حزب الله.. وما بعد بعد النساء

في كتابها “نساء في معترك السياسة” تقدم فاطمة الصمادي دراسة حول أحوال نساء حزب الله. اللافت في الدراسة ان ٦٠٪؜ من نساء حزب الله يؤيدن الترشح للانتخابات النيابية! إلا ان الحزب رغم توقيفه البلد لتوزير واحدٍ من ٦ نواب اسماهم وليد جنبلاط بنواب علي مملوك مراعاةً لقاعدتهم “الشعبية” كما يقول الحزب، لم ينظر إلى الآلاف من نسائه اللاتي يؤيدن حقهن في الترشح للمجلس النيابي، وهكذا مرت الانتخابات النيابية بصفر نساء لحزب الله! وإذا لم يصعقنا خبر أن ٤٠٪؜ من نساء الحزب يرفضن الترشح بحسب الدراسة وجُبت الاشارةُ إلى ان الحزب لم يعلن رفضه نيابة النساء، لكن أمينه العام ربط ذلك حرفياً بـ”إلى حين تصحيح ما أُفسِد والعودة بالنائب الى دوره الطبيعي كعضو لجان وتشريع وجزء من مؤسسة سياسية حقيقية ستبقى المرأة خارج لوائح حزب الله الانتخابية “! بمعنى آخر، لا نيابة لإمرأةٍ في حزب الله طالما لا مؤسسة سياسية حقيقية في لبنان، وهو للحق استنساخ شَرطي لمقولة “لا نترك السلاح حتى قيام الدولة العادلة القوية الخ…” هكذا إذا المرأة والسلاح مرتبطان بقيام الدولة الطوباوية، فلن ترى هذه ولا تلك ولا تيك!
طبعاً ثمة لهو كبير حول ما قاله أمين عام حزب الله مؤخراً عن كرهه لصور نساء الحزب تُعرض على وسائل التواصل الاجتماعي وانه لو أتيح له لحرّمه! هذا تشتيت حول دور وسائل التواصل الاجتماعي ومحورتها زوراً حول النساء، فمن يخاف على نسائه من الصورة والتصوير كخوف أهل الجاهلية، لا يدعهن يخرجن على التلفاز ويحاورن الضيوف، ليراهن هذا وذاك، فضلاً عن تنصيب إحداهن لمتابعة قضية مخطوفي اعزاز، الحاجة حياة التي غطت لفترة لا بأس بها على عتاة حزب الله من الرجال!
ليس المرأة من يريد حزب الله حجبه، فهو لطالما دخل بمبالغات كثيرة وطوبى لمن يذكر جدران ثمانيناته التي لونها بعبارات “حجابك أختي أغلى من دمي” وإلى القدس سائرون فلا ذاك دقيق ولا هذا تحقق! مشكلة حزب الله أن وسائل التواصل تخرج بيئته عن كلامه وحده عن تلقينه وحده، هنا حيث بعض الكلام إن أداره صاحبه جيدا أصابت شظاياه أهدافاً كثيرة… يا للكلمة كم تخيف!

السابق
MEA: مطار اسطنبول أتاتورك الحالي سيتوقف عن استقبال الرحلات الوافدة إليه
التالي
عندما يمنّنا «الزعيم الملهم» بإنجازاته: أنتم أحياء