراء رفض الهبات الروسية والإيرانية

أمريكا تسليح الجيش اللبناني
لا تزال قضية الهبة العسكرية الروسية المقدمة إلى الجيش اللبناني تتفاعل، وذلك بعد أن أعلن مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الروسية "جورج شعبان" أنه طلب من وزير الدفاع الروسي تحويل الهبة إلى قوى الأمن الداخلي.

وكشف شعبان أن الرئيس الحريري طلب بالتنسيق مع وزارة الداخلية ومع اللواء عماد عثمان من الجهة الروسية تحويل هذه المساعدة إلى وزارة الداخلية، وذلك بعد أن أعلنت قيادة الجيش عن عدم حاجتها لهذه المساعدة لأن الجيش تخلى عن هذا النوع من السلاح وأصبحت أسلحته أميركية.

والهبة العسكرية الروسية التي كانت مقدمة للبنان هي عبارة عن ملايين الأعيرة النارية لسلاح “الكلاشينكوف”، وقد تم الرفض بذريعة أن الجيش اللبناني يستخدم الأسلحة الغربية لا الشرقية، فكان أن طلب لبنان تحويل الهبة إلى قوى الأمن الداخلي.
وقال شعبان في تصريح تلفزيوني أنه: “في 4 تشرين الاول الماضي وأثناء لقائي مع نائب وزير الدفاع الروسي الفريق أول ألكسندر فومين طلبت منه أنه إذا أمكن تحويل هذه الهبة إلى وزارة الداخلية”.

اقرأ أيضاً: الهبة الروسية بين نفي الحريري وادعاءات الأخبار

أضاف: “عندها قال لي إن هذا الأمر يحتاج إلى قرار رئاسي وهناك صعوبة بتحويلها من وزارة الدفاع اللبنانية إلى وزارة الداخلية اللبنانية، لكنه طلب أن أمنحه بعض الوقت”.
وأكد شعبان أن الروس أبلغوه منذ حوالي عشرة أيام بعدم إمكانية تحويل الهبة الى وزارة الداخلية لأن ذلك يتطلب قراراً رئاسياً من قبل الرئيس فلاديمير بوتين.

وكان الرئيس سعد الحريري نفى في بيان له صحة المعلومات التي نشرتها صحيفة الأخبار حول رفض لبنان الهبة العسكرية الروسية مؤكداً قبول الهبة وتوجيهها للزوم قوى الأمن الداخلي في وزارة الداخلية.

ويجري الحديث داخل أوساط متابعة عن العمل لإيجاد مخرج للقضية وذلك عبر قبول الجيش اللبناني للهبة وتحويلها عن طريق وزارة الدفاع اللبنانية إلى وزارة الداخلية.

وترى مصادر متابعة لـ “جنوبية” أن “قضية الهبة العسكرية الروسية مشابهة لقضية رفض الهبات العسكرية الإيرانية لأسباب سياسية غير خافية”، مشيرة إلى أن “رفض الأسلحة الإيرانية جاء بعد إلغاء السعودية هبة المليارات الثلاثة التي كانت قد قدمتها لدعم الجيش اللبناني وتقويته في وجه الطرف العسكري غير الشرعي في لبنان أي حزب الله”.

وأضافت المصادر: “جميعنا نستذكر الأسباب التي دفعت السعودية إلى تجميد الهبة، فقد سبق ذلك هجوم واسع من قبل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله على المملكة في خطاباته، وتهديده دول الخليج العربي إضافة إلى تدخلات الميدانية في اليمن والبحرين”.

وتابعت المصادر: “بعد تجميد الهبة السعودية أعلنت طهران عن رغبتها في تقديمها هبة عسكرية للجيش اللبناني لمساعدته في مواجهة التمدد الإرهابي في أراضيه كما قالت، وقد أدى رفض لبنان هذه الهبة لاعتبارات سياسية وإقليمية وهو رفض محق بالمناسبة، إلى جولة غضب في خطابات نصرالله استمرت لمدة طويلة”.

اقرأ أيضاً: هبة السلاح الروسي المرفوضة: اختبار فاشل للنفوذ الروسي

وذكرت المصادر بأن “العرض الإيراني حينها كان قبل الاتفاق النووي وقد ترافق مع فترة من العقوبات الأميركية والحصار الاقتصادي لطهران، الأمر الذي ساهم أيضاً في دفع لبنان إلى رفضها، إضافة إلى العلاقات العسكرية التي يتمع بها لبنان مع الولايات المتحدة”.

في خضم ذلك، تفرض علينا هذه القراءات فرض هذا التساؤل، ماذا لو قبل لبنان بالهبة العسكرية الإيرانية حينها، هل كانت الولايات المتحدة الأميركية ستقدم أي مساعدة للجيش اللبناني؟ وفي هذا الاطار لا تستبعد الاوساط المتابعة أن يتناول نصرالله هذه القضية في خطاباته المقبلة لتأزيم الوضع أكثر وخصوصاً في ظل هذا الواقع التعطيلي لبلد يتجه نحو الانهيار الاقتصادي بخطى حثيثة.

السابق
هل يحل الرئيس عون العقدة السنية على حسابه
التالي
روسيا تصعد ضد أوكرانيا لتفعيل ملف التفاوض مع الغرب